على شاطىء فوق الحياة تمددت

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على شاطىء فوق الحياة تمددت لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة على شاطىء فوق الحياة تمددت لـ صالح الشرنوبي

على شاطىء فوق الحياة تمدّدت

على رمله الأحلام صاحية سكرى

تنامين يا أحلام نفسي كأنما

سقتك غيوب الله من كأسها خمرا

تنامين حتى يقضى اللَه أمره

فيبدل عسر العيش في عالمي يُسرا

وينضح أيّامي القفار بوابل

من الخير أنسى في تواكبه الشرا

فأحيا وتحيا بعد موتى حقيقتي

وأبعث من قلبي إلى خالقي الشكرا

أأحلام نفسي ليتني كنت قادرا

على بعثِ ما ولّى ونسيان ما جرّا

أأحلام نفسي ليتني كنت عاجزا

عييّ الحجا غفلان لا أدرك الفكرا

كأني بهذا الكون قبر حقائق

تذوب وتفنى في حقيقتنا الكبرى

كأني بهذا العقل ظلّ خرافة

نثور إذا ولى ونشكو إذا قرّا

وشعري ومن جبّ الحقيقة نبعه

ويا ليت أنى عشت لا أعرف الشعرا

كأني به في ظلمة الطين ضحوة

أهال عليها الطين من روحه قبرا

وعمري ومن إظلامه يخلق الدجى

وينسى لديه الفجر من يعبد الفجرا

كأني به في حانة الدهر قطرة

حميمية تنهلّ في قلبه جمرا

وحظي وقد غسّلته بمدامعي

ولم أحتسب فيه لدى زمني أجرا

كأني به في قبضة الموت زهرة

يبابيّة الأوراق لا تنفحُ العطرا

ويأسي من الدنيا وسخطى على القضا

وإيمان عقلى بالأراجيف مضطرا

شقيت وأشقيت الليالي بمطلب

تمنّيته صبحا وحقّرته ظهرا

وما هوَ إلّا يطيع إرادتي

زماني وأن أحظى بما أشتهى حرّا

وأنسيت أنّ الوهم روح طبيعتي

وأن الذي أجرى حياتي بها أدرى

وأن القضاء الحتم مثلي مسيّرٌ

إلى غاية تستغرق الكون والدهرا

ومن نكد الأوهام أنى أُفلسِفُ ال

حياة كما أهوى ولم أفنها خبرا

عييتُ بها فهما وفي العجز راحةٌ

لمن جعل الدنيا طريقاً إلى الأخرى

ولكنني والعقل نورى وظلمتي

أحاول بالأحلام أن أكشف السترا

وما زلت والمصباح خاب ضياؤُه

أهدهد آمالي وأرضعها الصبرا

رأيت حظوظ الناس شتّى فجاهل

أميرٌ وأهل العلم في كفّه أسرى

ونابغةٍ فذٍّ يعيش مشرّدا

يكابدُ من أيّامه الذلّ والفقرا

فإن مات هبّ النائمون فأمطروا

ثراه الجديب القفر مدمعهم ثرّا

وراحوا يحيّون الرميم بذكره

وهيهات أن تجدى على الميّت الذكرى

لقد كان يرجو القوت لا مؤمنا به

فظنّون يرجو المستحيل أو الكفرا

فأيّهما أختار لو كنت مثله

لعلّى بحظِّ الفدمِ في سعده أحرى

ويا ربّ ليل طوّقتني همومه

ونادمته شكواي والأدمع الحرى

وناديت ماضيّ الذي راح وانطوى

فأقبل جهمان الأسارير مغبرّا

ينفّض أذيال الرضا عن تذكري

لأيامه اللائي بدأت بها العمرا

فقلت أناجيه وفي النفس حسرةٌ

تسعّر أنفاسي وتملؤني سخرا

إلى أيّما واد وفي أيّ مجهل

من الزمن الدوّار فارقتني قسرا

وأنت فهل تدري بما أنا جاهلٌ

وهل فيك من هدى لأيّامي الحيرى

لقد كنت فيك الطفل أنساً وبهجةً

فها أنا لا أدرى الصفاء ولا البشرا

تمرّ بي الأيامُ مشلولة الخطى

وتأكلني الأقدار مسعورةً حرّى

وأسألها عمّا اقترفت حيالها

وقد يسأل العلّامُ من يجهل الأمرا

وما هي إلا توأمي في مدارها

كلانا يقاسى القيد والرغم والقهرا

وأطرق ماضي العمر حزنا وحيرة

فما زادني عرفا ولا زادني نكرا

وما هي إلا كرّة الوهم طائفاً

وخلّفني المسكين أسيان مزورّا

فعاودت تسياري كما شاء خالقي

ومن أين للمجبور أن يعصى الجبرا

أأحلام نفسي كل يوم له غد

وكل غد أمسٌ إذا عهده مرّا

ويومي غدٌ باك لأمس معذّب

ينادي غدا في الغيب لم يبرح الخدرا

ينادي غدا يا لهف نفسي على غد

تكونين فيه المجد والأمل النضرا

أأحلامَ نفسي ليت لي منك ذرّة

أعيش بها الأسير إذا فرّا

شرح ومعاني كلمات قصيدة على شاطىء فوق الحياة تمددت

قصيدة على شاطىء فوق الحياة تمددت لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي