عفا الله عنكم عن ذوي الشوق نفسوا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عفا الله عنكم عن ذوي الشوق نفسوا لـ عماد الدين الأصبهاني

اقتباس من قصيدة عفا الله عنكم عن ذوي الشوق نفسوا لـ عماد الدين الأصبهاني

عفا اللّهُ عنكم عن ذوي الشّوقِ نَفِّسوا

فقد تُلفَتْ منا قلوبٌ وأَنفسُ

ألم تعلموا أَنِّي من الشّوقِ مُوسرٌ

أَلم تعلموا أَنّي من الصبّرِ مُفلسُ

ظَنَنْتُمْ بعيني أَنّها تأْلَفُ الكرَآ

فهلاّ بعثتمْ طيفَكُم يَتجسّسُ

وليس لقلبي في السرورِ تَصرُّفٌ

فَقلبي على الأَحزانِ وقفٌ مُحَبّسُ

لفتكِ محبيهِ تَيقّظ طرفُهُ

وتحسبهُ من سقمِ عينيهِ ينعسُ

له ناظرٌ عند الخلافِ مناظرٌ

يقولُ دليلُ الدَّلِّ عنديَ أَقيسُ

إذا درستْ أَلحاظُه السِّحرَ أَصبحتْ

رسومُ اصطباري دُرَّساً حينَ تَدرسُ

ولم أَنسَ أُنسي بالحمى رَعَى الحمى

عشيّةَ لي مَجنَى ومَجلَى ومجلسُ

لحى اللّهُ أَبناءَ الزَّمانِ فكلُّهم

صحيفتهُ أَودَى بها المتلمِّسُ

ولولا ابتساماتُ المظفّر بالنّدى

لما راقَ نفسي صبحُهُ المتنفسُ

جَلَتْ شمسُ لقياهُ الحنادسَ بَعْدَمَا

عرتنا وهل يَبْقَى معَ الشّمسِ حنْدسُ

وصارَ به هذا الزُّمانُ جميعُه

نهاراً فما للناسِ ليلٌ مُعَسْعسُ

إذا صالَ فالمغلولُ أَلْفٌ مُدرَّعٌ

وإِن جادَ فالمبذولُ أَلفٌ مُكَيّسُ

وليس بمغبونٍ على فضلِ رأْيهِ

ويغبنُ في الأَموالِ منه ويبخسُ

إذا أَطلقَ المَلْكُ المظفّرُ في الوغى

أَعنّتَهُ فالشّمسُ بالنّقعش تحبس

فداكَ ملوكٌ لا يُلَبُّونَ داعياً

وكلّهم عن دعوةِ الحقِّ يخنسُ

تَشكّى إليكَ الغَرْبُ جورَ ملوكهِ

فأَشكيتَهُ والجورُ بالعدلِ يعكسُ

سيهدي إلى المهديّةِ النّصرَ والهُدَى

بهديكُم فيها وتونسُ تُؤْنَسُ

رَدَدْتَ كراديسَ الفرنجِ وكلُّهم

لَدَى الأَسرِ في غلِّ الصِّغارِ مُكَرْدَس

وبَيّضْتَ وجهَ الدِّينِ يومَ لقيتهم

وأَبيضكمْ من أسودِ القصرِ أَشوس

أَفادَ دَمُ الأَنجاسِ طُهْرَ سيوفكم

وما يستفادُ الطُّهْرُ لولا التَنَجُّسُ

شموسُ ظُبىً تغدو لها الهامُ سُجَّداً

فللهِ نصرانيّةٌ تَتَمجّسُ

وكم كُفيَ الإسلام سوءاً بملككم

كفيتمْ على رغم المعادينَ كلَّ سو

ولا يفتحُ البيتَ المقدّسَ غيركمْ

وبيتكمُ من كلِّ عابٍ مُقَدَّسُ

لهم كلَّ يومٍ في جهادٍ مُثلَّثٌ

إذا نصروا التوحيدَ فيءٌ مُخَمّسُ

إذا ما تقيُّ الدِّين صالَ تساقطتْ

لأَقدامهِ من عصبةِ الشِّركِ أَرؤسُ

وما عمرٌ إلا شبيهُ سَميِّهِ

شديدٌ على الأَعداءِ ثَبْتٌ عَمَرَّسُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عفا الله عنكم عن ذوي الشوق نفسوا

قصيدة عفا الله عنكم عن ذوي الشوق نفسوا لـ عماد الدين الأصبهاني وعدد أبياتها سبعة و عشرون.

عن عماد الدين الأصبهاني

محمد بن محمد صفي الدين بن نفيس الدين حامد بن أله أبو عبد الله عماد الدين الأصبهاني. مؤرخ عالم بالأدب، من أكابر الكتاب، ولد في أصبهان، وقدم بغداد حدثاً، فتأدب وتفقه. واتصل بالوزير عون الدين "ابن هبيرة" فولاه نظر البصرة ثم نظر واسط، ومات الوزير، فضعف أمره، فرحل إلى دمشق. فاستخدم عند السلطان "نور الدين" في ديوان الإنشاء، وبعثه نور الدين رسولاً إلى بغداد أيام المستنجد ثم لحق بصلاح الدين بعد موت نور الدين. وكان معه في مكانة "وكيل وزارة" إذا انقطع (الفاضل) بمصر لمصالح صلاح الدين قام العماد مكانه. لما ماتَ صلاح الدين استوطن العماد دمشق ولزم مدرسته المعروفة بالعمادية وتوفي بها. له كتب كثيرة منها (خريدة القصر - ط) وغيره، وله (ديوان شعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي