على المبعوث مرحمة إلهى
أبيات قصيدة على المبعوث مرحمة إلهى لـ محمد بن قمر الدين المجذوب

علَى المَبعُوثِ مَرحَمَةً إِلهِى
سأَلتُكَ صَلِّ ما سَرَتِ النُّجُومُ
أَفِى سُوكٍ مَدَى عُمرٍ تُقِيمُ
وَقَد ظَعَنَ الحَجِيجُ أيانَدِيمُ
وَأُذنِى سامِعٌ وَالعَينُ تَنظُر
كِرَاءَهُمُوا لِسُفن يا لَزِيمُ
أَتَوا الرُّبَّانَ وَالنَّاخُودَه قالاَ
هَلُمَّ إِلَىَّ يا وَفدٌ كَرِيمُ
ضحى سَبتٍ وَاثنَينِ خَمِيسٍ
لَقَد رَكِبُوا لِفُلكٍ وَالهُمُومُ
نَزَلنَ بِقَلبِ مُضنًى مِن جَوَاهُم
وَأَحشَاهُ تُهَرِّدُها الكُلومُ
شَرَائِعُ سُفنِهِم نَشَرُوا عَلَيها
يُقَلِّبُها الجَنُوبُ وَالسَّمُومُ
بِساحِلِ جُدَّةٍ أَرسَوا وَقامُوا
بإحرَامٍ وَتَلبِيَةٍ يَهيمُوا
سُحَيراً أَو صَباحاً لاَحَ نُورٌ
بِمَكَّةَ أو بِزَمزمَ وَالحَطِيمُ
وَمِن بابِ السَّلاَمِ أَتَوا وَطافُوا
بِتَوقِيرٍ طَوَافَهُمُ القُدُومُ
حَطِيماً بَعدَهُ التَزَمُوا وَفاضَت
دُمُوعٌ مِن مَحاجِرِهِم جُسُومُ
وَخلفَ مَقامِ إِبرَاهِيمَ صَلَّوا
رُكَيعاتٍ بِها مُحِيَت جُرُومُ
وَمالُوا حَيثَ زَمزَمُ لِلشَّرَابِ
شَرَابَ الأُنس وَانكَشَفَت غمُومُ
سَعَوا سَبعاً بِمَروَةَ وَالصَّفَاءِ
وَنِيلَ بِسَعيهِم ذَاكَ النَّعِيمُ
بِثَامِنِ حِجةٍ باتُوا بِخَيفٍ
وَتاسِعِها إِلَى عَرَفاتَ يُؤمُوا
بُعَيد الظُّهر قَد وَقَفُوا ابتِهَالاً
لِيَدعُوا رَبَّهُم وَهُوَ الكَريمُ
لَقَد نَفَرُوا إِلَى قُزَحٍ وَباتُوا
لِيُحيَى ذلِكَ اللَّيلُ البَهِيمُ
بِمَشعَرِهِم لَقَد صَلَّوالِصُبحٍ
وَوَادِ مُحَسِّرٍ جازُوا حَرِيمُ
رَمَوا الجَمَرَاتِ سَبعاً ثُمَّ طَافُوا
تَمامَ النُّسكِ فِى أُنسٍ عَظِيمُ
وَثمَّ إِلَى الوَدَاعِ أَتَوا وَطَافُوا
وَرَاحُوا يَقصِدُونَ نَبِى كَرِيمُ
مُحَمَّدٌ المُصَفَّى مِن لُؤَىّ
لَهُ التَّبجِيلُ وَالشَّرَفُ القَدِيمُ
لَهُ البَدرُ المُنِيرُ انشَقَّ جَهراً
وَحَنَّ الجِذعُ قَد لاَنَ الصَّمِيمُ
أَجابَ اللهُ دَعوَتَهُ وَأحيا
بِهِ الشَّهباءَ وَاحضَرَّ الهَشِيمُ
رَؤُوفٌ مُحسِنٌ بَرٌ عَطُوفٌ
وَذُو صَفحٍ عَنِ الجَانِى حَلِيمُ
وَمَصباحُ الهُدَى غَوثُ البَرَايا
أَتَى قَد زَانَهُ خُلُقٌ عَظِيمُ
رَقَى لِلعَرشِ تَبجِيلاً وَحازَا
مَقاماً ما أُتِى قَبلُ الكَلِيمُ
وَخاطَبَ رَبَّهُ وَدَنا فَدَلَّى
وَأعطَاهُ المَسَرَّةَ وَالعُلومُ
شَفِيعَ الخَلقِ إِنِّى مُستَجِيرٌ
بِجاهِكَ يَومَ تأَتِينِى الخُصُومُ
فأَنتَ مَلاَذُ مَن يَرجُوكَ حِصنٌ
لِمَن يَأوِى إِلَيكَ وَهُو عَدِيمُ
وَأَنتَ مَنِ احتَمى بِحِماكَ فازَا
إِذَا ما صِيحَ يا عاصٍ أَثِيمُ
أَياسَمحَ الصِّفاتِ فَجد لِعَبدٍ
يَخَافُ المَكرَ إِذ يَغلِى الحَمِيمُ
فَكُن لَه وَاقِياً مِن كُلِّ كَيدٍ
إِذَا الأَغلاَلُ تَقدُمُ وَالجَحِيمُ
عُبَيدُكَ طَاهِرٌ فاحمِى حِمَاهُ
وَبَلِّغهُ بِجَاهِكَ ما يَرُوم
صَلاَةُ اللهِ تَغشى كُلَّ حِينٍ
لِبابِكَ ما أَتَى رَوحٌ نَسِيمُ
كَذَاكَ الآلُ وَالأصحَابُ طُرَّا
وَمَن يَأوِى إِلَيهِم وَالحَرِيمُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة على المبعوث مرحمة إلهى
قصيدة على المبعوث مرحمة إلهى لـ محمد بن قمر الدين المجذوب وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.
عن محمد بن قمر الدين المجذوب
محمد مجذوب بن قمر الدين المجذوب. شاعر من شعراء السودان، له مجموعة المجذوب المحتوية على ستة دواوين كلها في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب