على كل حال جانب الحق أمنع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على كل حال جانب الحق أمنع لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة على كل حال جانب الحق أمنع لـ مهيار الديلمي

على كلّ حالٍ جانب الحقّ أمنعُ

وكسبُ الفتى بالعزّ أولى وأمتعُ

ويصعبُ أحياناً وينتظر الغنى

فيأتي ولم يخضع له وهو طيِّعُ

ولا تترك الحرَّ الأبيَّ طباعُه

لتخطئه والذّلُّ ثَمَّ التطبُّعُ

سقى اللّه مُرَّ الحزم يعرفُ نفسَه

إلى أين ما يجري ومن أين ينزِعُ

إذا بذل الحرصُ الكرائمَ صانها

وغالى بها إنَّ الرخيص مضيَّعُ

يلومون نصلاً كيف يُزهَى بحدّه

ولا يعلمون الهندَ من أين تَطبَعُ

دعوه مصون الماء يأكلُ غمدَه

إذا كان في أيمانكم ليس يقطعُ

وجُرُّوا القنا الخوّارَ فاطّردوا به

مخادعةً ما دام في الحربِ مَخدَعُ

أألآن لمّا أن تفاقم داؤها

تبينتُمُ أيُّ العلاجين أنفعُ

فقد علم الصمصامُ أن مصيركم

إليه إذا التفّت رقابٌ وأذرعُ

أضعتم أموراً باعتزالِ محمدٍ

فلمّا مضت قلتم له كيف ترجِعُ

إذا كان في الأولى التجاربُ قبلها

لمطّلع في آخر الرأي مقنعُ

بعثتم لها الحاوي المدرَّبَ فانظروا

وشيكاً إلى صمَّائها كيف تسمعُ

لقامَ بها من لم يكن طالباً لها

يدافعُ قومٌ دونها وهو يدفعُ

فتىً لم تفُده رفعةً من حطيطةٍ

وبعض الرجال بالولاية يُرفَعُ

لئن أخلفت فيها الولاةُ وعودَكم

لقد جازها مَن وعده الصدقُ أجمعُ

وإن خان عامَيْها الربيعُ فإنها

بماء يديه الآن في القيظ تُربِعُ

رحيب نواحي الصدر يفضل باعُه

ذراعاً إذا ضاقت صدور وأضلعُ

وقور الأناة ضاحكٌ كلما بكى

على الأمر في إدباره المتسرّعُ

وجدتم به الرأيَ المبيَّتَ ناصحاً

لكم وبَدِيهُ الرأي آلٌ مشعشعُ

وجربتُمُ من قبلَه ومحمدٌ

أحدُّ وهزاتُ الهمانيِّ أقطعُ

فذاك مغطَّى العجز بالحظِّ غالطٌ

به الدهرُ مصنوعُ الرياسةِ مبدعُ

نفورٌ زجاجيُّ الإباءِ شفيفُهُ

يكاد بأولى غمزةٍ يتصدَّعُ

إذا ما أصابَ ارتاب مما تعوّد ال

خِطاءَ فيرعى الأمنَ وهو مروَّعُ

فإن ساءه من نفسه العجزُ سرّه اغ

تيابك والنقصانُ بالفضل مولَعُ

لئن قعدت من لؤمه أربعٌ به

لقد نهضت أضدادها بك أربعُ

تَفيض إذا أصفى وتعفو إذا هفا

وتُصمي إذا أشوَى وتُعطي ويمنعُ

سقى الكوفةَ البيضاءَ ما سرّ جدبَها

بكفَّيْك فيّاضُ الجداول مترَعُ

أبعد ازورار العيش بالأمس دونها

غدت وهي مرعىً للعفاة ومنجَعُ

وأسعدَ بغداداً على ما أظلَّها

من الشوق جفنٌ كلّما جفَّ يدمعُ

أعدتَ لدارٍ موضعَ الأنس قاطناً

وأوحشتَ أُخرى لا خلا منك موضعُ

وأخَّرني يومَ انطلاقك أن أُرَى

على جمراتِ البين فيمن يُشيِّعُ

فؤادٌ إذا قيل الفراقُ تسابقتْ

خُفُوقاً أواخي صبره تتقطَّعُ

وُجِدتُ صليب العودَ في كلِّ حادثٍ

ولكنني الخوَّارُ يوم أودِّعُ

فمعذرةً إن المفارق حافظٌ

هواك ومُثنِي الخيرِ بعدك مِصقَعُ

وسمعاً على بعد المزار وقربِهِ

لسيّارة فيكم تُحَطُّ وتُرفَعُ

إذا أبتُمُ سُرَّتْ وإن بنتم سُرَتْ

وراءكُمُ تقفو علاكم وتتبعُ

وقد كان بخلُ الناس باليأس صانها

فعلَّمها تأميلُكم كيف تطمعُ

لها سابقاتٌ كونُها في زمامكم

ضمانٌ وعهدٌ عندكم لا يضيَّعُ

ولان لها دهرٌ فما كلَّفتكُمُ

وقد ضيَّق الآنَ الزمانُ فوسِّعوا

لئن حُلِّئت فاستحلبتكم صوادياً

لقد أنظرتكم بُرهةً وهي نُزَّعُ

دعوها ترِدْ أورادَها من حياضِكم

ولا تدفعوها والغرائبُ تكرعُ

إليك وقد عَيَّ الخطيبُ أخو العصا

وخامَ عن النصح الكميُّ المقنّعُ

رغبتُ بها عن ناصلِ الود قلبُهُ

خبيث وإن طاب اللسان المصنِّعُ

يريني بفرط البشر أني قسيمُه

وشافعُه مما يضرُّ وينفعُ

وقد كذب الإنسانُ في أنه أخي

دعيٌّ يراني جائعاً وهو يشبعُ

إذا قمتُ أشكو عنده الدهرَ ذمَّه

وإياه أعني ما أقول وأُسمعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة على كل حال جانب الحق أمنع

قصيدة على كل حال جانب الحق أمنع لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي