عهدتك غريدا بشعرك شاديا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عهدتك غريدا بشعرك شاديا لـ فؤاد بليبل

اقتباس من قصيدة عهدتك غريدا بشعرك شاديا لـ فؤاد بليبل

عَهِدتُكَ غرّيداً بِشِعرِكَ شادِيا

فَما لِلهَزارِ اليومَ عافَ القَوافِيا

وَما بالُ ذاكَ الصَوتِ بحَّ كَأَنَّهُ

صَدى ذَلِكَ الصَوتِ الَّذي كانَ عالِيا

وَما لِلقَوافي قَد جَفاني بَيانُها

أَحَتّى القَوافي عَلَّموها التَجافِيا

وَما بالُ تِلكَ الدار لي قَد تَجَهَّمَت

وَقَد طالَما هَشَّت وَوَدَّت وِصالِيا

وَكَم بادَرَتني بِالسَلامِ فَأَصبَحَت

وَقَد أَنكَرَتني لا تَرُدُّ سَلامِيا

تُرى نَسِيَت ما كانَ بَيني وَبَينَها

مِنَ الوُدِّ أَم قَد كانَ مِنها تَناسِيا

وَهَب نَسيَت تِلكَ العُهودَ الَّتي خَلَت

أَما ذَكَّرَتها قَطُّ آثارُها بِيا

سَلوها بِما أَحدَثتُ في جَنَباتِها

وَما أَحدَثَت مِن سِحرِها في بَيانِيا

فَإِن راعَها صِدقُ الجَوابَ فَأَنكَرَت

فَقَد أَفصَحَت آثارُها عَن فِعالِيا

وَعَن مَوقِفٍ خَلَّفتُهُ في رُبوعِها

يُحَدِّثُ بَعدي مَن غَشاها مُصافِيا

وَقَفتُ عَلَيها كُلَّ شِعرٍ نَظَمتُهُ

وَذَوَّبتُ أَنفاسي بِهِ وَجَنانِيا

وَأَرسَلتُ نارَ الوَجدِ بَينَ سُطورِهِ

تَكادُ تُضيءُ الطِرسَ لَولا بُكائِيا

وَحَمَّلتُ ريحَ الفَجرِ عِندَ هُبوبِها

بَقِيَّةَ نَفسٍ لَم تَدَع فِيَّ باقِيا

وَزَيَّنتُ أَبياتي بِوَصفِ جَمالِها

وَمِن سِحرِها الخَلّابِ صُغتُ خَيالِيا

فَنيتُ وَأَفنَيتُ اللَيالي بِها هَوىً

وَزِدتُ وَزادَت في الوَلاءِ تَفانِيا

وَكَم أَسمَعَتني السِحرَ في نَغَماتِها

فَأَرسَلتُهُ يَنسابُ في نَفَثاتِيا

وَلَمّا رَأَتني صادِقاً غَيرَ كاذِبٍ

وَما كُنتُ يَوماً في هَواها مُداجِيا

أَبى أَصلُه الغَدّارُ إِلّا تَقَلُّباً

فَتاهَت دَلالاً وَاِنثَنَت عَن وَلائِيا

وَراحَت تُريني كَيفَ تَخدَعُ رَبَّها

وَكَيفَ تَخونَ الساقِطاتُ المَوالِيا

فَكَتَّمتُ ما بي مِن أَسىً وَصَبابَةٍ

وَأَحجَمتُ عَنها لا عَلَيَّ وَلا لِيا

وَإِنّي لَتَأبى عِزَّتي أَن أُذِلَّها

وَيَأَبى إِبائي أَن أُطيعَ فُؤادِيا

عَصيتُ جَناني في هَواها وَمُهجَتي

وَأَقلَعتُ حَتّى قيلَ قَد باتَ سالِيا

وَما ساءَني تَركي لَها وَهيَ دِمنَةٌ

وَلَكِنَّ نكران الجَميلِ شَجانِيا

سَكَتُّ سُكوتَ الطَيرِ هيضَ جَناحُهُ

فَلا الغُصنُ مَيّاداً وَلا الرَوضُ زاهِيا

وَلا النَهرُ في أَودائِهِ مُتَرَقرِقاً

وَلا الفَجرُ في عَليائِهِ مُتَلالِيا

نَمَت زَهَراتُ الحُبِّ طَيَّ أَضالِعي

وَلَم أَجنِ غَيرَ الشَوكِ مِن زَهَراتِيا

ذَوَيتُ كَما تَذوي مِنَ الحَرِّ نَبتَةٌ

فَماذا أُرَجّي بَعدَ ما صِرتُ ذاوِيا

هَويتُ كَما يَهوى الحَمامُ أَليفَهُ

فَكانَ جَزائي أَن أَضَعتُ شَبابِيا

أَلا أَيُّهَذا القَلب حَسبُكَ ذِلَّةً

وَلا ساءَ بَعدَ اليَومِ فيكَ اِعتَزازِيا

دَعِ الغيدَ تَمرَح في مَجالاتِ لَهوِها

وَنَم عَن هَواها ناعِمَ البالِ خالِيا

وَلا تَتَذَكَّر مِن حَياتِكَ ما مَضى

فَما قَد مَضى هَيهاتَ يَرجِعُ ثانِيا

شرح ومعاني كلمات قصيدة عهدتك غريدا بشعرك شاديا

قصيدة عهدتك غريدا بشعرك شاديا لـ فؤاد بليبل وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن فؤاد بليبل

فؤاد بن الشيخ عبد الله بليبل. أديب، شاعر، ولد بكوم حمادة بمديرية البحيرة بمصر في نوفمبر 1911م وأصله من بلدة بكفيا بجبل لبنان، تربى على البذخ ورغد العيش، التحق بكلية الآباء اليسوعيين ببيروت سنة 1922م. ثم التحق بمدرسة الفرير للغة العربية ثم عمل بالتجارة مع والده، ثم عمل مدرساً للغة العربية والترجمة بكلية (سان مارك) بالإسكندرية ثم التحق بجريدة الأهرام، واتصل بكثير من الأدباء أمثال هدى الشعراوي ومحمود غنيم ومحمد محمود دبا، ونشر الكثير من القصائد والأشعار.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي