على ثراك غوادي الصبح تنهمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على ثراك غوادي الصبح تنهمر لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة على ثراك غوادي الصبح تنهمر لـ إبراهيم اليازجي

عَلى ثَراك غَوادي الصُبحِ تَنهَمرُ

يا راحِلاً تَحتَ ظلِّ اللَّهِ يَستَتِرُ

جَرحتَ بَعدَك أَكباداً بِسَهمِ أَسىً

في كُلِّ جَفن لِماضي نَصلهِ أَثَرُ

مَناحَةٌ تَحتَ جنحِ اللَّيلِ قائمة

بِها الأَصيلُ خَضيب الذَّيلِ وَالسَّحرُ

وَمَأَتمٌ بِطباقِ السُّحبِ مُتَّصِلٌ

حَقّ عَلى عَبَراتِ السُّحبِ تَنفَجرُ

اِستَودِعُ اللَّهُ غُصناً مالَ مُنكَسِراً

فَمالَ كُل فُؤادٍ وَهوَ مُنكَسرُ

هَبَّت عَلَيهِ مِنَ الأَقدارِ عاصِفة

راحَت بِها جَمرات الحُزنِ تَستَعرُ

كَأَنَّ ما جَفَّ مِن أَمواهِ نُضرَتِهِ

أَمسى عَلَيهِ مِنَ الأَجفانِ يَنحَدرُ

قَد ساروا أَسفَاً عَنا بِلا ثَمَرٍ

فَلَيسَ إِلى الأَسى مِن بَعدِهِ ثَمَرُ

طالَ النُّواحُ لَهُ مِن كُلِّ ذي كَبِدٍ

حَرَّى تَذوب اُلتياعاً حينَ يدَّكِرُ

وَكُلّ باكٍ هَشيم الوَجهِ بَعدَ فَتىً

بِالدُّودِ باتَ هَشيماً وَجهَهُ النَضِرُ

يا رَحمةَ اللَهِ حلّي في ثَرى قَمَرٍ

قَد اِرتَدى بِالدُّجى مِن أَجلِهِ القَمرُ

وَيا غَمائمُ زوريهِ محيِّيَةً

وَجهاً لَهُ كانَ يُستَسقَى بِهِ المَطرُ

رَيان ضمَّنَ مِنهُ اللَّحد جَوهرةً

لاقَت بِأَمثالها مَن دَمعِنا الدُّرَرُ

يا قَبرَ جرجسَ مِن تُربٍ وَمِن حَجَرٍ

ما أَنصَفَ البَدرُ ذاكَ التُّربَ وَالحَجَرُ

وَلا قَضيب النَقا تَذوي مَعاطفه

في قَفرة بِمياه الدَمع تَزدَهر

وَيلاهُ مِن سَطَواتِ البينِ فاتِكةً

بِكُلِّ نَفسٍ فَلا تُبقِي وَلا تَذرُ

باتَ الشَّبابُ رَخيصاً في نَواظرِهِ

وَلم يُوقَّرْ لَدَيهِ الشَّيبُ وَالكِبَرُ

يا مَن صَبَرتَ لِطولِ السُّقمِ عَن جَلَدٍ

مِن أَينَ صَبرُ قُلوبٍ فيكَ تَنفَطِرُ

ما كانَ أَعظَم ما قاسَيتَ مِن أَلَمٍ

وَأَنتَ في الشُّكرِ تُمسي حَيث تَبتَكرُ

طابَت بِهِ مِنكَ نَفسٌ بَرَّةٌ عَلِمَت

بِأَن عُقباهُ في دار البَقا الظَفَرُ

كفيتُ فيها بَلا الدُنيا وَشِدَّتها

ممتَّعاً بِنَعيمٍ ما بِهِ كَدَرُ

تَصَبَّروا يا بَني فَياضَ بَعد فَتىً

أَمضى بِهِ وَبِنا أَحكامهُ القَدَرُ

يَعِزُّ وَاللَه عِندي أَن أُعَزيكُم

عَنهُ وَدَمعُ جُفوني فيهِ مُنتَثِرُ

أَولى الخُطوب بِأَن تُدمى القُلوب بِهِ

لَو كانَ يَقضي بِأَن تدمى لَنا وَطَرُ

وَإِنَّما نَحنُ في أَرضٍ إِذا اِعتبرَت

لَيسَت سِوى مَأتمٍ ناحَت بِهِ البَشَرُ

في كُلِ يَومٍ أُناسٌ فَوقَها فُجِعوا

عَلى أُناسٍ طوَتهم تَحتَها الحُفَرُ

بئسَ الحَياةُ التي ما زالَ وارِدُها

يُمازجُ الوَردَ في كاساتِهِ الصَدَرُ

حالان إِحداهُما مَملوءةٌ خَطَراً

مِمَّا يَليها وَأُخرى فاتَها الحَذَرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة على ثراك غوادي الصبح تنهمر

قصيدة على ثراك غوادي الصبح تنهمر لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي