عيار الشعر/الشعر البعيد الغلق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الشعر البعيد الغلق

الشعر البعيد الغلق - عيار الشعر

الشعر البعيد الغلق وينبغي للشاعر أن يجتنب الإشارات البعيدة، والحكايات الغلقة، والإيماء المشكل، ويتعمد ما خالف ذلك، ويستعمل من المجاز ما يقارب الحقيقة، ولا يبعد عنها، ومن الاستعارات ما يليق بالمعاني التي يأتي بها، فمن الحكايات الغلقة والإشارات البعيدة قول المثقب في وصف ناقته:

تقولُ وقد درأتُ لها وضيني. . . . . . . .أهذا دينُهُ أبداً وديني

أكلُّ الدهرِ حلٌّ وارتحالٌ. . . . . . . .أما يُبْقي عَليَّ ولا يقيني

فهذه الحكاية كلها عن ناقته من المجاز المباعد للحقيقة، وإنما أراد الشاعر أن الناقة لو تكلمت لأعربت عن شكواها بمثل هذا القول.والذي يقارب الحقيقة قول عنترة في وصف فرسه:

فازوَّر عن وقعِ القنا بلبانِهِ. . . . . . . .وشكا إليَّ بِعبرة وتحَمْحُمٍ

وقول بشار:

غدتْ عانةٌ تشكو بأبصارها الصَدى. . . . . . . .إلى الجأب إلا أنَّها لا تخاطُبه

ومن الإيماء المشكل الذي لا يفهم، وقد أفرط في حكايته قول الآخر:

أومت بكفيها منَ الهَوْدج. . . . . . . .لولاك هذا العام لم أحْججِ

أنت إلى مكةَ أخرجتني. . . . . . . .خُبيّاً ولولا أنتَ لم أخرجِ

فهذا الكلام كله ليس مما يدل عليه إيماء ولا تعبر عنه إشارة.^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي