عللاني بصفو ما في الدنان
أبيات قصيدة عللاني بصفو ما في الدنان لـ العكوك

عَلِّلاني بِصَفوِ ما في الدِنانِ
وَاِترُكا ما يَقولُهُ العاذِلانِ
وَاِسبِقا فاجِعَ المَنِيَّةِ بِالعي
سِ فَكُلٌّ عَلى الجَديدَينِ فاني
عَلِّلاني بِشَربَةٍ تُذهِبُ الهَمْ
مَ وَتَنفي طَوارِقَ الأَحزانِ
وَالقِيا في مَسامِعٍ سَدَّها الصَو
مُ رُقى المَوصِلَيِّ أَو دَحمانِ
قَد أَتانا شَوّالُ فَاِقتَبَلَ العَي
شُ وَأَعدى قَسراً عَلى رَمَضانِ
نِعمَ عَونُ الفَتى عَلى نُوَبِ الدَه
رِ سَماعُ القِيانِ وَالعِيَدانِ
وَكُؤوسٌ تَجري بِماءِ كرومٍ
وَمَطِيُّ الكُؤوسِ أَيدي القِيانِ
مِن عُقارٍ تُميتُ كُلَّ اِحتِشامٍ
وَتَسُرُّ النَدمانَ بِالنَدمانِ
وَكَأَنَّ المِزاجَ يَقدَحُ مِنها
شَرَراً في سَبائِكِ العِقيانِ
فَاِشرَبِ الراحَ وَاِعصِ مَن لامَ فيها
إِنَّها نِعمَ عُدَّةُ الفِتيانِ
وَاِصحَبِ الدَهرَ بِاِرتِحالٍ وَحَلٍّ
لا تَخَف ما يَجُرُّهُ الحادِثانِ
حَسبَ مُستَظهِرٍ عَلى الدَهورُ رُكناً
بِحمَيدٍ رِدءاً مِنَ الحَدَثانِ
مَلِكٌ يَقتَنى المَكارِمَ كَنزاً
وَتَراهُ مِن أَكرَمِ الفِتيانِ
خَلِقَت راحَتاهُ لِلجودِ وَالبَأ
سِ وَأَموالِهِ لِشُكرِ اللِسانِ
مَلَّكَتهُ عَلى العِبادِ مَعَدُّ
وَأَقَرَّت لَهُ بَنو قَحطانِ
أَريَحِيُّ النَدى جَميلُ المحَيّا
يَدُهُ وَالسَماءُ مُعتَقِدانِ
وَجهُهُ مُشرِقٌ إِلى معتَفيهِ
وَيَداهُ بِالغَيثِ تَنفَجِرانِ
جَعَلَ الدَهرَ بَينَ يَومَيهِ قِسمَي
نِ بِعُرفٍ جَزلٍ وَحَرِّ طِعانِ
فَإِذا سارَ بِالخَميسِ لِحَرب
كَلَّ عَن نَصِّ جَريِهِ الخافِقانِ
وَإِذا ما هَزَزتَهُ لِنَوالٍ
ضاقَ عَن رَحبِ صَدرِهِ الأُفقانِ
غَيثُ جَدبٍ إِذا أَقامَ رَبيعٌ
يَتَغَشّى بِالسَيبِ كُلَّ مَكانِ
يا أَبا غانِمٍ بَقيتَ عَلى الدَه
ر وَخُلِّدتَ ما جَرى العَصرانِ
ما نُبالي إِذا عَدَتكَ المَنايا
مَن أَصابَت بِكَلكَلٍ وَجرانِ
قَد جَعَلنا إِلَيكَ بَعثَ المَطايا
هَرَباً مِن زَمانِنا الخَوّانِ
وَحَمَلنا الحاجاتِ فَوقَ عِتاقٍ
ضامِناتٍ حَوائِجَ الرُكبانِ
لَيسَ جودٌ وَراءَ جودِكَ ينتا
بُ وَلا يُعتَفي لِغَيرِكَ عاني
شرح ومعاني كلمات قصيدة عللاني بصفو ما في الدنان
قصيدة عللاني بصفو ما في الدنان لـ العكوك وعدد أبياتها ستة و عشرون.
عن العكوك
علي بن جَبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأبناوي. شاعر عراقي مجيد، أعمى، أسود، أبرص، من أبناء الشيعة الخراسانية، ولد بحيّ الحربية في الجانب الغربي من بغداد ويلقب بالعَكَوَّك وبه اشتهر ومعناه القصير السمين. ويقال إن الأصمعي هو الذي لقبه به حين رأى هارون الرشيد متقبلاً له، معجباً به. ويختلف الرواة في فقده لبصره، فمنهم من قال أنه ولد مكفوفاً ومنهم من قال أنه كف بصره وهو صبي. وعني به والده فدفعه إلى مجالس العلم والأدب مما أذكى موهبته الشعرية وهذبها. وكان قد امتدح الخلفاء ومنهم الرشيد الذي أجزل له العطاء وفي عهد المأمون كتب قصيدة في مدحه إلا أنه لم ينشدها بين يديه وإنما أرسلها مع حميد الطوسي فسخط المأمون عليه لأنه نوه بحميد الطوسي وأبي دلف العجلي وتأخر عن مدحه والإشادة به، مما أوصد عليه أبواب الخلفاء بعد الرشيد. وتدور مواضيع شعره حول المديح والرثاء كما يراوح في بعضه بين السخرية والتهكم والفحش وهتك الأعراض والرمي بالزندقة والغزل والعتاب. وصفه الأصفهاني بقوله: (هو شاعر مطبوع عذب اللفظ جزل، لطيف المعاني، مدّاح حسن التصرف) . اختلف في سبب وفاته فمنهم من يقول إن المأمون هو الذي قتله لأنه بالغ في مدح أبي دلف العجلي وحميد الطوسي ويخلع عليهما صفات الله. ومنهم من قال إنه توفي حتف أنفه.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب