عوجا على ذاك الكثيب من كثب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عوجا على ذاك الكثيب من كثب لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة عوجا على ذاك الكثيب من كثب لـ السري الرفاء

عُوجا على ذاك الكثيبِ من كَثَبْ

فَكَمْ لنا في رَبْوَتَيْهِ من أَرَبْ

ما عَنَّ للعينِ به سِرْبُ مَهاً

إلا جرى من جَفنِها دمعٌ سَرَبْ

سِرْنَ فقد عُوِّضَ قلبي طَرَباً

للحُزنِ من فَرْطِ السرورِ والطَّرَبْ

واحتجبَتْ في كِلَلِ الرَّقْمِ دمىً

تَأنَقُ أثناءَ الحِجالِ والحُجُبْ

جُدْنَ بأجيادٍ تحلِّيها النَّوى

فرائداً من دمعِ عينٍ مُنسَكبْ

صواعدُ الأنفاسِ أبْقَتْ نَفَساً

في صُعُدٍ منا ودمعاً في صَبَبْ

ومُخطَفٍ يهتزُّ من ماءِ الصِّبا

كأنما يهتزُّ عن ماء العِنَبْ

قامَ وسُوقُ اللَّهوِ قد قامَ به

يَنخُبُ أقداحَ النَّدامى بالنُّخَبْ

ويمزُجُ الكأسَ بعَذْبٍ ريقُه

حتى تبدَّى الصُّبحُ مُبيضَّ العَذَبْ

وَجْدِي به وَجْدُ الأميرِ أحمدٍ

بجَمْعِ حَمْدٍ أو بتفريقِ نَشَبْ

أغرُّ رَدَّ الجُودَ وَعْدَاً صادقاً

من بعدِ ما كان غُروراً وكَذِبْ

يستمطرُ البيضَ دماً وتارةً

يُمْطِرُ راجيه ذِهاباً من ذَهَبْ

كالعارضِ انهلَّ رَواءً ديمةً

بأساً وبِيضِ الهِندِ لا بِيضِ العَرَبْ

يُريه أعلى الرأيِ حَزْمٌ كامنٌ

فيه كُمونَ الموتِ في حَدِّ القُضُبْ

حَسْبُ بني حمدانَ مجْداً أنهم

أبناءُ محمودِ السَّماحِ والحَسَبْ

أُسْدٌ إذا ما سلَبَت أُسْدَ الوَغى

أنفسَها عَافت نفيساتِ السَّلَبْ

كم حاسدٍ رَحْبِ الفِناءِ ضَيّقَتْ

عليه أسيافُ الأميرِ ما رَحُبْ

وحامدٍ يسحَبُ ذيلَ نِعمَةٍ

أعمَّ من ذيلِ السَّحابِ المُنسَحِبْ

حنَّ إلى أرضِ العِراقِ فامتطَى

مطيّةً تسبَحُ في اللُّجِّ اللَّجِبْ

ناجيةً تَرجو النَّجاةَ تارةً

بِسيْرِها وتارةً تخشى العَطَبْ

إذا المطايا قَوَّمَتْ رؤوسَها

لتهتدي قَوَّمَ هايها الذَّنَبْ

ركائبٌ إن عرَّستْ لم تسترحْ

وإن سرَت لم تشكُ إفراطَ التَّعَبْ

كأنما في الماء ظمآنٌ فلا

ينقَعُ رقراقُ السَّرابِ المُنسرب

كأنما نَحُلُّ منها أوطُناً

ونحْنُ للسيرِ الحثيثِ في دَأب

ولم يُزرْ بغدادَ حتى إنَّها

بحرُ ندىً يحيا به روضُ الادب

عُدْنا بمُبْيضِّ الصِّلاتِ في الرِّضا

منه ومُحمَرِّ الظُّباةِ في الغَضَب

أثْرى من المجدِ فأبقى سعيُه

مآثراً تبقَى على مَرِّ الحِقَب

فراحَ راجيه وقد نالَ المُنى

بنائلٍ فلَّلَ أنيابَ النُّوَب

وراح من وشْي الثَّناء كاسياً

يخطِرُ في أثناءِ أبرادٍ قُشُب

شرح ومعاني كلمات قصيدة عوجا على ذاك الكثيب من كثب

قصيدة عوجا على ذاك الكثيب من كثب لـ السري الرفاء وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي