على عـينيك يضبط العالم ساعاته

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على عـينيك يضبط العالم ساعاته لـ نزار قباني

-1-
قبل أن تصبحي حبيبتي
كان هناك أكثر من تقويمٍ لحساب الزمن .
كان للهنود تقويمهم ،
وللصينين تقويمهم ،
وللفرس تقويمهم ،
وللمصريـين تقويمهم ،
بعد أن صرت حبـيـبـتي صار الناس يقولون :
السنة الألف قبل عـيـنـيـها والـقرن العاشر بعد عـيـنـيـهـا .

-2-
وصلت في حبـك إلى درجة الـتـبـخـر
وصار ماء البحر أكبر من البحر
ودمع العين أكبر من العين
ومساحة الطعنة ..
أكبر من مساحة اللحم .
-3-
لم يعد بوسعي أن أحبك أكثر وأتوحّد بك أكثر
صارت شفتاي لا تكفيان لتغطية شفتيك وذراعاي لا تكفيان لتطويق خصرك
وصارت الكلمات التي أعرفها أقل بكثير ،
من عدد الشامات التي تــُـطرّز جسدك ِ .

-4-
لم يعد بوسعي ،
أن أتغلغل في أدغال شَـعرك أكير فمنذ أعوام ، وهم يعلنون في الجرائد أنني مفقود
ولا زلت مفقودا ..
حتى إشعار آخر ..

-5-
لم يعد بوسع اللغة أن تقولك ..
صارت الكلمات كالخيول الخشبيه تركض وراءك ليلا ونهارا
ولا تطالك ..

-6-
كلما اتهموني بحبك ..
أشعر بـتـفـوقي .
وأعقد مؤتمرا صحفيا ، أوزع فـيه صورك على الصحافه ،
وأظهر على شاشة التلفزيون
وأنا أضع في عروة ثوبي
وردة َالفضيحه ..

-7-
كنت أسمع العشاق
يتحدثون عن أشواقهم
فأضحك ..
ولكن عندما رجعـتُ إلى فـندقي وشربت قهوتي وحدي ..
عرفــتُ كيف يدخل خنجر الشوق في الخاصرة ولا يخرج أبدا ..

-8-
مشكلتي مع النقد
أنني كلما كتبت قصيدة باللون الأسود قالوا إنني نقلتها عن عـيـنـيـك ..

-9-
ومشكلتي مع النساء
أنني كلما نفيت علاقـتي بك سَـمِـعـنَ خشخشة أساورك
في ذبذبات صوتي ورأين قميص نومك معلقا في خزانة ذاكرتي .

-10-
لا تعوديني عليك ..
فقد نصحني الطبيب
أن لا أترك شفتيّ في شفتيك أكثر من خمس دقـائـق
وأن لا أجلس تحت شمس نهديك أكثر من دقـيـقة واحدةٍ
حتى لا أحترق ..

-11-
إن كنت تعرفـيـن رجلا ..
يحبك أكثر مني فـدليني عليه لأهنئه.. وأقتله بعد ذلك ...

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي