عهد الغوادي قريب في بواديه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عهد الغوادي قريب في بواديه لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة عهد الغوادي قريب في بواديه لـ جعفر الحلي النجفي

عَهد الغَوادي قَريب في بَواديهِ

وَقد روين حَديث البَرق عَن فيهِ

وَنَسمة الفَجر ما طابَت نَوافحها

إِلا وَقَد خَفقت في نَبت وَاديه

وَيا اِبن جازية الآرام ته عَجباً

فَفيك لَمحة حُسن مِن مَعانيه

وَفي الشُموس اِنعِكاسٌ مِن تبسمه

وَفي الغُصون اطِّرادٌ مِن تَثنيه

رَشاً صُنوفُ التَجني مِن خَليقته

فَلَيسَ تجدي بِهِ عتبى محبيه

فَلا يُجيب كَلامي إِذ أعاتبه

وَلا يَردُّ سَلامي إِذ أُحييه

نَشوان يُرسل صَدغاً عزَّ مُرسلُهُ

وَكَم بَرى سَهمَ لَحظٍ جل باريه

عَن الصحاح رَوى لي درُّ مبسمه

وَسحرُ عَينيه عَن هاروت يَرويه

وَلِلغَرام هَداني صُبحُ غرته

وَجعدُهُ قَد أَضلتني لَياليه

فَالعَطف أشكَل أَمري نصب عامله

وَالطَرف عَذَّب حالي فعل ماضيه

مشعشع الخَد كَم دَبت عَقاربُهُ

بِوجنَتيهِ وَكَم سابَت أَفاعيه

وَسجَّر النار في قَلبي وَحل بِها

إِن المُشعشع نار لَيسَ تُؤذيه

يَغزو القُلوب بِأَلحاظ طَلايعها

تَرمي إِلى الغَرض الأَقصى فَتُصميه

فَكَم لَديهِ قَتيل لا يقادُ بِهِ

وَكَم لَديهِ أَسير لا يفاديه

مَشى بِنعمان مرتاحاً فَضاحكه

ثَغر الشَقيق وَحيّاه أقاحيه

لا يَجفل الخشف مِنهُ حينَ يرمقه

لِظَنِّه أَنَّهُ مِن بَعض أَهليه

وَحينَ تَسمَع أمُّ الخشف نغمته

تَكادَ مِن أنسها فيهِ تُلبيه

يَهزه أَن تشوفنا لَهُ مَرح

مثل الرديني إِن هُزَّت أَعاليه

لَيسَ الأَراك بِنعمان كمعطفه

وَلا كَأكفاله أرسى رَوابيه

ناهيك مِن رشأٍ أَعصي النصوحَ بِهِ

وَإِن أَطاعَ بِوَصلي قَولَ ناهيه

ما العَدل يا عاذلي بِالغَيب تنقصه

انظر إِلَيهِ وَعَدد لي مَساويه

فَهَل تَعيب بِهِ تَجعيد وفرته

أَم سقم عَينيه أَم إتلاع هاديه

صلت السَوالف مرتج الرَوادف ري

يان المَعاطف ساهي الطَرف ساجيه

لَفظ اسمه حسن يَحيا الفؤاد بِهِ

كَأَنَّما اِتخذوه مِن مَعانيه

وَظَلمه حسن بل ظُلمه حسن

بَل كُلُّه حسن حَتّى تجنيه

دَعني أَصوغ القَوافي فيهِ حالية

كَأَنَّني قَد جَنيت الدر مِن فيه

وَإِن سحرت قُلوب العاشقين بِها

فَالسحر في طَرفه الوَسنان يُوحيه

أَشكو إِلَيهِ عَلَيهِ وَالخصام بِهِ

وَيلٌ لِمَن خَصمُه في الحُب قاضيه

أَرُدُّ نَفثةَ صَدري إِذ أُعاتبُه

أَخشى عَلى وَرده المَطلول أذويه

أَوهى وَأضعف مِن صَبري موشَّحُه

لَكنَّ هَمي وَفكري عُلِّقا فيه

يَهوى لِقائي وَيَخشى مِن مراقبه

فَالشَوق يُدنيه لي وَالخَوف يقصيه

يا مَن أَراني جَنيَّ الدرِّ مبسمُهُ

لَكنه لم يَصله كف جانيه

عَقيق ثَغرك قُل لي أَين معدنه

وَوَرد خدك قل لي أَينَ واديه

وَرَأس فرعك قل لي أَينَ مسقطه

وأي غالية باتَت تُربيه

طابَت مداريه مِن ترجيل وَفرته

فمسك دارين يَجري مِن مداريه

إِن كُنت يا مَن علي الدَهر غَيَّره

نَسيت عَهدي فَإِني غَير ناسيه

رفقاً بِصَبٍّ قَضى مِن طُول فكرته

يَميتُه اليَأس وَالآمال تُحييه

بِكَ التَياعيَ ماضيه وَحادثه

وَفيك وَجديَ باديه وَخافيه

حاشا جعودك لَيلي كادَ يَشبهها

وَنُور وَجهك صُبحي كادَ يحكيه

آوي إِلى مضجعي لَيلاً فَينكرني

كمستضيف لَئيم لَيسَ يؤويهِ

كَأَن وَجهك بَينَ النجم أَرقبه

أَن يَستبين فَلم أَبرَح أَراعيه

نَسيتُ كَيف الكَرى قُل لي بِصورته

فَإنَّ عَيني بعيد عَهدها فيه

رَأَيت مِن يَدك الكَف الخَضيب بِها

فَباتَ جفن لجفن لا يُلاقيه

ما بال لَيلي كَيوم الحَشر ساعتُه

يَقضي الزَمان وَلا أَرجو تَقضِّيه

إِن فاتَ مِنهُ زَمانٌ عادَ فائتُهُ

وَإِن مضى مِنهُ جنح رُدَّ ماضيه

معوَّقات عَن المَسرى كَواكبُه

كَالذود عوَّقه الراعي لِيُحصيه

كَواكب آنستني في تشعشعها

يجلى بِها مِن ظَلام اللَيل داجيه

فَهَل أَبو حسن لاحَت مَكارمه

بِالأُفق حَتّى حَسبناها دَراريه

العيلم العلم السامي الَّذي قصر ال

نسر المحلِّق أَن يَرقى مَعاليه

كَاللَيث وَالغَيث في بَطشٍ وَفي كَرَمٍ

لا بل هُما هَوَ لا في كاف تَشبيه

أخت الحيا يَدُه مَن ذا يساجله

وَالبَحرُ وَالدُه مَن ذا يُجاريه

زاكي العِصابة مِن بَيت النَقابة مَع

روف الإِصابة صلْتُ الزند واريه

مِن بَيت علم هوَ البيت الحرام عُلاً

وَذَلِكَ البيت إِبراهيم بانيه

لَهُ القَوافي النزاريات لَو وزنت

بِالدر ما رجحت إِلّا قَوافيه

ينمى إِلى العرب العرباء مِن مضر

وَشاهدي الذلق المَسنون في فيه

ما غير الحصر الطاري فصاحته

وَلم يَزل كالحجازيين أَهليه

لِسانُنا كلَّ خصم فيهِ نخصمه

وَسَيفُنا كُلَّ صَدر فيهِ نبريه

إِن الفَصاحة مِن آيات والدنا ال

هادي وِمِنهُ تلقتها ذراريه

وَإِن تنزه عَن شعر يَفوه بِهِ

فَللنبوة سر لَيسَ تَدريه

سيان إِن قُلت ردَّ البَحر وارده

أَو قُلت خَيَّب إِبراهيم راجيه

لا يَألف الدرهمُ المَضروبُ صرَّتَهُ

وَلَيسَ صُحبة ذي وَجهين تُرضيه

لَكنه حينَ يَأتيه يودعه

لعلمه أَنَّهُ لا شَكَ مُعطيه

نَهدي القَريض إِلَيهِ وَهوَ صَيرفُهُ

يَرى مزيَّفَه مِنا وَصافيه

هوَ الشَذا تَتَهاداه أحبتُه

وَهوَ الشجا شرقت فيهِ أَعاديه

لَكَ البِشارة إِبراهيم في حسنٍ

فَقَد حظى اليَوم في أَقصى أَمانيه

مُهذَّب ما استقادته شَبيبتُه

وَلا تكلَّم فيما لَيسَ يَعنيه

عَرفته وهوَ طفل أَنهُ وَرِعٌ

وَغايةُ الشَيء تُدرَى مِن مَباديه

وَلَيسَ يَنفح غَير الطيب مقولُهُ

ألا وَكلُّ إِناءٍ بِالَّذي فيه

أتحفتموه بكفو من كرايمكم

سيان بالطيب واديها وَواديه

لَو لَم تَكُن لَم يَجد كَفوا تليق بِهِ

حَتّى الغَزالة لَو زُفَّت لِناديه

وَلو أَتَت وَأَبوها الأفق يصدقها

مع الثَوابت ستاً مِن سَواريه

فَأَين مِن أَخويها في سَماحهما

غادي السحاب إِذا أَرخى عَزاليه

المطعمان لوجه اللَه إِن كلحت

شهب الزَمان وَلم تَسمح غَواديه

كَالنيرين سَناً وَالفرقدين علاً

وَالدجلتين نَدىً طابَت مَجاريه

محمد بن التقي بن الرضا خلف ال

مهديِّ قَد نابَ عَنهُ في تخفيه

فَكم وَكَم أعتقت رقّاً مَواهبُه

وَكَم قَد استعبدت حراً أَياديه

إِذا بنى الأَمر من يَسطيع ينقضه

أَو يَهدم الأَمر من يَسطيع يبنيه

مَن قاسَ فيهِ كِرام الناس فهوَ كَمَن

يَقيس في سيد أَدنى مواليه

تَجاوزت عَن رَفيع المَدح رُتبتُه

كَأَن مادحَه بالفضل هاجيه

يا محسناً لَم أَعب دهراً أَراك بِهِ

فَإنَّ حسنك قَد غطَّى مساويه

بِالعلم وَالشَرَف المَوروث سدت بني ال

دُنيا وَلم تَك ذا كبرٍ وَلا تيه

وَرثت مِن أَهلك الماضين فضلَهمُ

بَل زدت أَضعافَه يا اِبن الهُدى فيه

وَإِن حقَّ يَقين العلم عِندَكُمُ

كَأَنَّما لَكُمُ جبريل يُوحيه

شَعشعتم نُور مصباح الظَلام لَنا

كَيلا يَضل بِليل الغَي ساريه

وَتلك غرتكم ما ملَّ قارؤها

وَهَل يملُّ مِن القرآن قاريه

وَلاؤكم لغريق الذنب ينقذُهُ

وَعلمكم لسقام الجَهل يَشفيه

لا زلنَ يا عترةَ الهادي بيوتُكُمُ

مَأَوى بَني الدَهر قاصيه وَدانيه

شرح ومعاني كلمات قصيدة عهد الغوادي قريب في بواديه

قصيدة عهد الغوادي قريب في بواديه لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها سبعة و ثمانون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي