علل حشاي بذكر ذاك المنزل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة علل حشاي بذكر ذاك المنزل لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة علل حشاي بذكر ذاك المنزل لـ إبراهيم اليازجي

عَلّل حَشاي بِذكر ذاكَ المَنزِلِ

وَأَعِد أَحاديثَ الزَمانِ الأَوَّلِ

وَأعذُر إِذا اِبتَدَرَت سَوابقُ أَدمُعِي

طَرَباً وَحَلَّ الوَجدُ عَقدَ تَجَمُّلي

زَمَنٌ بِهِ خَلّفتُ أَيَّام الصِّبى

وَتَرَكتُ طيبَ لَذاذَتي وَتَغَزُّلي

أَيامَ تَخدُمنا المُنى مَنقادةً

وَأَخو الهَوى في الرَّبعِ يَمرَحُ كَالخَلِي

يَجري عَلى مَتنِ الأَغرِّ وَكَم لَهُ

في الحَيِّ مِن يَومٍ أَغَرَّ محجَّلِ

في عُصبةٍ تَخِذُوا الصَبابةَ مَذهَباً

لَهُمُ وَعافوا مَذهَبَ المتَبَذِّلِ

وَرَدُوا الكُؤوسَ فَأَرْيَحِيٌّ لِلنَدى

مِنهُم وَمُهتَزٌّ لَذكرِ القَسطَلِ

يَفتَنُّ مُنشِدُهُم فَتَحسَبُ لَفطَهُ

مِن كَأسِهِ وَبَيانِهِ السحرَ الجَلِي

وَكَأَنَّما يُملي السَليم قَصيدةً

فَالقَومُ بَينَ مكبِّرٍ وَمُهَلِّلِ

النائم المَعنى الدَقيق كَأَنَّهُ

أَسلاك دُرٍّ بِالجُمانِ مفصَّلِ

ماضي الجَنان إِذا أَفاضَ حَسِبتَهُ

يَتلو عَلَيكَ صَحيفةَ المُتَرَسِّلِ

وَإِذا جَرى فَوقَ الطُّروسِ يَراعَهُ

فَوَميضُ بَرقٍ في سَحابٍ مُسبَلِ

مُتَوَقِّدُ الأفكارِ لَو بَرَزَتْ لَنا

في اللَيل أَغنَت عَن ضياءِ المَشعلِ

قَلبٌ مِن الأَشياخِ يَحمِلُهُ فَتىً

غَضُّ الشَبيبةِ مِثل حَدِّ المَنصلِ

وَلَرَبَّ قادِمَةٍ عَليَّ بِلُطفِها

أَحيَتْ فُؤادي حينَ مَسَّت أَنمُلِي

غَيداءُ مُرسَلةُ النِقابِ وَراءَهُ

وَأَمامَهُ نَفَحاتُ عُرفِ المَندَلِي

وافَت بِآثارِ الحَبيبِ وَطالَما

وافى إِليَّ بِها نَسيمُ الشَمأَلِ

حَسناءُ ناحِلَةُ القوامِ لقيتُه

مِن عَطف عاشِقِها السَقيمِ بِأَنحلِ

قابَلتُها فَرَدَدَتُ طَرفي بَعدَما

طَفَحَت عَليّ شُؤون دَمعي المُرسَلِ

شَكَتِ الفِراقَ فَهَيَّجَت عِندي شَجاً

أَمسى عَنِ الشكوى وَعَنها مُذهلي

يا مَن نَأى عَنِّي وَباتَ خَيالُهُ

في طَيِّ قَلبٍ عَنهُ لَم يَتَرَحّلِ

بَيني وَبَينَكَ لِلمَوَدّة ذمةٌ

قَطَعَت مِن الغَمَرات كُلَّ مُؤمَّلِ

فَصَلَت مَنازِلنا البِحار وَقَطرةٌ

مِنهُنَّ بَينَ قُلوبَنا لَم تَدخُلِ

وَلَقَد وَقَفتُ عَلى وَدادِكِ مُهجَتي

وَتَصُرُّفي في الوَقفِ غَير مَحَلَّلِ

وَعَذَرتُ نَفسي في هَواكِ لِأَنَّني

أَورَدتُها في الحُبِّ أَعذَبَ مَنهَلِ

وَأَنا الَّذي أَلِف الهَوى وَأَذاعَهُ

مِن حَيثُ باتَ عَن المَلامِ بِمَعزَلِ

أَسَأَلتَ ما قَد مَرَّ مِن أَيامُنا

عَما يَكونُ مِن الزَمانِ المُقبِلِ

اللَهُ أَكبَرُ كُلّ حالٍ دونَها

أَجَلٌ وَصَرفُ الدَهرِ غَيرَ مُؤجَّلِ

فَأَعَزُّ ما صادَفَتَ يَومَ مَسَرةٍ

وَاللَهُ يَعلَم بَعدَ ذَلِكَ مايَلي

شرح ومعاني كلمات قصيدة علل حشاي بذكر ذاك المنزل

قصيدة علل حشاي بذكر ذاك المنزل لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي