على مصر من ذاك الوفي سلام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة على مصر من ذاك الوفي سلام لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة على مصر من ذاك الوفي سلام لـ محمد توفيق علي

عَلى مِصرَ مِن ذاكَ الوَفِيِّ سَلامُ

وَشَوقٌ وَدَمعٌ دافِقٌ وَضِرامُ

عَلى وَطَنٍ أُشرِبتُ في المَهدِ وَالصِبا

هَواهُ فَكُلي لَوعَةٌ وَغَرامُ

عَلى بَلَدٍ لِلخَيرِ فيهِ مَناهِل

وَلِلجودِ مَرعىً ناضِرٌ وَمَسامُ

عَلى كَعبَةِ الدُنيا الَتي حَولَ رُكنِها

لِزُوّارِ أَهلِ الخافِقَينِ زِحامُ

فَيا وَطَني إِن باتَ مِن كُلِّ أُمَّةٍ

لَدَيكَ حَجيجٌ رُكَّعٌ وَقِيامُ

فَفي كُلِّ مَرجٍ مِنكَ بَيتٌ مُقَدَّسٌ

وَفي كُلِّ حَقلٍ زَمزَمٌ وَمُقامُ

عَلى مَنزِلٍ خَيرِ المَنازِلِ كُلِّها

وَأَكرَمِ تُربٍ سَحَّ فيهِ غَمامُ

وَهَل مِصرُ إِلّا غادَةٌ عَرَبِيَّةٌ

لَها الحُسنُ عَبدٌ وَالدَلالُ غُلامُ

تُغازِلُها شَمسُ الأَصائِلِ وَالضُحى

وَيَرنو إِلَيها البَدر وَهوَ تَمامُ

عَلى وَطَنٍ قَد زُرتُهُ بَعدَ غَيبَةٍ

وَلي فيهِ عَهدٌ صالِحٌ وَذِمامُ

وَلي فيهِ جيرانٌ وَصَحبٌ وَمَعشَرٌ

يَفونَ وَأَهلٌ صالِحونَ كِرامُ

أحِنُّ إِلَيهِم كُلَّما لاحَ بارِقٌ

وَغَرَّدَ قَمرِيٌّ وَناحَ حَمامُ

فَيا أَيُّها المِصرِيُّ نِمتَ لِأَنَّهُ

نَسيمٌ وَماءٌ بارِدٌ وَطَعامُ

وَلَكِنَّكُمُ نِمتُم وَلَم تَتَيَقَّظوا

وَذَلِكُمُ لَو تَشعُرونَ حِمامُ

فَناموا وَهُبّوا وَاِحذَروا وَتَدَرَّعوا

فَلِلدَهرِ نَبلٌ صائِبٌ وَسِهامُ

هَلِ العَيشُ إِلّا نَومَةٌ ثُمَّ يَقظَةٌ

أَوِ الأَمنُ إِلّا لأمَةٌ وَحُسامُ

وَلِلدينِ مِنّا بَيعَةٌ في رِقابِنا

يُمالُ عَلَيها رُكنُنا وَيُقامُ

تَرَكنا كِتابَ اللَهِ خَلفَ ظُهورِنا

وَلَيسَ لَنا إِلّا الكِتابَ إِمامُ

فَحَلَّ بِنا هَذا البَلاءُ وَإِنَّنا

لَنُجزى عَلى تَفريطِنا وَنُضامُ

وَيا ناشِدي الإِصلاح إِنَّ دَواءَكُم

صَلاةٌ هَدمتُم رُكنَها وَصِيامُ

وَإِيمانُ صِدقٍ لا يُشابُ بِباطِلٍ

وَفِعلٌ إِذا جَرَّ الفَعالُ كَلامُ

وَعِلمٌ يُجلي الشَكَّ عَن كُلِّ حادِثٍ

إِذا ما أَظَلَّ الحادِثاتِ قَتامُ

فَجوبوا الفَيافي لِلمَعارِفِ إِنَّها

لِمَنثورِ عِقدِ الصالِحاتِ نِظامُ

فَما هُوَ عارٌ أَن يُقالَ تَرَحَّلوا

وَلا هُوَ فَخرٌ أَن يُقالَ أَقاموا

وَيا نيلُ أَسكَرتَ البِلادَ وَأَهلَها

فَريقُكَ مَعسولُ المَذاقِ مُدامُ

وَأَسقَمتَهُم مِن نَشوَةٍ بَعدَ نَشوَةٍ

وَآخِرُ سُكرِ المُدمِنينَ سقامُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الناسَ في مِصر عَربَدوا

فَقالَ الأَعادي سوقَةٌ وَطَغامُ

فَلَو أَنَّنا بِالدَمعِ نمزِجُ ماءهُ

لَرَقَّ وَبُلَّت غُلَّةٌ وَأُوامُ

وَلَو أَنَّنا بِالدَمعِ نَمزُجُ ماءهُ

لَحَلَّ وَأَمّا خالِصٌ فَحَرامُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة على مصر من ذاك الوفي سلام

قصيدة على مصر من ذاك الوفي سلام لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي