عفا الله عنها ربة المقلة النجلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عفا الله عنها ربة المقلة النجلا لـ سليمان الصولة

اقتباس من قصيدة عفا الله عنها ربة المقلة النجلا لـ سليمان الصولة

عفا اللَه عنها ربة المقلة النجلا

فكم أشعلت قلباً وكم أشغلت عقلا

نبيَّة حسنٍ حالفت دولة الهوى

وما خالفت للَه قولاً ولا فعلا

تفاخر غزلان الصريم إذا رنت

وتفضلهم جيداً وتفضحهم نقلا

وتقتنص الضاري بعين غزالةٍ

أشاب هواها الشاب وافترس الكهلا

إذا سفرت قالت حميا خدودها

تعالوا أروا النار التي تحمل الطلَّا

ولا تعرضوا عمن برا اللَهُ طيفها

يسر إذا وافى ويبكي إذا ولى

وأسكن أقمار البها في خدودها

ومد عليها من غدائرها ظلا

وأودع راح الأندرين رضابها

وأرسلها من راح ريقتها ثملى

تميت ليوث العاشقين بصدها

وتنشر بعد الموت زورتها القتلى

لها مقلٌ تعزى لآرام رامةٍ

مكحلة الأجفان لا تعرف الكُحلا

وصارم فرق شاهد الصبحُ نوره

يشق سواد الليل فاختاره نصلا

يموت كبير السن شوقاً لطيفها

ويحيا إذا طافت على لحده طفلا

عقدت لها أهداب عيني بحاجبي

وقلت لعل الوصل يمنحها الحلا

وأنفقت عمري في هوها وإنما

لسوء حظوظي ما أخذت به وصلا

تبارك باريها قضى لي بحبها

وحسن بعد العز لي عندها الذلا

وغادرني لا أشتهي غير ريقها

وغادره لا يشتهي الجود والبذلا

لقد زعمت أني سلوت وأنها

لصادقة أني سلوت بها الأهلا

وهمت بمن لا يملأ الكف خصرها

وطيب شذاها يملأ الحزن والسهلا

وعزة نفس لا تراسل غيرها

مخدرةً تأبى الرسائل والرسلا

لأظرف خلق اللَه من أنا عبدها

ومن هي مولاتي وإن أبت الوصلا

فربَّ دجىً من كيمياء جمالها

تحوَّل صبحاً ما رأيت له مثلا

دفعت به جيش الصدود كأنني

سللت عليه من لواحظها نصلا

وآخر بين الربوتين رأيته

أحاط بها حتى المناطق والحجلا

فقلت لها لو شام وجهك ما اجترى

عليك فلما شامها سفرت ولَّى

وظلتُ بها طوع الصبابة والهوى

أعب لماها ثم أنهله نهلا

إذا لحظت ميل الرقاد بطرفها

أبَيتُ لها ترضى بإثمده كحلا

وإن بذلت عن شهد ريقتها الطلا

أقول لها إني أميل إلى الأحلى

وما برحت تجلو عليَّ محاسناً

أرق من الزهر الذي رشف الطلّا

لحين بدا الليل الملقب بالضحى

يذود نهاراً من لويلتنا الشهلا

وأقبل نور الخد نحو مدامعي

يزف عليها الورد يحسبها وبلا

وأسرعت الشمس المضيئة في الخبا

لتغرب عن عيني فقلت لها مهلا

لقد ثقَّل البين المفرق بيننا

عليَّ فما أدهى فراقك يا تقلا

قفي فسأختار الفراق على اللقا

إذا عاف عبد القادر السمِحُ البذلا

أمير جيوش المسلمين إذا سعت

لنصرة دين اللَه بالهمم الحفلى

وأفرس أرباب الأسنة والظبى

إذا ركبت خيلاً أو اقتعدت إبلا

وأقطعهم سيفاً وأسمحهم يداً

وأمنعهم جاراً وأشرفهم أصلا

وأوفرهم عرضاً وأطهرهم رِداً

وأغزرهم علماً وأشهرهم فضلا

وأبلغ من أملى وأفصح من روى

وأصدق من آخى وأكرم من أولى

أبٍ يتحامى الليث ظل رحابه

فلا يلج الحي الملم به أصلا

له عزمات النار ما حضر الوغى

ومكرمة الوسمي ما وهب النفلا

إذا قربت منه العداة أخافها

فأوردها ذلّاً وأشبعها قتلا

وإن نزلت منه العفاة بمنزلٍ

أقرَّ بأطواق النفار لها شملا

أليس هو السيف الذي انتقمت به

من الملإ الباغي يد الملك الأعلى

ونكَّل في أرض الجزائر أمةً

تعدُّ رجالاً قدرَ ما وطئت رملا

تعززها أعراب فاس بفيئةٍ

نضت حبراتِ العز وارتدت الذلّا

أباد من الوحش الأعارب والذي

ترفع عنه السيف غيَّبها أكلا

فأنقذ ربات الخدور من العنا

فما دفنت منهن أرملةٌ بعلا

وأغمض عن أحرارهن عيونه

فما قرعت فرقاً ولا صدعت حجلا

فعال تقٍ يأبى الدنيةَ ماجدٍ

أغر عفيف الذيل يجتنب الرذلا

تكاد إذا أخفت ظباه عن الورى

مفاخره الحفلى تبرهنها القتلى

وحكمة مفضالٍ تكفل بالعلى

فوشَّحها التقوى وكللها العدلا

أعاد عليَّ الخير حين عرفته

وأبعد عن قومي الكآبة والمحلا

فعالك يا ابن الطاهرين ذخيرةٌ

أمامك عند اللَه تمنحك الفضلا

فإنك ما أخَّرت في طلب العلى

وحفظ حقوق اللَه عن حرج رِجلا

حنانيك إن العيد أقبل سائلاً

رضاك على هذا الهلال الذي هلا

فجد كرماً بالالتفات لنوره

ليصبح بدراً لا نشيم له مثلا

وزد شرفي يا أشرف الناس بالولا

ودم لذوي الأعياد قاطبةً مولى

شرح ومعاني كلمات قصيدة عفا الله عنها ربة المقلة النجلا

قصيدة عفا الله عنها ربة المقلة النجلا لـ سليمان الصولة وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن سليمان الصولة

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية، واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ولزمه مدة ثلاثين سنة، وله فيه قصائد، وسافر إلى مصر سنة 1883م فأقام إلى أن توفي بالقاهرة. له (ديوان -ط) ، وله: (حصن الوجود، الواقي من خبث اليهود - خ) .[١]

تعريف سليمان الصولة في ويكيبيديا

سليمان الصولة (1230 - 1317 هـ / 1814 - 1899 م) ولد في دمشق، وتوفي في القاهرة. تلقى علومه في مصر، وقرأ على علمائها، وبرع في العلوم العربية والآداب، ونظم الشعر وتفرد به.تردد بين دمشق والقاهرة مرتين، فقد ولد في دمشق، ودرس في الأزهر الشريف، وعاد إلى الشام مع حملة إبراهيم باشا، وبقي فيها نحو ثلاثين سنة اتصل فيها بالأمير عبد القادر الجزائري. قصد مصر للمرة الثانية عام 1883، فأقام فيها حتى خاتمة حياته. تقلد عدة وظائف في الدواوين المصرية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. سليمان الصولة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي