عهدي بحيك وهو حي عامر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عهدي بحيك وهو حي عامر لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة عهدي بحيك وهو حي عامر لـ ابن قلاقس

عَهْدِي بحَيِّك وهو حَيٌّ عامِرُ

قامَ الرقيبُ له وقلاَ السَّامِرُ

فبَوارِقُ الزَّفَراتِ فيه خوافِقٌ

وسحائبُ العَبَراتِ فيه مَواطرُ

حيث الحُماةُ منَ الكُماةِ كأَنها

فوق العِتاقِ قَسَاورٌ وجآذِرُ

وغصون مُلْدِكِ مثل قَدِّكِ مُيَّدٌ

ومجالُ طِرفكِ مثلُ عَرْفِك عاطِرُ

فمُهَنَّدٌ عَضْبٌ وأَسمرُ عاسِلٌ

ومُفاضَةٌ زُعْفٌ وأَجْردُ ضامِرُ

حتى مَضَتْ بصَبَا الصَّبابة شَمَأَلٌ

واستَنْفَذَتْ أَصْلَ الوصالِ هَوَاجرُ

وسطا عليَّ البُعْدُ بَعْدَكِ بالضنا

فأَذَابَنِي لولا الخيالُ الزائرُ

ما كُنْتُ أُومِنُ بالمزارِ ودُونَنَا

خِرْقٌ مَجُوسِيٌّ ولَيْلٌ كافِرُ

فاجْعَلْ يَدَيْكَ حميلتَين مُعَانِقاً

فجُفونُ مُهْدِيكَ الحُسامُ الباترُ

واشدُدْ لِثامَك دُونَ لَثْمِكَ لا تُضِعْ

حِرْمانَ جنْحٍ برْدُهُ لَك ساتِرُ

فالليلُ يُذْهِبُهُ صَبَاحٌ مُسْفِرٌ

بِيَدِ الغزالَةِ أَو صَبِيحٌ سافِرُ

واحمِلْ إِلى مُهْدِيك خَيْرَ تَحِيَّةٍ

حَيَّا النَّسيمَ بها الرَّبيعُ الزاهرُ

وإِذا اسْتعادَكَ ما رَأَيْتَ فقُلْ له

هُو في الهَوَى مَثَلٌ لَعَمْرُكَ سائِرُ

صالَتْ عليه صروفُ دَهْرٍ لَمْ يَكُنْ

لولا أَبُو الأَيتامِ منها ناصِرُ

الحافِظُ الحَبْرُ الذي لَوْلاَهُ لَمْ

يجْبُرْ صُدوع الشَّرْعِ يوماً جابِرُ

عَلَمٌ أَقامَ منَارةً بتَيقُّظٍ

عزَّ التَّقِيُّ به وذَلَّ الفاجِرُ

نَظَرَتْ به العلياءُ عن مُتَنَبِّهٍ

نامَتْ عيونٌ دونَهُ ومَحَاجرُ

فكأَنَّها شَخْصٌ بديعٌ يجْتَلِي

وكأَنَّه إِنسانُها والناظرُ

أَخلاقُه هي والرياضُ أَزاهِرٌ

وصِفاتُه هي والنجومُ زَواهرُ

وكأَنما الأَمداحُ إِذْ عَلِقَتْ به

دُرٌّ حواهُ منه بَحْرٌ زاخرُ

أَنا إِن نَظَمْتُ الشعرَ فيه ساحِرٌ

حقًّا ولكنْ في سِواه ساخِرُ

فإِذا وَصَفْتَ عُلاهُ قال لِيَ الوَرَى

للِّه ممدوحٌ ذَكَرْت وشاعِرُ

حَبْرٌ تَغَايرتِ القوافِي في مدًى

أَوصافُهُ فَكَأَنَّهُنَّ ضَرائِرُ

من آلِ ساسانَ الذين صِفاتُهُمْ

في جبْهةِ الأَيامِ خَطُّ ظاهِرُ

قومٌ إِذا خَيَّمْتَ دون فِنائهم

فاعلَمْ بأَنكَ للنجومِ مُجاورُ

حَلُّوا مَطَا العلْياءِ وَهْيَ مُضَمَّرٌ

أَعيا على الأَقوامِ منه الحافِرُ

تُزْهَى بِهِمْ يوْم النِّزال ضوامر

وتَميلُ في يومِ المقالِ منَابِرُ

يا أَولَّ السَّاداتِ غَيْرَ مُنَازَعٍ

وإِنِ اعْتَلَى بكَ ذا الزمانُ الآخِرُ

اِهْنَاْ بذا العَشْر المُعَظَّمِ قَدْرُه

واعلَمْ بأَنك أَنتَ منه العاشِرُ

واسلَمْ مدى الأَيامِ فرداً إِنني

بصفاتِ مجدِكَ للنجوم مُكاثِرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عهدي بحيك وهو حي عامر

قصيدة عهدي بحيك وهو حي عامر لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي