عيار الشعر/التخلص

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

التخلص

التخلص - عيار الشعر

التخلص ومن الأبيات التي تخلص بها قائلوها إلى المعاني التي أرادوها من مديح أو هجاء أو افتخار او غير ذلك، ولطفوا في صلة ما بعدها بهافصارت غير منقطعة عنها، ما أبدعه المحدثون من الشعراء دون من تقدمهم، لأن مذهب الأوائل في ذلك واحد، وهو قولهم عند وصف الفيافي وقطعها بسير النوق، وحكاية ما عانوا في أسفارهم: إنا تجشمنا ذلك إلى فلان يعنون الممدوح: كقول الأعشى:

إلى هوذةِ الوَهَّابِ أزجي مطيتي. . . . . . . .أُرجِّي عطاء صالحاً من نوالكا

وكقوله:

أنضيتُها بعدما طال الهبابُ بها. . . . . . . .نؤمُّ هوذَة لا نكساً ولا وَرَعا

يا هوذُ إنك من قومِ أولى حسبٍ. . . . . . . .لا يفشلون إذا ما آنسوا فَزَعا

وكقوله:

فذلك شبهته ناقتي. . . . . . . .وما إن لغيرك إعمالُها

فمنك تؤوب إذا أدبرت. . . . . . . .وقصدكَ يعطفُ إقبالُها

وكقوله:

فعلى مثلها أزورُ بني قي

سَ إذا شطَّ بالحبيبِ الفراقُ

وكقوله:

إليكَ ابنَ جفنةَ من شقةٍ. . . . . . . .دأبتُ السَّرى وحسرتُ القَلوصَا

تَشكَّى إليَّ فلم أشُكها. . . . . . . .مناسمَ تَدمى وخُفّاً رهيصا

يَراك الأعادي على رَغْمهم. . . . . . . .تحُلُّ عليهم محلاَّ عويصا

وكقوله:

وإلى ابن سُلمى حارثٌ قطعَتْ. . . . . . . .عرضَ السِّخالِ مطيَّتي تَضعُ

ورثَ السيادةَ عن أوائِله. . . . . . . .فأتمَّ أحسَنَ ما هُمُ صَنَعُوا

وكقوله:

إلى المرءِ قيسٍ أطُيلُ السَّرى. . . . . . . .وآخذُ من كلِّ حيٍّ عُصمْ

أو يستأنف الكلام بعد انقضاء التشبيب ووصف القبائل والنوق وغيرها فيقطع عما قبله ويبدأ بمعنى المديح: قول زهير:

وأبيضَ فياضٍ يداه غمامةٌ. . . . . . . .على معتفيه ما تغِبُّ نوافِلُه

أو يتوصل إلى المديح بعد شكوى الزمان ووصف محنه وخطوبه فيستجار منه بالممدوح.أو يستأنف وصف السحاب أو البحر أو الأسد أو الشمس أوالقمر.فيقال: فما عرض أو فما مزيداً أو فما مخدراً أو فما الشمس والقمر أو البدر باجود بأشجع أو بأحسن من فلان، يعنون الممدوح، فسلك المحدثون غير هذه السبيل ولطفوا القول في معنى التخلص إلى المعاني التي أرادوها، فمن ذلك قول منصور النمري:

إذا امتنعَ المقالُ عليك فأمدح. . . . . . . .أميرَ المؤمنين تجدْ مقالاً

فتى ما إن تزالُ به ركابٌ. . . . . . . .وضعنَ مدائحاً وحملنَ مالا

وقول أبي الشيص:

أكلَ الوجيفُ لحومَها ولحومَهم. . . . . . . .فاتوك أنقاضاً على أنقاضِ

ولقد أتتك على الخطوب سواخطا. . . . . . . .ورجعن عنك وهن عنه رواضِ

وكقول محمد بن وهب:

حتى استردَ الليلُ خلعته. . . . . . . .وبدا خلالَ سوادِهِ وضحُ

وبدا الصباحُ كأنَ غرتَهُ. . . . . . . .وجهُ الخليفةِ حين يمُتدحُ

وكقوله في تخلصه من وصف الديار إل وصف شوقه:

طللانِ طالَ عليهما الأمدُ. . . . . . . .دَثَرا فلا عَلَمٌ ولا نَضَدُ

لبسا البلى فكأنما وجَدَا. . . . . . . .بعد الأحبةِ مثل ما أجِدُ

وكقول بكر بن النطاح في تخلصه إلى الافتخار:

ودوِّيَّةٍ خلقت للسرا

بِ فأمواجُه بينها تزخَرُ

ترى جِنَّها بين أضعافِها. . . . . . . .حُلُولاً كأنمهم البرْبَرُ

كأن حنيفةَ تحميهُمُ. . . . . . . .فألينهُمُ خَشِنٌ أزوْرُ

وكقوله:

يا من يريدُ بأنَّ تكلمَه الندى. . . . . . . .بلسانِ قاسمِهِ الندى يتكلَّمُ

مَدْحُ ابن عيسى قاسمٍ فاسددْ به. . . . . . . .كلتا يديك الكيمياءُ الأعظمُ

وكقول دعبل:

وميثاءَ خضراءَ زريبة. . . . . . . .بها النَّوْرُ يُزْهرُ من كلِّ فَنْ

ضحوكاً إذا لاعبَتْهُ الرَّياحُ. . . . . . . .تأوَّدَ كالشَّاِرب المرْجحن

فشبَّه صحْبي نوارَهُ. . . . . . . .بديباجِ كسرى وعَصْبِ اليَمنْ

فقلتُ بعُدتُم ولكنَّنى. . . . . . . .أشُبِّهُهُ بجنابِ الحَسنْ

فتَى لا يرىالمال إلا العطَاءَ. . . . . . . .ولا الكنزَ إلا اعتقاد المنن

وكقوله:

قالت وقد ذكرتُها عهد الصبا. . . . . . . .باليأس تُقطعُ عادةُ المعتادِ

إلا الإِمَام فإن عادة جودِه. . . . . . . .موصولةٌ بزيادة المزدادِ

وكقول عبد الرحمن بن محمد الغساني:

وكأنَّ الرسومَ أخنى عليها. . . . . . . .بعضُ غاراتنا على الأعداءِ

كقوله في تخلصه الى الافتخار أيضاً:

وانهي جمالك ان ينال مقاتلي. . . . . . . .فتصيب قومك سطوة من معشري

وكقول أبي تمام الطائي:

صُب الفراقِ علينا صَبَّ من كثبٍ. . . . . . . .عليه اسحقُ يوم الروع منتقما

وكقول البحتري:

شقائقُ يحملنَ الندى فكأنه. . . . . . . .دموعُ التصابي في خدود الخرائدِ

كأن يد الفتحِ بن خاقانِ أقبلت. . . . . . . .تليها بتلك البارقات الرواعِدِ

وكقوله:

بين الشقيقةِ فاللِّوى فالأجرعِ. . . . . . . .دمِنٌ حُبِسْنَ على الرياح الأرْبَعِ

فكأنما ضَمِنتْ معالَمها الذي. . . . . . . .ضمنته أحشاءُ المحبِ الموجَعِ

وكقوله:

يجرُّ على الغيثِ هدابَ مزنةِ. . . . . . . .وآخرُهُ فيه وأولُهُ عندي

تعجَّلَ عن ميقاته فكأنه. . . . . . . .أبو صالح قد بت منه على وعْدِ

وكقوله:

أقول لثجاجِ الغمامِ وقد سرى. . . . . . . .بمحتفل الشؤبوب صاب فأفعما

أقلَّ وأكثر لَست تبلَعُ غاية. . . . . . . .تبين بها حتى تضارعَ هيثما

فتى لَبِستْ منه الليالي محاسنا. . . . . . . .أضاءَ لها الأفقُ الذي كان مظلما

وكقوله:

لعمرك ما الدنيا بناقصةِ الجَداً. . . . . . . .إذ بقي الفتح بن خاقان والقَطْرُ

وكقوله:

أبَرقٌ تجلى أم بَدَا ابنُ مدبّرٍ. . . . . . . .بغرّةِ مسؤولٍ رأى البِشرَ سائلُه

وكقوله:

أدارُهُمُ الأولى بدارةِ جُلْجلِ. . . . . . . .سقاكِ الحيا روحاته وبواكرُهْ

وجاءك يحكي يوسفَ بن محمدٍ. . . . . . . .فروّتكِ ريَّاهُ وجادكِ ماطِرُهْ

وكقوله:

كأن سناها بالعشِّي لِشرْبها. . . . . . . .تبلُّجُ عيسى حين يلفظُ بالوعْدِ

وكقوله:

آليتُ لا أجعلُ الإعدامَ حادثةً. . . . . . . .تخُشى وعيسى بنُ إبراهيم لي سَنَدُ

وكقول وهب الهمداني:

وأطلبِ الرَّيفَ يا نديمي والر

يفُ في الأرض حيث اسماعيل

وكقوله:

أيامُ غصنِ الشبابِ يهتزُّ. . . . . . . .كالأسمرِ في راحةِ ابنِ حَمَّادِ

وكقوله:

لا والذي سنَّ للمدامةِ وال

مِاء نكاحاً بغير تطليقِ

ما مقلَتْ مقلتايَ اسمعُ في الع

الم من أحمد بن مسروِق

وكقول علي بن جبلة:

وغيثٍ تألفَّهُ نوُءهُ. . . . . . . .وألبسهُ غَلَلا أرمدا

تظلُّ الرياحُ تُهادي به. . . . . . . .إذا ما تحير أو عَرَّدا

صَدوق المخيلةِ وإني الظلا

ل قد وعد الأرض أن تَرغدا

كأنّ تواليه بالعَرا

ءِ أهوى إلى الجلمدِ الجلمدا

تداعي تميمٍ غداة الجفار. . . . . . . .تدعو زرارة أو مَعْبَداً

وكقول علي بن الجهم:

وساريةٍ ترتادُ أرضا تجودُها. . . . . . . .شغلت بها عيناً قليلاً هجودها

أتتنا بها ريحُ الصبا وكأنها. . . . . . . .فتاةٌ تزجَّيها عجوزٌ تقودُها

فما برحت بغداد حتَّى تفجرت. . . . . . . .بأوديةٍ ما تستفيقُ مُدودُها

فلما قضت حقَّ العراقِ وأهْلَهُ. . . . . . . .أتاها من الريح الشمالِ يُريدُها

فمرت كفوْت الطرفِ سعياً كأنهَّا. . . . . . . .جنودُ عبيد الله ولَّت بنودُها

وكقوله:

وترن وللصباح معقباتٌ. . . . . . . .تُقلِّصُ عنه أعجازَ الظلامِ

فلما أن تجلىّ قال صحبي. . . . . . . .أَضَوْءُ الصبحِ أم ضوء الإِمامِ

وقول أبي الغمر هارون بن محمد الرازي:

مكفهرُّ ترنَحُ أعطافُهُ رجاً. . . . . . . .كما جاوب المطىَّ المطيٌّ

وتلالا كأنّما في حشاهُ. . . . . . . .حَبَلٌ حانَ وضْعُهَ حَوْلىُّ

ظلّ يحكي بجودِهِ جودَ كَفَّيْ. . . . . . . .مَلكٍ سيبُه هنِيُّ مَرِيُّ

وكقول البحتري:

سقيت رباك بكل نوءِ جَاعلٍ. . . . . . . .من وبله حقَّا لها معلوما

فلو أنني أُعْطيتُ فيهنّ المنى. . . . . . . .لسقيتُهُنَّ بكفِّ إبراهيما

وكقوله:

قل لداعى الغمام: لبيك واحلُلْ. . . . . . . .عُقلَ العيسِ كي تجيبَ الدعَاءَ

عارضٌ من أبي سعيدِ دعَاني. . . . . . . .بسنا بَرْقِهِ غداةَ تَراءَى

وقول أبي تمام:

إساءةَ الحادثاتِ اسْتَبْطِنِي نفقا. . . . . . . .فقد أَظَلَّكِ إحسانُ ابن حسَّانِ

وكقوله:

يا صاحبيَّ تقصيا نظريكما. . . . . . . .تريا وجوهَ الأرضِ كيف تصوَّرُ

تًريًا نًهاراً مُشرِقْاً قد شابَهُ. . . . . . . .زهرُ الرُّبَا فكأنما و مُقْمِرُ

خَلَقٌ أطلَّ من الربيع كأنَّه. . . . . . . .خُلقُ الإِمامِ وهْديُهُ المتيسرُ

وقوله:

إن الذي خلق الخلائِقَ قاتَها. . . . . . . .أقْواتها لتصرُّفِ الأحراسِ

فالأرضُ معروفُ السماءِ قِرىً لها. . . . . . . .وبنو الرجاءِ لُهم بنو العبَّاسِ

القومُ ظلُّ اللهِ أسكنَ دينَهُ. . . . . . . .فيهم وهم جَبَلُ الملوك الراسي

وقوله:

يجاهدُ الشوقَ طوراً ثم يتبعه. . . . . . . .مجاهداتُ القوافِي في أبي دلفا

وكقوله:

إذا العيسُ وافت بي أبادلفٍ فقد. . . . . . . .تقطّع ما بيني وبين النوائبِ

وقوله:

تداوَ من شوقك الأقصى بما صنعت. . . . . . . .خيلُ ابن يوسف والأبطالُ تَطَّرِدُ

ذَاك السرورُ الذي آلَتْ بشَاشتُهُ. . . . . . . .أَلاَّ يجاورَها في مهجةٍ كمدُ

وقوله:

لم يجتمْع قطُّ في مصر ولا طرفٍ. . . . . . . .محمدُ بن أبي مروان والنُّوبُ

وكقوله:

ولقد بَلَون خلائِقي فوجَدْتني. . . . . . . .سمْحَ اليدينِ بِبَذْل ودٍّ مُضمرَ

يَعجبْن مني إن سمحتُ بمهجتي. . . . . . . .وكذاك أعجبُ من سماحةِ جعفرِ

ملكٌ إذا الحاجاتُ لذن بحقْوهِ. . . . . . . .صافحن كفِّ نواله المُيَسرِ

^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي