عندي إذا مالروض أصبح ذابلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عندي إذا مالروض أصبح ذابلا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة عندي إذا مالروض أصبح ذابلا لـ السري الرفاء

عندي إذا مالروضُ أصبحَ ذابلا

تُحَفٌ أغضُّ من الرِّياضِ شمائِلا

خُرسٌ تُحدِّثُ أخراً عن أوَّلٍ

بعجائبٍ سلَفتْ ولسْنَ أوائِلا

سُقِيَتْ بأطرافِ اليَراعِ ظُهورُها

وبطونُها طَلاً أجمَّ ووابِلا

تلقاكَ في حُمرِ الثِّيابِ وسُودِها

فَتَخَالُهُنَّ عرائساً وثَواكِلا

وتُريكَ ما قَد فاتَ من دَهرٍ مضَى

حتى تَراه بعينِ فِكرِك ماثِلا

وإذا خلوتَ بهنَّ ظمآنَ الحَشا

مَنَحتكَ من صَوبِ العُقولِ مَناهِلا

ولَها إذا حُلَّت نتاجُ غرائبٍ

يَمكُثنَ ما زُرَّت بهِنَّ حَوامِلا

يَلبَسنَ أرديةَ الأديمِ كأنّما

رَقْرَقتَ فيهِن الخَلوقَ السَّائِلا

فإذا مَددتَ لها يمينَكَ فاتحاً

عَبِقَت يمينُكَ راحةً وأنامِلا

نشَرت حدائقُها على أمثالِها

حُللاً مدبَّجةً وحَلْياً كَامِلا

روضٌ تُزَخرِفُه العقولُ ورَوضةٌ

باتَت تُزَخرِفُها الغُيوثُ هَواطِلا

وكَتِيبتَا زَنْجٍ ورومٍ أَذْكَتَا

حَرباً يَسُلُّ بها الذَّكاءُ مَناصِلا

في مَعْرَكٍ قَسَمَ النِّزالُ بِقاعَه

بينُ الكُماةِ المُعلَمِين مَنازِلا

لم يَسفَحا فيه دماً وكأنَّما

رَشَحا الدماءَ أعالياً وأسافِلا

يُبدي لعينِك كلَّما عاينتَه

قِرنَين جَالاَ مُقدِماً وَمُخاتِلا

فكأنَّ ذا صاحٍ يَسيرُ مُقوَّماً

وكأنَّ ذا نَشْوانُ يَخطِرُ مائِلا

أَعجِبْ بِها حرباً تُثيِرُ إذا التظَت

فَضلَ الرِّجال ولا تُثِيرُ قساطِلا

ومُحكَّمانِ على النُفوسِ وربَّما

لم يَحكُما فيهِنَّ حُكماً عادِلا

أخَوَانِ قد وَسَما على مَتْنَيهِما

سِمةً تَحُثُّ على البَليدِ غَوائِلا

يلقاهما المسعودُ سَعداً طالعاً

ويراهما المَنحوسُ سعداً آفِلا

فإذا هما اصطحَبا على كَفِّ الفَتى

ضَرَّاه أو مَنحَاه نَفعاً عاجلاً

وصُنوفُ أَنبِذَةٍ إذا عاينَتها

عاينتَ أفراحَ النُفوسِ كَوامِلا

مثلُ العَرائسِ ما اجتُلينَ رَوائحاً

إلاّ اخْتَلَفْنَ قَلائِداً وغَلائِلا

وأغنُّ قَدَّحَ عارضاهُ فلاَوَذَا

واخضَرَّ شاربُه فسار مقابِلا

من مَعشرٍ صِيغَت حُلى أجسامِهم

خُضراً إذا الأجسامُ كنَّ عَواطِلا

مُبيضَّ أيامِ العُقوبةِ صابراً

مُحمرَّ أيامِ الشَّطارةِ صائِلا

يتذاكرُ الفِتيانُ كيفَ يُحرِّموا

فمضَوا قتيلاً لا يُعابُ وقَاتِلا

ولقَد تأملتُ الشَّطارةَ قَبلَه

فَوَجَدْتُها حقَّاً يُسمَّى باطِلا

فابكُرْ أبا بَكْرٍ فقد بَكَرَ الهَوىَ

طلْقاً لَدَيَّ وكان جَهْماً بَاسِلا

وأَجِبْ إلى شُربِ الشَّمولِ فإنّها

تُهدي بقُربِك لي سُروراً شَامِلا

وكفاكَ بي خُلّا تَسُرُّ خِلالُه

وكفَى بمثلِك مُسعِداً ومُواصِلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عندي إذا مالروض أصبح ذابلا

قصيدة عندي إذا مالروض أصبح ذابلا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي