علي أن لا أريح العيش والقتبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة علي أن لا أريح العيش والقتبا لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة علي أن لا أريح العيش والقتبا لـ بديع الزمان الهمذاني

عليّ أن لا أريح العيش والقتبا

وألبس البيد والظلماء واليَلَبا

وأترك الخود معسولاً مقبلها

وأهجر الكأس تغذو شربها طربا

حسبي الفلا مجلساً والبوم مطربة

والسير يسكرني من مسه تعبا

وطفلة كقضيب البان منعطفاً

إذا مشت وهلال الشهر منتقبا

تظل تنثر من أجفانها حبباً

دوني وتنظم من أسنانها حببا

قالت وقد علقت ذيلي تودعني

والوجد يخنقها بالدمعِ منسكبا

لا دَرَّ دَرّ المعالي لا يزال لها

برق يشوقك لا هوناً ولا كثبا

يا مُشرعاً للندى عذباً موارده

بيناه مبتسم الأرجاء إذ نضبا

اطلعت لي قمراً سعداً مطالعه

حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا

كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت

وكنت كالورد أذكى ما أتى ذهبا

استودع اللّه عيناً تنتحي دفعاً

حتى تؤوب وقلباً يرتمي لهبا

وظاعناً أخذت منه النوى وطراً

من قبل أن أخذت منه المنى أربا

فقلت ردي قناع الصبر إن لنا

إليك أوبة مشتاق ومنقلبا

أبى المقام بدارِ الذل لي كرم

وهمة تصل التخويد والخببا

وعزمة لا تزال الدهرَ ضاربةً

دون الأمير وفوق المشتري طنبا

يا سيد الأمراء افخر فما ملكٌ

إلا تمناك مولى واشتهاك أبا

إذا دعتك المعالي عُرْفَ هامتها

لم ترض كسرى ولا من قبله ذنبا

أين الذين أعدّوا المال من ملكٍ

يرى الذخيرة ما أعطى وما وهبا

ما السيفُ محتطماً والسيلُ مُرتكماً

والبحر ملتطماً والليل مقتربا

أمضَى شبا منك أدهى منك صاعقة

أجدَى يميناً وأدنى منك مطلبا

وكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا

لو كان طلق المحيَّا يُمطر الذهبا

والدهر لو لم يخن والشمس لو نطقت

والليث لو لم يصد والبحر لو عذبا

يا مَن يراه ملوك الأرض فوقهم

كما يرون على أبراجها الشُّهبا

لا تكذبَنَّ فخير القول أصْدقه

ولا تهابنَّ في أمثالها العَربا

فما السموءَلُ عهداً والخليل قِرى

ولا ابن سُعدى ندى والشنفري غلبا

من الأمير بمعشار إذا اقتسموا

مآثر المجد فما أسلفوا نَهَبا

ولا ابن حُجر ولا الذبيان يعشرني

والمازني ولا القيسي منتدبا

هذا لركبته هذا لرهبته

هذا لرغبته هذا إذا طربا

شرح ومعاني كلمات قصيدة علي أن لا أريح العيش والقتبا

قصيدة علي أن لا أريح العيش والقتبا لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي