على غير عتب ما طويت عتابها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على غير عتب ما طويت عتابها لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة على غير عتب ما طويت عتابها لـ السري الرفاء

على غَيرِ عَتْبٍ ما طَوَيْتُ عِتابَها

وآثرْتُ من بعدِ الوِصالِ احتسابَها

وقَفْنا فظلَّ الشوقُ يَسألُ دارَها

وتُجعَلُ أسرابُ الدموعِ جوابَها

فلا بَرِحَتْ ريحُ الجَنوبِ حَفِيَّةً

تَخُصُّ بألطافِ السحابِ جَنابَها

لوامعُ بَرْقٍ لا تَمَسُّ أراكَها

وأنفاسُ ريحٍ لا تروعُ تُرابَها

ومَجدولَةٍ جَدْلَ العِنانِ منحتُها

عِناني فأضحَتْ رِحلةُ الهجرِ دابَها

إذا برزَتْ كان العَفافُ حِجابَها

وإن سفرَتْ كانَ الحياءُ نِقابَها

ومِن دونِها نَيْلُ الغَمامِ إذا سرَتْ

نُجومُ القَنا الخَطّيِّ تُزْجي قِبابَها

حَمتْنا اللّيالي بعدَ ساكنةِ الحِمى

مشارِبَ يهوى كلُّ طامٍ شَرابَها

ألاحظُها لَحْظَ الطّريدِ مَحلَّه

وأذكُرُها ذِكْرَ البَغيِّ شبابَها

وأَنشُدُها والقُربُ بيني وبينَها

ولو آبَ حِلمي ما رجوْتُ إيابَها

تخيَّرتُ أفوافَ المديحِ فلم أُنِخْ

ببابِ بني العبّاسِ إلا لُبابَها

قَوافٍ لو أنَّ الأخيليَّةَ عايَنَتْ

محاسنَها زانَتْ بهنّ سِخابَها

أغرُّ يداه مُزْنةٌ مُستَهَّلةٌ

إذا شامَ راجٍ بالشآمِ سَحابَها

ولو لم يُثْبِها الهاشميُّ لأَصبَحَتْ

مآثرُهُ اللاتي حَوَيْنَ ثَوابَها

يَعُدُّ الجِبالَ من قريشٍ أُبوَّةً

إذا عَدَّ ذو فَخْرٍ سِواها هِضابَها

إذا انتَسَبَتْ بينَ الخلائقِ ألحقَتْ

أواصرَها بالمُصطفى وانتسابَها

وإن حَمَلَتْ سُمْرَ الرِّماحِ لمَشهَدٍ

رأيْتَ أُسُودَ الغابِ تَحمِلُ غابَها

وسالَت بهم تِلكَ البِطاحُ كأنما

أسالوا عليها بالحديدِ سَرابَها

بهِمْ عَرَفَتْ زُرْقُ الأَسِنَّةِ رَيَّها

كما عَرَفَتْ بِيضُ السيوفِ خِضابَها

أَبا أحمدٍ أصبَحْتَ شَمْسَ مَكارمٍ

تُضيء ومِصباحَ العُلى وشِهابَها

أبوك الذي سقَّى الحَجِيجَ ولم يَزَلْ

بمكَّةَ يَروي رَكْبَها ورِكابَها

ولما أقامَ المَحْلُ بينَ بيوتهِم

دعا اللهَ فيه دعوةً فأجابَها

ولم يَثْنِ طَرْفَ العينِ حتى تَهلَّلَتْ

مَدامعُ مُزْنٍ لا تَمَلُّ انسكابَها

فأعتبت الأرض السماء بجاهه

غداة تولى عن قريشٍ عتابَها

بني هاشمٍ أعطاكمُ الحقُّ رُنبةً

يُقَصِّرُ عنها مَنْ يُريدُ اغتصابَها

فأشرقَ منها في القلوبِ ضياؤكم

فأذهبَ عن تلك النُّفوسِ ارتيابَها

منعتُم بني مَروانَ حَوْزَتَها بكم

وحُزتُم على رَغمِ الأُنوفِ نِهابَها

وآثرتُمُ فَكَّ العُناةِ وإنما

يُملِّكُكُم عِتْقُ الرِّقابِ رِقابَها

ومن يَنْأَ عن إرْثِ النُّبوةِ والهُدى

فأنتُم وَرِثُتم هَدْيَها وكِتابَها

وهل يتحلَّى بالخِلافَةِ غيرُكم

وأنتم سلَبْتُم عبدَ شمسٍ ثيابَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة على غير عتب ما طويت عتابها

قصيدة على غير عتب ما طويت عتابها لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي