على أي أخلاق الزمان أعاتبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على أي أخلاق الزمان أعاتبه لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة على أي أخلاق الزمان أعاتبه لـ مهيار الديلمي

على أيّ أخلاقِ الزمان أعاتبُهْ

وما هو إلا صَرفه ونوائبُهْ

تَفرَّى أديمي وهو بُتْرٌ شِفارُهُ

وجافت جروحي وهو صُمٌّ مخَالبُهْ

نُدوبٌ تُقفِّي هذهِ عَقْبَ هذهِ

وداءٌ إذا ما باخ أَوقدَ صاحبُهْ

شغَلتُ يدي حيناً بعدّ ذنوبهِ

وزِدن فقد تاركتهُ لا أحاسبُهْ

طرحتُ سلاحي وانتزعتُ تمائمي

وضاربهُ يُنحِي عليَّ وسالبُهْ

ببيضٍ من الأيام هنّ سيوفهُ

وسودٍ من الليلاتِ هنّ عقاربُهْ

أُدامِجه حتّى يرانيَ راضياً

مِراراً وأعصِي مرةً فأغاضبُهْ

فلا هو إن أطريتُه قابضٌ يداً

ولا خائفٌ عاراً بما أنا عائبُهْ

نصحتُك لا تُخدَعْ بسنَّةِ وجهِهِ

فشاهده حُسْنٌ تَشوَّهَ غائبُهْ

ولا تتمهَّدْ قِعدة فوقَ ظهرهِ

فما هو إلا ضيغمٌ أنت راكبُهْ

تَردَّى رجالٌ قبلنا وتقطَّرت

بِهمْ شُبههُ دون المَدِيِّ وشاهبُهْ

وصَرَّحَ عمّا ساءهم طولُ مَحضِهِ

خبائثَ جرّتها عليهم أطايبُهْ

حبائلُ مكتوبٌ لها نصرُ كيدها

من الله لا يُمحَى الذي هو كاتبُهْ

فمن مغلَقٍ مستعجَلٍ أو مؤخَّرٍ

مُراخِيهِ يوماً لا مَحالةَ جاذبُهْ

تصاممتُ عن داعي المنونِ مغالطاً

وإنّي على طول السكوت مُجاوبُهْ

وقدَّمتُ غيري جُنَّةً أتَّقي بها

ومن يُوقَ من راميه لابدّ صائبُهْ

أخلاَّي أيمُ اللهِ أَطلب ثَأْركَم

من الدهر لو قد أَدركَ الثأرَ طالبُهْ

أفي كلّ يومٍ لي قَضيبٌ مُخالَسٌ

وذخرٌ نفيسٌ منكم الموتُ غاصبُهْ

وكاسٍ من العلياء والحسنِ يعتدي

سليما على سيفي وسَوطِيَ سالِبُهْ

تَطيحُ به زندي وجَهدُ تحفُّظي

بميثاقِهِ في الغيب أنّيَ نادبُهْ

وكم منكُمُ كالنجم رُعتُ به الدُّجَى

زماناًن خبا بعد الإضاءةِ ثاقبُهْ

وآخَرُ لمّا سامَحتْني بأصله ال

منايا ذَوتْ أغصانُهُ وشعائبُهْ

وأضحى بنوه غِبطةً وبناتُهُ

تُسَلُّ بهم أنيابُهُ ورواجبُهْ

فينزو بلبيّ شجوُهُ وتُصيبني

بموضعه من سِرّ قلبي مَصائبُهْ

ألا يا أخي للودّ دنيّاً وكم أخٍ

لأمِّي بعيداتٍ عليّ قرائبُهْ

لحا الله خَطباًن شَلَّ سرحَك طردُهُ

وجمَّعَ في إلهابِ قلبك حاطبُهْ

رَمْتك يدُ الأيّام عن قوسِ قارنٍ

إذا هو والى لم تخنه صوائبُهْ

سقتك بكفٍّ أَدهَقتْ لك ثانياً

ولمَّا يُفِق من أوْلٍ بعدُ شارِبُهْ

فقَرْحٌ وقَرْحٌ لم تَلاحَمْ نُدُوبهُ

ودمعٌ ودمعٌ ما تعلَّق ساربُهْ

ويا ليته لمّا تثنَّى تعلَّقتْ

مقاديرهُ أو استوين مَراتبُهْ

ولكنّها كفٌّ هوتْ إثر إصبِع

حارِكُ ظهرٍ بعدَهُ جُبَّ غاربُهْ

حَصاتان من درٍّ حَصانانِ لم تَطِرْ

يدٌ بهما ما دنَّس الدُّرَّ ثاقبُهْ

هما بيضتا كِنٍّ بجانبِ مُلبَسٍ

حماه الطروقَ تيهُهُ وسَباسِبُهْ

حرامٌ على الساري تضيعَ على القطا

أفاحيصُهُ في جوّه ومَساربُهْ

يحوطهما ما اسطاعَ وحفُ جناحهِ

شِعارُهما دون التراب ترائبُهْ

تراه يُصادي حاجبَ الشمسِ عنهما

لو أنّ الردَى ما أحرز الشيءَ هائبُهْ

رزِئتَهما شمسْينِ أَقسمَ فيهما

ظلامُ الأسَى ألاَّ تَجَلَّى غياهبُهْ

يعدّون خُرْقاً بالفتى في بنائهِ

إذا ما بكَى أو ذلَّ للحزنِ جانبُهْ

وكم من كريم عَزَّهُ نجباؤه

فعزَّ بما ساقت إليه نجائبُهْ

وبعضُ البناتِ مَن بها يُنتَج العُلا

وبعضُ بني الإنسان في الحيّ عائبُهْ

فإلاَّ تكونا صارمين فحِْوَتا

حُسامٍ عتيقٍ لا تُفَلُّ مَضارِبُهْ

أخي الحلم لم يَمْلِك عليه حياؤه

ولا كذَّبتْهُ في الزمان تجاربُهْ

إذا وَلَدَ استَذكرنَ حزماً إناثُهُ

كما ذُكِّرتْ أخلاقُهُ وضرائبُهْ

تعزَّ ابنَ رَوحٍ إنما الموتُ مُدلجٌ

إلى أمدٍ فيه النفوسُ مَراكبُهْ

ومن أخَّرتْه شمسُ يومٍ فلم يمت

يمتْ حولَه أحبابُهُ وحبائبُهْ

وأعجبُ من ذي خُبرةٍ بزمانه

تنكَّر منه أن تَوالَى عجائبُهْ

خُلِقنا لأمرٍ أرهقتنا صدورُهُ

فيا ليت شعري ما تجرّ عواقبُهْ

غريمٌ مُلِطٌّ لا يَمَلُّ وطالبٌ

بغير تِراتٍ لا تنامُ مَطالبُهْ

وقد جربتْك الحادثاتُ فلا تكن

ضعيفَ القُوَى رِخواً لهنّ مَجاذِبُهْ

وغيرُك مغلوبٌ على حُسنِ صبرِهِ

ولا خَطبَ إلا أنتَ بالصبرِ غالبُهْ

برغميَ أن يَسرِي غزِيٌّ من الأسَى

إليك ولم تُفلَلْ بنصري كتائبُهْ

وإن كان خصماً لا لساني ينوشه

ولا كلماتي الغاسقاتُ تواقبُهْ

ويا لِدفاعي عنك إن كان صارماً

أصافحه أو كان ليثاً أواثبُهْ

ومَن لي لو أنّ الحزنَ يرعَى جوانحي

فدىً لك لو يرضَى بقلبِيَ ناصبُهْ

فما هي إلا مهجةٌ لك شطرُها

وموهوبُ عيشٍ أنت ما عشتَ واهبُهْ

وإن كان يُطفي حرَّ لوعتِك البكا

علي أنّه جاريه لا بدّ ناضبُهْ

فدونك دمعي سائلاً ومعلَّقاً

فجامدُهُ باقٍ عليك وذائبُهْ

عتبتُ على دهري فسهَّلَ عذرُهُ

بأنّك باقٍ كلَّ ما هو جالبُهْ

إذا سلِم البدرُ التمامُ فهيِّنٌ

على الليل أن تَهوِي صِغاراً كواكبُهْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة على أي أخلاق الزمان أعاتبه

قصيدة على أي أخلاق الزمان أعاتبه لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي