علمتها الأيام أن تتجنى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة علمتها الأيام أن تتجنى لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة علمتها الأيام أن تتجنى لـ مهيار الديلمي

علَّمتْها الأيامُ أن تتجنَّى

فأحالتْ أخلاقَها السُّمْحَ هُجْنا

وتعدَّى غدرُ الزمانِ إليها

فرأتْ رعيَها الأمانةَ غَبْنا

صبَغَ الدهرُ عندها بيضَ أيا

مِيَ سودا بولنه أو دُكْنا

فعهودٌ ما شئت تُلغَى وأيما

نٌ على غير حِلِّها تُستثنى

لم تزل تكذِبُ الأمانيُّ حتى

منعتْني بالغيب أن أتمنَّى

يا لَحا الله وُدَّ مثلكِ ما أن

زرَ رِفدا عندي وأكثرَ منَّا

كم خضوعٍ وليس يُخجِلُ عينا

وعتابٍ وليس يخرُق أُذْنا

أعتفي منكِ صخرةً ليس تُثنَي

وهي في العين بانَةٌ تتثنَّى

وأرى في جبينِك الشمسَ للعا

لَم حُسنا ولي شقاءً وحزنا

ما خَذولٌ في رأس أرعنَ يُمسي

شاهقا دون نيلها معتنَّا

عبرَتْ وحدَها به ترِد العذ

بَ لِصابا عُمقاً وترعَى الحَزنا

نجوةً توجَدُ الضحى هي والشم

سُ وتمسي مع الكواكب أمنا

لو رماها بكلّ ما عنده الطَّر

فُ لأعيا من دونها وتعنَّى

منكِ أنأَى ولستِ منها إذا كن

تِ مكانَ الوشاح منّيَ أدنى

أستعيد الأحلامَ ذكرَك إن خا

لس طرفي لُماظةَ النوم وهْنا

فكأنّي أدعو الصدى وكأنْ ما

سلَك الطيفُ قطُّ بالنوم جفنا

أسأل الدهرَ عن خلائقه الأو

لى وقد نُقِّلتْ فحالَ وحُلْنا

وأروم الوفاء من زمن الغد

ر وهل للسَّحوقِ باليد مجنَى

عجباً كيف لامني في قنوطي

من رأى البحرَ غاضَ والقَطرَ ضَنّا

كنتُ أشكو الأيام قبلُ وفي أخ

لافها مَذْقةٌ إذا ما حلبنا

وأذمُّ الدنيا وللناس آذا

نٌ بواقٍ إذا عُذلنَ سمعنا

فبودِّ المنى لوَ اَنّ ليالي

يَ اللواتي بكيتُ منهنّ عُدنا

حكَم اللهُ بين قلبي وإخوا

ني وولَّى الملامَ من جارَ مِنّا

ورعَى لي في دوحةِ المجد غصنا

كيفما هُزَّ هُزَّ أخضَرَ لَدْنا

نابتاً في أرومةٍ للعلا غي

ناءَ شَقَّتْ ترابَ أرضٍ غَنَّا

وَصَفَت طيبَ عِرقِها بالجنَى الحُل

وِ ومدَّت فنّا وَرِيقاً ففنَّا

وسقاها ماءَ الندى فكساها

واسعَ الظلِّ والثرى المطمئنّا

غَرسُ عبد الرحيم ثم أطال ال

لَهُ منها فرعا له ابنا فابنا

أسرة لم يكذب الدهر وعدا

في علاهم ولم يخيب ظنا

أمراءُ الجُلَّى وألسنة النا

دي إذا استُصرخوا خطابا وطعنا

لا يبالون والمكارمُ فيهم

باقياتٌ ما ابتزَّ خطبٌ فأفنَى

ركبوا كلَّ غايةٍ يأخذون ال

سبق حتى ردُّوا الصرائحَ هُجنا

وترى كلَّ نافر عندهُم يأ

نَسُ إلَّا ما كان بخلا وجبنا

وإذا العامُ جفَّ مدُّوا عليه

أيدياً يعصِرون منها المُزْنا

كلُّ رِخو الإزار حتى إذا سا

ر طوَى شَملةً وقلَّص رُدْنا

لا يهاب السرَى وراءَ المعالي

واحدا خاضَ ليلَها أو مَثْنى

يحمِل الطودَ مستقلّاً ولا يح

مِلُ وزنَ السَّفاةِ ثأرا وضِغنا

كعميدِ الكفاة لا تجد الغِي

بَةُ في جنبه ولا الغمزُ وهْنا

ساد رطبَ الشبابِ مقتبلَ الشر

خ كهولاً عَدّوا الحجا والسِّنا

أبصرَ الضيمَ خُطَّةً فأباها

ورأى العجزَ حاجةً فاستغنى

سبق الناسَ إنْ تعجَّلَ لم يك

بُ ولم يعلَقوا به إن تأنَّى

ووقتْه من رأيه جُنَّة لا

تتفَرّى وصعدةٌ لا تَحَنَّى

إن دعا في مواقف الفضل لم تُب

رِزْ إليه جحافلُ الفضل قِرْنا

وإذا قيل مَن توحَّد بالجو

د ومَن فهو واحد لا يُثنَّى

لا عفا منكَ بعدَ من بانَ منهم

ربعُ مجدٍ ولا تعطَّلَ مَغنَى

وبقيتَ السيفَ الذي هو أمضى

دونَهم في اليد التي هي يُمنَى

عانيات لك الليالي يُعفِّي

ن بحلم آثارَ ما قد جَهلنا

طالعا مطلعَ النجوم لك الشع

رى تُحيَّا بوفدها وتُهنَّا

كلّ وَلاجةٍ إذا امتطت القر

طاسَ لم تنتظر على السمع إذنا

تُطِربُ الحاضرَ البليغَ وإن مر

رَت بسمعِ البادي اشْرأبَّ وحنَّا

كلّما عرَّجت بنادي قبيلٍ

تركت ألسُنَ الفصاحةِ لُكْنا

في عداكم تُدافُ سُمّاً وتُهدِي

لكُمُ في الأعياد شهدا وسمنا

لكُمُ صفوُها وصفوُ ودادي

كلتُموني نَصْفا بها أو غَبْنا

لم أزل في الغنى وفي الفقر يخشا

ني زماني مذ قلتُمُ أنتَ مِنَّا

شرح ومعاني كلمات قصيدة علمتها الأيام أن تتجنى

قصيدة علمتها الأيام أن تتجنى لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي