عل طيفا سرى حليف اكتئاب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عل طيفا سرى حليف اكتئاب لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة عل طيفا سرى حليف اكتئاب لـ السري الرفاء

علَّ طيفاً سَرى حليفَ اكتئابِ

مُطفئٌ من صَبابةٍ وتَصابِ

لم يُذِقْنا حلاوةَ الوَصْلِ إلاَّ

بين عَتبٍ مبرِّحٍ وعِتابِ

كيفَ عنَّتْ لنا ظِباءُ كِناسٍ

غادَرَتْها النَّوى شموسَ قِبابِ

كلُّ ريمٍ يَشفي إذا رُمتَ منه ال

وَصْلَ حَرَّ الهوى ببَرْدِ الرُّضابِ

لطمَتْ خدّضها بحُمْرٍ لِطافٍ

نال منها عَذابَ بيضٍ عِذابِ

يتشكَّى العُنَّابُ نَورَ الأَقاحي

واشتكى الوردُ ناضرَ العنَّابِ

نحنُ في معدِنٍ من اللؤم مُطغٍ

دونَ عَذْبِ النَّدى أليمِ العَذابِ

قصدَتْنا يدُ الحوادثِ فيه

بِسهامٍ من الخُطوبِ صِيابِ

وَدَعَتْنَا إلى العِراقِ هَناةٌ

لأمورٍ تنقضُّ مثلَ العُقابِ

كلُّ زنجيَّةٍ كأن سوادَ ال

لَيلِ أهدَى لها سوادَ الإهابِ

تَسحَبُ الذَّيْلَ في المسيرِ فتختا

لُ وطوراً تمرُّ مرَّ السَّحابِ

وتشُقُّ العُبابَ كالحيَّةِ السَّوْ

داءِ أبقَتْ في الرَّمْلِ أثْرَ انسيابِ

وإذا قُوِّمَتْ رؤوسُ المطايا

للسُّرى قُوَّمَت من الأذنابِ

مُهدِياتٌ إلى الأميرِ لُباباً

من ثناءِ يُثْنَى منَ الآدابِ

زهرةٌ غَضَّةُ النَّسيمِ غَذَاها

صفوُ ماءِ العلومِ والآدابِ

فهي كالخُرَّدِ الأوانسِ يَخلِطْ

نَ شِماسَ الصبِّا بأُنْسِ التَّصابي

رِقَّةٌ فوقَ رقَّةِ الخصرِ تُبْدِي

فطنةً فوقَ فطنةِ الأعرابِ

طالباتٍ أبا المُفَضّلِ يَمْتُتْ

نَ إليه بأوكَدِ الأسبابِ

خطَبتْ ودَّه ونائلَه الغَمْ

رَ وكم أعرضت عن الخُطَّابِ

ملكٌ ما انتضى المهنَّدَ إلا

خِيلَ بدراً يسطو بحدِّ شِهابِ

خِيمُه في مواطنِ الحِلْمِ كَهْلٌ

ونَداهُ في عُنفوانِ الشَّبابِ

راتعٌ في رياضِ حمدِ أُناسٍ

رتَعوا منه في رياض ثَوابِ

قمرٌ أطلعَتْه أقمارُ ليلٍ

أَسَدٌ أنجبَتْه آسادُ غابِ

جَلَبَ الخيلَ ضُمَّراً تُلْهِبُ العُش

بَ إذا ما أثَرْنَ نارَ الضِّرابِ

بخميسٍ كأنما حَجَبَ الشَّم

سَ وقد ثارَ نقعُه بضبَابِ

وكأنَّ اللِّواءَ في الجوِّ لما

باشَرَتْه الصَّبا جَناحا عُقابِ

فإذا الرّشيحُ نبَّهتْه وقد أغْ

ضى تبدَّى لها وُثُوبَ الحُبابِ

في مقامٍ للموتِ تُحْتَسَبُ الأنْ

فُسُ في هَبْوَتَيِهِ أيَّ احتسابِ

حين أوفَى على العِراقِ طُلوعَ ال

بَدْرِ في ليلِ حادثٍ مُسترابِ

فثَنى الأرضَ منه محمرَّةَ الأرْ

جاءِ والأفقُ حالكُ الجِلبابِ

آلُ حمدانَ غُرَّةُ الكرمِ المحْ

ضِ وصفوُ الصَّريحِ منه اللُّبابِ

أشرقَ الشرقُ منهمُ وخلا الغَرْ

بُ ولم يخلُ من نَدىً وضِرابِ

نَزَلوا منه مَنْزِلاً وسَمُوهُ

بالنَّدى فهو مَوسِمُ الطُّلاَّبِ

يَنْجلي السِّلْمُ عن بدورٍ رَواضٍ

فيه والحربُ عن أسودٍ غِضابِ

جادَنا منهمُ سَحائبُ جودٍ

أنشأَتها جَنوبُ ذاك الجَنابِ

فحمَلْنا مِلءَ الحقائبِ من أف

وافِ مدحٍ يبقى على الأحقابِ

واستقلَّت بنا سواعِ تخوضُ ال

بحرَ خَوضَ النُّسورِ بَحْرَ السَّرابِ

شتَّتتْ شملَها الشَّمالُ وأمسَت

كالغرابيبِ عُذِّبَتْ باغترابِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عل طيفا سرى حليف اكتئاب

قصيدة عل طيفا سرى حليف اكتئاب لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي