عندما خدر الفناء شكاتي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عندما خدر الفناء شكاتي لـ الهمشري

اقتباس من قصيدة عندما خدر الفناء شكاتي لـ الهمشري

عِندَما خَدَّرَ الفَناءُ شَكاتي

وَسَقاني كُؤوسَهُ المُنسَياتِ

بَعَثَ الشِعرُ مِن لَدُنهِ نَسيماً

فائِحَ العِطرَ طَيِّبَ النَغماتِ

هَزَّ قَلعَ الصِبا فَأَيقَظَ فِكري

فَهَفَت بي سَفينَةُ الذِكرَياتِ

في خِضَمِّ الأَفكارِ تَطوي بي الوَق

تَ وَتَهفو إِلى ضِفافِ الحَياةِ

كُلَّما حاوَلَت لَهُنَّ رُجوعا

دَفَعتَها اللَجّاتُ مِنها إِلَيها

رَقَصَت في شِراعِها الريحُ حَتّى

حَطَّمَتهُ وَحَطَّمَت دَفتَيها

رَحمَةً مِنكِ يا رِياحُ وَرِفقا

وَدَعيها وَمَن يَنوحُ عَلَيها

فَلَهُ في الحَياةِ كَالبَرقِ آما

لٌ تُساريهِ في دُجى شاطِئَيها

تَرمُقُ الشاطِئَينِ مِن خَلَلِ الدَم

عِ حَزيناً فَلا يَكادُ يَبينُ

غَيرَ نورٍ يَلوحُ كَالوَمضِ شُقَّت

فَوقَهُ السُحُبُ فَهوَ فيها كَنينُ

وَسَناً يَزدَهي عَلَيهِ كَلَونِ ال

طيفِ كابٍ عَلى الدُجى مَوهونُ

هُوَ حُبُّ الذينَ قَد ذَكَروهُ

وَشَجاهُم بَعدَ الفُراقِ الحَنينُ

وَتُؤاتيهِ ضَجَّةِ العَيشِ هَمساً

مِثلَما يَسمَعُ الجَنينُ الهَزيما

يَتَمَشّى صَخبُ العَواصِفِ فيهِ

مُشبِها في كَرى المَنونِ نَسيما

وَضَجيجُ الأَيّامِ يَنغَمُ كَالجَر

سِ خَفوتا يَسري إِلَيهِ بَهيما

أَبَداً ما يَزالُ يَهمِسُ في المَو

تِ صَداها بِأَذنِهِ مُستَديماً

وَخِلالَ الأَصداءِ صَوتٌ حَنونٌ

تائِهٌ بَينَ ضَجَّةِ الأَنواءِ

يَتَخَطّى عَصفَ الأَعاصيرِ وَثباً

لا يُبالي بِهَولِ هذا الفَناءِ

وَلَهُ جَنَّةٌ يُرَجِّعُها المَو

تُ كَنَجوى مِن عالَمِ الأَحياءِ

تُرهَفُ الأُذنُ نَحوَها ثُمَّ تُرخى

في ذُهولٍ يُجيبُ بِالإِغضاءِ

إِنَّهُ الحُبُّ ما يَزالُ يُعاني

كُلَّ هَولٍ وَيَمتَطي كُلَّ صَعبِ

يَجثُمُ الصَخرُ فيهِ وَالسُربُ الدا

جي وَيَطوي سَهلاً خَصيباً لِجَدبِ

وَسَواءٌ لَدَيهِ كُلَّ عَنوتِ

أَو ذَلولٍ عَلى طَريقِ الدَربِ

لَيسَ يَخشى اللَجاجَ في كُلِّ حينٍ

أَو يَخافُ الرَدى عَلى كُلِّ سَربِ

وَيكَ يا حُبَّ أَينَ تَمضى إِذا ما

نَسَجَت حَولَكَ المَنونُ شِباكا

وَبَعَثتَ الأَنفاسَ مَعسولَةً حَي

رى إِلَيها تَبُثُّها شَكواكا

أَتَرى يا هَوى سَتَقتَحِمُ المَو

تَ وَتَلقى كَالنَفسِ مِنهُ رَداكا

أَو سَتَبقى حَتّى تَراكَ صَيوداً

في غِياضِ الفِردوسِ تَرمي هُناكا

تَنزَعُ النَفسُ لِلشُرورِ وَتَهوى

هِيَ مِنها عَناصِراً في الروحِ

إِنَّما الشَرُّ مَفزَعٌ لِشَجاها

لَو خَلَت مِن قَداسَةِ التَسبيحِ

وَلَها مِنهُ مَسبَحٌ وَمَطيرٌ

مُطمَئِنٌّ عَلى فَضاءِ اللوحِ

وَهوَ كَالحُبِّ كَوثَرٌ وَنَماءٌ

وَهوَ مَرعىً لِلرّوحِ جَمُ السوحِ

أَيُّها الحُبُّ أَنتَ لِلمَوتِ مَوتٌ

ذو غَلابٍ عَلى البَلى مُستَخَفُّ

أَنتَ صِنوُ الحَياةِ واِرثَةُ المَو

تِ وَنورٌ عَلى الإِلهِ يَرِفُّ

سَوفَ تَبقى بَعدَ الفَناءِ سُبوحا

في فَضاءٍ مِن الأَثيرِ يَشِفُّ

تَلحَظُ الكَونَ في سُباتِ المَنايا

مِثلَ رُؤيا تَهوي بِهِ وَتَدِفُّ

وَيكَ يا وَقتُ إِتَّئِد أَينَ أَمضي

تائِهاً فَوقَ هاتِهِ الأَمواجِ

فَوقَ مَكسورَةِ الجَناحِ دَهَتها

عَصفَةُ الجائِحاتِ وَاللَيلُ داجِ

في خِضَّمٍ تَدوي العَواصِفُ فيهِ

ناعِياتٍ نورَ الشُموسِ الساجي

عاصِفاتٍ عَلَيهِ تَعتَنِقُ المَو

جَ وَتَعدو لِغَيرِ ما مِعراجِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عندما خدر الفناء شكاتي

قصيدة عندما خدر الفناء شكاتي لـ الهمشري وعدد أبياتها أربعون.

عن الهمشري

محمد بن عثمان الهمشري. متأدب له شعر، تركي الأصل، مصري المولد والمنشأ والوفاة، ولد برأس البر (مصر) ، ونشأ في القبلاوين، وتعلم بالمنصورة، ثم بكلية الآداب بالقاهرة، وتذوق الأدب الإنكليزي فترجم عنه بعض القصائد ومئات من القصص وكثيراً من روايات (الجيب) . وتولى التحرير في مجلة التعاون سنة 1934 إلى أن توفي بالقاهرة، وجمع نظمه في (ديوان - ط) صغير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي