عندي إذا صرع الجنوب سبات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عندي إذا صرع الجنوب سبات لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة عندي إذا صرع الجنوب سبات لـ أحمد محرم

عندي إذا صَرَعَ الجُنوبَ سُباتُ

للنّاهضين تحيّةٌ ووصاةُ

يا باعثي الآمالَ من أجداثِها

مَرْحَى فأنتم للبلادِ حياةُ

خُوضوا الغمارَ مُكبّرينَ فإنّما

هي للرّسولِ سَرِيّةٌ وغَزَاة

والحقُّ إن جَرَحَ الغُواةُ جَلالَهُ

عَطفتْ عليه أئمَّةٌ ووُلاةُ

صَرْحُ الحياةِ إذا تصدَّعَ أو هَوَى

هَوَتِ النُّفوسُ وطاحتِ المُهجاتُ

تعفو الممالكُ أو تَبيدُ إذا عَفَتْ

فيها الحقوقُ وبادتِ الحُرُماتُ

إنّ الأُلىَ خذلوا البلادَ وضلَّلُوا

هذا السَّوادَ لَمجرمونَ جُناةُ

عَصفتْ بهِ الأهواءُ بعد هُداتِه

وطَغَتْ على أحلامهِ الشَّهَواتُ

فيم التَّناحُرُ والبلادُ أخيذةٌ

وبنو البلادِ مُصفَّدونَ عُناةُ

أفما يُفيقُ الجاهلونَ فتنقضي

غُمَمُ الحياةِ وتنجلي الغَمَراتُ

مَن عَلَّم المُسترسِلينَ إلى الوغَى

أنَّ الجهادَ سَخائمٌ وَتِرَاتُ

لا خيرَ في المتناحرينَ وإن أبوا

حتَّى تكونَ هَوادةٌ وأَناةُ

الحربُ تَقصِفُ في البلادِ رُعودها

والشّعبُ تَقصِمُ صُلْبَهُ النَّكَباتُ

نزلَ البلاءُ بهِ فقومٌ جُوَّعٌ

يتضوَّرونَ وآخرون عُراةُ

والمالُ غادٍ في الحقائبِ رائحٌ

تمضي جَلاوِزَةٌ بهِ وجُباةُ

أقصى المواعدِ أن تَمُرَّ عَشِيّةٌ

بالمرء سلماً أو تكُرَّ غَداةُ

في كل حَقْلٍ غَضبةٌ ومَلامةٌ

وبكلِّ دارٍ أنَّةٌ وشكاةُ

هل غُودرتْ للزّارعينَ وسيلةٌ

أو خُلّيتْ للصّانعين أداةُ

وَدَّ الذي حَرثَ الضِياعَ لغيرِهِ

لو لم يكن زَرعٌ بها ونباتُ

هَبْني مَلكتُ النّخلَ هل هو نافعي

إن لم تكن لي من جَناهُ نُواةُ

لا كُنتِ من شجرٍ لنا أشواكُها

نشقَى بها ولغيرنا الثَّمَراتُ

فَدَحَتْ تكاليفُ الحياةِ وبَرَّحت

بالقومِ منهم سادةٌ وسَرَاةُ

كانوا غِياث المُرْمِلين إذا طغت

نُوَبُ الزّمانِ وهالتِ الأزماتُ

لا يعرفون خُذوا وليس لهم سوى

أن يُؤْمَروا ذُوقوا العذاب وهاتوا

العدلُ أن يُعطَى الأجيرُ جَزاءَهُ

إن كان في البلدِ الأمينِ قُضاةُ

عِلَلُ البلادِ إذا نظرتَ كثيرةٌ

ومصائبُ الأهلينَ مخُتلفاتُ

باكٍ يَعَضُّ على البنانِ وراقصٌ

بين القِيانِ تهزّه النّشوَاتُ

ما بالُ إخوتنا أَهُمْ أربابُنا

أم نحن في إنجيلهم حَشراتُ

أين الأُلىَ جرحوا البلادَ من الأُلى

هم للممالكِ والشّعوبِ أُساةُ

الحقُّ يُؤلمُ لا القطيعُ مُعذَّبٌ

يَرْعَى الهوانَ ولا الذّئابُ رُعاةُ

ويحي أما تَزَعُ النفوسَ عن الهوى

عِبَرٌ تمرُّ كِبارُها وعِظاتُ

قد كان لي بين الجوانحِ مَعقِلٌ

هو للنُّفوسِ الهالكاتِ نَجاةُ

عَجِبتْ عوادي الدّهرِ كيف يُذيبُها

وَعَجِبْتُ كيف تُذيبُه الحَسراتُ

أوَ كُلَّما نزلت بمصرَ مُلمَّةٌ

هاجَ الغليلُ وفاضتِ العَبَراتُ

مَجْزيَّةٌ بالسُّوء من أبنائها

وهي الرّضيَّةُ كُلُّها حَسناتُ

يهفو الحنانُ بقلبها فتُحبُّهم

وقلوبُهم من حُبِّها صَفِراتُ

سلهم أهُمْ للنّاصحين أَحِبَّةٌ

أم هُمْ خُصومٌ تُتَّقَى وعُداةُ

إنّا لَنطمعُ أن تثوبَ حُلومُهم

بعد المغيبِ وتَسكُنَ النَّعَراتُ

ظنّوا الظنونَ بنا فقالوا عُصبةٌ

ترجو المحالَ وإنّنا لَثِقَاتُ

لانوا بأيدي الغاصِبينَ فلم تَلِنْ

للقومِ في جِدّ الأُمورِ قَناةُ

قومٌ تراهم خاشعين أذلَّةً

ومن الرجالِ أذلّةٌ وأُباةُ

ما الحكمُ ما الدستورُ ما هذا الذي

زَعم الأُلى طلبوا الحياةَ فماتوا

طُفْ بالمناصبِ والأرائكِ سائلاً

ماذا تُعاني الأعظُمُ النَّخِراتُ

وابكِ الكنانةَ إنّ من حُرماتِها

ألا تَجِفَّ الأَدمُعُ الذَّرِفاتُ

إبْكِ المولَّهةَ الثكولَ وقُلْ لها

قَعدَ الرجالُ وقامتِ النكِراتُ

الله حَسْبُكِ إن عَنَتْكِ مَضرَّةٌ

مِمّن يَخونُكِ أو عَرَتْكِ أَذاةُ

لا تجزعِي لِصروفِ دَهرِكِ واثْبُتي

فالبأس صَبرٌ واليقينُ ثَباتُ

وَلأَنتِ جامعةُ الدّهورِ وأهلِها

وكفاكِ ما جَمعتْ لك المَثُلاتُ

أنتِ التي ما فات عِلمَكِ حادثٌ

في الغابرينَ ولن يكونَ فَواتُ

فيك الحياةُ جمالُها وجَلالُها

ولكِ الزّمانُ قُواهُ والعزماتُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عندي إذا صرع الجنوب سبات

قصيدة عندي إذا صرع الجنوب سبات لـ أحمد محرم وعدد أبياتها خمسون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي