على كل عود صاحب وخليل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على كل عود صاحب وخليل لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة على كل عود صاحب وخليل لـ جميل صدقي الزهاوي

عَلى كل عود صاحب وَخَليلُ

وَفي كل بيتٍ رنةٌ وَعويلُ

وَفي كل عين عبرة مهراقة

وَفي كل قلب حسرة وَغَليل

علاها وَما غير الفتوَّة سُلَّمٌ

شباب تسامى للعلى وَكهول

كأَنَّ وجوه القوم فوقَ جذوعهم

نجوم سماء في الصباح أُفول

كأَنَّ الجذوع القائمات منابر

علت خطباء عودَهنَّ تَقول

لَقَد ركبوا كور المَطايا يحثّهم

إلى الموت من وادي الحَياة رَحيل

أَجالوا بهاتيك المشانق نظرةً

يَلوح عليها اليأس حين تَجول

وَبالناس إذ حفوا بهم يخفرونهم

وقوفاً وَفي أَيدي الوقوف نصول

يرومون أن يلقوا عدولاً فينطقوا

وَهيهات ما في الحاضرين عدول

دنوا فرقوها واحداً بعد واحد

وَقالوا وَجيزاً لَيسَ فيه فضول

فمن سابقٍ كيلا يقال محاذرٌ

وَمستعجلٍ كيلا يقال كسول

وَلِلَّه ما كانو يحسون من أَذى

إذ الأرض تنأى تحتهم وَتَزول

وإذ قربوا منها وإذ صعدوا بها

وإذ مس هاتيك الرقاب حبول

وَما هي إلا رجفة تعتري الفتى

مفاجأةً وَالرأس منه يميل

مشوا في سَبيل الحق يحدوهم الرَدى

وَللحق بين الصالحين سَبيل

سَتَبكي عَلى تلك الوجوه منازل

وَتَبكي ربوع للعلى وَطلول

وأعظم بخطب فيه للمجد شقوة

وَفي جسد العلياء منه نحول

سرت روحهم تطوي السماء لربها

وَما غير ضوء الفرقدين دَليل

وَلِلَّه عيدان من الليل أَثمرت

رجالاً عليهم هيبة وَقبول

وَيالَك من رزء حمدت له البكا

وَقبحت فيه الصبر وَهوَ جَميل

قبور كأَنَّ القوم إذ رقدوا بها

عباديد سفر بالتلاع نزول

هوت أمهم ماذا بهم يوم صُلّبوا

عَلى غير ذنب كي يُقال ذحول

سوى أنهم قد طالبوا لبلادهم

بأمر إليهم فخره سيؤول

وَنادوا بإصلاح يَكون إلى العلى

وَللنجح وَالعمران فيه وصول

فَما رد عنهم بالشفاعة عصبةٌ

وَلا ذبَّ عنهم بالسلاح قَبيل

وَلا نفع السيف الصَقيل حديده

مضاء وَلا الرمح الطَويل عسول

لعمرك لَيسَ الأمر ذنباً أَصابه

قصاص وَلكن يعرب وَمغول

أَناخوا المَطايا حين أدرك لَيلها

بمأسدة فيها الحماة قَليل

وإني عَلى ما بي من الحر وَالصدى

لأنظر ماءً ما إِليه سَبيل

أفكر في الماضي فيأتي خياله

جَميلاً أَمام العين ثم يَزول

وإن بُكائي اليوم لَو نفع البكا

عليهم وَفي مستقبلي سَيَطول

أَبعد بني قومي أنهنه عبرتي

وأَمنعها إني اذا لَبَخيل

أَقبُّرة الحقل اغنمي الوقت واصفري

فَما بعد أَيام تمر حقول

يبرّحني أن الصروح تقوضت

وَيُحزنني أَنَّ القصور طلول

فَلَيتَ الَّذين اِستَحسَنوا الأمر فكروا

فكان عَن الرأي السَخيف عدول

قَد اسود لَيل الظلم حتى كأَنَّه

ستار عَلى الأرض الفضاء سَديل

وَيا لَك من لَيل يَروع كأَنَّما

بكل مَكان منه يرقب غول

وَقَد قر حتى قلت قد جمد الدُجى

وَخلت بياض الصبح لَيسَ يَسيل

وَعَسعَسَ يَرتاع الكرى من ظلامه

وَطالَ وَليل الخائفين يَطول

إذ الوطن المأسور ينهض قائماً

فتقعد أَغلال به وَكبول

مَضى ما مَضى لا عادَ وَاليَوم فاِستمع

إلى لهجة التاريخ كيفَ يَقول

ستكتب فيه بالدماء حوادِث

وَتُقرأ لِلوَيلات فيه فصول

وَيَذهَبُ هَذا الجيل نضو شقائه

وَيأَتي سعيداً بالسَلامة جيل

شرح ومعاني كلمات قصيدة على كل عود صاحب وخليل

قصيدة على كل عود صاحب وخليل لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي