على مثل من واروه من قبل غسله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على مثل من واروه من قبل غسله لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة على مثل من واروه من قبل غسله لـ ابن هتيمل

عَلَى مِثلِ مَن وارَوه مِن قَبلِ غَسلِه

وقد غَسَلُوه بالدُّمُوعِ الذَّوارِفِ

وَمَن فَرشُوه التُّربَ بَعَد حَشيَّةٍ

نَمارِقُها مُوشيّ خُضرِ المَطارِفٍِ

وَراحُوا وَهُم صِنفانِ بَينَ مُوافِقٍ

عَلى خَلَفٍ مِن صُلبِه وَمُخالفِ

دَمينَ خُدودُ البيضِ لَطماً وَشُقِّقَت

جُيوبُ النِّساءِ العانياتِ الضَّعائِف

هَنيئاً لِقبرِ الرَّملِ شَخصٌ حَسَدنَه

عَلَيهِ قُصورُ الرَّملِ ذاتُ الزَّخارِف

وَرشفُ ثَنايا طالَما ظَميَت لها

شِفاهٌ ثَناياها عذابُ المَراشِف

كَأن لَم يُعَدُّوا بَعدَ سَكَّة قاسِمٍ

إلى الرَّوعِ سامي الطَّرفِ لُدنَ المَعاطِفِ

وَلَم يَتقَدَّم صَدرَ كُلِّ كَتيبَةٍ

تَقَدَّم بِسمِ اللهِ آيُ المَصاحِف

وَلا غَنِمَت بِيض الصَّفائِح مَغنماً

لَه فَحَوته مِنهُ سُودُ الصَّحائِف

ولا غَرو إنَّ الدَّهرَ لَيسَ بِمُرعَوٍ

عَنِ الخَلقِ في آلافِهِم والألايفِ

وَلا يُبعِدُ اللهُ امرَءاً كانَ قَلبُه

مَواقِفُهُ في الرَّوعِ خَيرُ المَواقِفِ

عَقيدُ المَنايا في غَداةِ تَصادُم

وَحَدِّ سِنانِ كالعَقيقَةِ راعِف

فَتى عَوَّدتَهُ نَفسُه وطِباعُهُ

كِفاحَ العَوالي وارتكابَ المَتالِفِ

حَلَفتُ يَميناً بَرَّةً ما حَلَفتُها

وَلَستُ عَلَى غَيرِ اليَقينِ بِحالف

لقَد شُغِفَت مِنهُ العَذارَى وَغيرُها

بأروَعَ مَعسُولِ الشَّمائلِ شاغِف

وكُنتُ لَعَمري آمِناً غَيرَ آمِنٍ

عَلَيهِ الرَّدى أو خائفاً غَيرَ خائِف

فَما زالَ يَلقَى رامِحاً غَيرَ رامِحٍ

لِعزمَتِه أو سائِفاًَ غَيرَ سائِف

تَمَعَّنَ في تَغويرِهِ وَعُلُوةً

إلى أن هَوى ما بَينَ مِثل المَعارِف

ولم أنسَه والقَومُ مِن مُتَهافِتٍ

عَلَى وَجهِه وجداً ومن مُتَجانِف

وَما مُرجَحِنّاتُ القُلُوبِ شَراسِفٌ

ظأرنَ عَلَى بادي الرّما مِنهُ شاسِف

رَوائمُ ما يُصبِحنَ غَيرَ عَواكِفٍ

عَليهِ وَلا يُمسينَ غَيرَ عَواكِفَ

إذا شارِفٌ حَنَّت مِنَ البَركِ أرزَمَت

حَذاراً عَليهِ شارِفٌ بَعدَ شارِف

نَضَدن بِهِ لَم يَبقَ غَيرُ إهابِه

وأوطافُهُ مِن شَوقِهِ والشَّراسِفِ

وَقد عَكَفَت مِن حَولهِ مُضَرَجيَّةٌ

مُحَدبَّةٌ آنافُها كالمَخاطِف

فَرجَّعنَ مِن بَحٍِّ كَأنَّ حُلُوقَها

تَزَرجُمُ رَعدٍ في الغَمامَةِ قاصِف

بأوجَدَ مِنّي يَومَ راحَ ونَعشُهُ

طُوالُ الهَوادي سالِماتِ السَّوالفِ

تَهاداهُ في السَّرجِ الأكفُّ كَأنَّه

مَشُوفٌ تَهاداه أكفُّ الصَّيارِف

إذا زَوَّدُوا أبصارَهُم مِنهُ نَظرَةٌ

أماطُوا عَلى الخَدَّينِ ثَوبَ اللَّفائف

وَسيّان بَعدَ المَوتِ إنكارُ مُنكِرٍ

إخاءً مُواخيهِ وَعِرفانُ عارِف

مُحَمَّدُ لا تُصرَع لِمصرَعِ قاسِم

فَما آفةُ السّاداتِ غَيرُ الزَّعانِفِ

فَمِن قَبلِهِ قَد طالَ مُوسَى وراجحاً

وطائفةٌ مِنكُم بأيدي الطَّوائف

وَهب في التَّأسّي أنَّ قاسِمَ حَمَزة

فَحَربَةُ وَحشيِّ كَحَربَةِ عاطِف

لأنّي رَأيتُ الموتَ أكبَرَ سِربِه

عِذابُ الثَّنايا الرُّوقِ دُونَ المَقارِفِ

تَرَى نَكِراتِ الحَيِّ أخبَثَ مَطعَمٍ

إليهِ فَما يَعتامُ غَيرَ المَعارِف

وَلَو أنَّ طَيرَ النَّحسِ قابَلَ حاذِقاً

منَ القَومِ ما احتاجَت عيافَةَ عائِف

جَعَلتُكَ رُكناً فاعتَصَمتُ بِظِلِّهِ

وَعِزَّتِه مِن كاتِبٍ وَمُشارِف

فأنسَيتني أهلَ الصَّعيدِ وصَعدةٍ

وأغنيتَ عَن أهلَي سِهامٍ وَجاحفِ

سَرَت لَكَ أخلافُ السَّحابِ بِدِرَّةِ

عِشارٌ مَتانيها ثِقالُ الرَّوادِفِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة على مثل من واروه من قبل غسله

قصيدة على مثل من واروه من قبل غسله لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي