عيار الشعر/الشعر القاصر عن الغايات

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الشعر القاصر عن الغايات

الشعر القاصر عن الغايات - عيار الشعر

الشعر القاصر عن الغايات ومن الأبيات التي قصر فيها أصحابها عن الغايات التي أجروا إليها ولم يسدوا الخلل الواقع فيها معنى ولفظاً قول امريء القيس:

فللساق أُلُهوبٌ وللسوطِ درَّةٌ. . . . . . . .وللزجر منه وقعُ أخرج مهذبِ

فقيل له: إن فرساً يحتاج إلى أن يستعان عليه بهذه الأشياء لغير جواد.وقول المسيب بن علس:

وقد أتناسى الهمَّ عند احتضاره. . . . . . . .بناجٍ عليه الصعيرية مكدمِ

فسمعه طرفة فقال: استنوق الجمل.والصعيرية من سمات النوق.وقول الشماخ:

فنعم المعترى رحلت إليه. . . . . . . .رحى حيزومها كرحى الطحينِ

وإنما توصف النجائب بصغر الكركرة ولطف الخف.وقوله:

وأعددت للساقين والرَّجل والنسا. . . . . . . .لجاماً وسرجاً فوق أعوجَ مختالِ

وإنما يلجم الشدقان لا الساقان.وقول الأعشى

وما مزبدٌ من خليج الفراتِ. . . . . . . .جونٌ غواربه تلتطمْ

بأجود منه بما عونِه. . . . . . . .إذا ما سماؤهم لم تغِمْ

يمدح ملكاً ويذكر أنه إنما يجود بالماعون.وقوله:

شتَان ما يومي على كورها. . . . . . . .ويوم حيانَ أخي جابر

وكان حيان أشهر وأعلى ذكراً من جابر فأضافه إليه اضطرارا.وقول عدي بن زيد:

ولقد عديت دوسرةً. . . . . . . .كصلاةِ القينِ مِذكارا

والمذكار التي تلد الذكران، والمثنات عندهم أحمد.وقال الشماخ:

بانت سعاد ففي العينين ملمولُ. . . . . . . .وكان في قصرٍ من عهدها طولُ

كان ينبغي أن يقول: وكان في طول من عهدها قصر، أو يقول: وصاري في قصر من عهدها طول.وقول أبي داؤد الإيادي:

لو أنَّها بذلت لذي سقم. . . . . . . .مَرْةِ الفؤادِ مشارفُ القبضِ

أنُسُ الحديثِ لظلَّ مكتئباً. . . . . . . .حَرَّانَ من وجدٍ بها مضٍّ

لو أنه قال: يذهب سقمه، لكان أبلغ لنعتها.وقول أبي ذؤيب:

ولا يُهنئ الواشين أن قد هجرتُها. . . . . . . .وأظلم دوني ليلَها ونهارُها

كان ينبغي أن يقول: وأظلم دونها ليلي ونهاري.وقوله:

عصاني إليها القلبُ إني لأمره. . . . . . . .سميعٌ فما أدري أرشدٌ طلابُها

كان ينبغي أن يقول: أم غي، فنقص العبارة.وقول ساعدة بن جؤبة:

فلو نبأتَك الأرضُ أو لو سمعتَهُ. . . . . . . .لآيقنت أني كدت بعدك أكمدُ

لو قال: إني بعدك كمد، لكان أبلغ من قوله: كدت أكمد.وقول أبن أحمر:

غادرني سهمه أعشى وغادرهُ. . . . . . . .سيف ابن أحمر يشكو الرأسَ والكبدا

أراد: غادرني سهمه أعور فلم يمكنه، فقال أعشى.وقول طرفة:

كأن جناحي مضرحيِّ تكنَّفا. . . . . . . .حفافيه شكا في العسيبِ بمسردِ

وإنما توصف النجائب بدقة شعر الذنب وخفته، وجعله هذا كثيفاً طويلا عريضاً.وقول امرئ القيس:

وأركب في الروعِ خيفانةً. . . . . . . .كسا وجَهها سعفٌ مُنْتشرْ

شبه ناصيتها بسعف النخل لطولها، وإذا غطى الشعر العين لم يكن الفرس كريماً:وقول الحطيئة:

ومن يطلب مساعي آل لأي. . . . . . . .تصعّده الأمورُ إلى علاها

كان ينبغي أن يقول: من طلب مساعيهم عجز عنها وقصر عن بلوغها فأما إذا تساوى بهم غيرهم فأي فضل لهم.وقوله:

صفوفٌ وماذيُّ الحديد عليهم. . . . . . . .وبيضٌ كأولاد النعام كثيف

شبه البيض باولاد النعام، أراد بيض النعام.وقول لبيد العامري:

ولقد أُعْوِصُ بالخصمِ وقد. . . . . . . .أملأ الجفنةَ من شحم القُلَلْ

أراد السنام، ولا يسمى السنام شحماوقوله:

لو يقومُ الفيلُ أو فيالُهُ. . . . . . . .زَلَّ عن مثل مقامي وزَحَلْ

وليس للفيال مثل أيد الفيل فيذكره.ولقوله النابغة الذبياني:

ماضي الجنانِ أخي صبر إذا نَزلت. . . . . . . .حربٌ يوائل منها كلُّ تنبالِ

التنبال القصير من الرجال، فإن كان كذلك فكيف صار القصير أولى بطلب الموئل من الطويل، وإن جعل التنبال الجبان فهو أعيب لأن الجبان خائف وجل، اشتدت به الحرب أم سكنت، وإن كان عن مثل قول الهمذاني:

يكرُّ على المصاف إذا تعادى. . . . . . . .من الأهوال شجعانُ الرجالِ

وقول طرفة بن العبد:

من الزمرات أسبل قادماها. . . . . . . .وضرتها مركنَّةٌ ذرورُ

لا يكون القادمان إلا لما له آخرون، وتلك الناقة التي لها أربعة أخلاف.ومثله قول امرئ القيس:

إذا مسَّتْ قوادمها أرنَّتْ. . . . . . . .كأنَّ الحيَّ بينهُمُ نِعيُّ

وقول المسيب بن علس:

فتسلَّ حاجتها إذا هي أعرضت. . . . . . . .بخميصةٍ سرح اليدين وساعِ

وكأن قنطرة بموضع كورها. . . . . . . .ملساءَ بين عوامض الأنساعِ

وإذا أطفْت بها أطفت بكلكلٍ. . . . . . . .نبض الفرائض مجفر الأضلاعِ

فكيف تكون خميصة وقد شبهها بالقنطرة لا تكون إلا عظيمة، وقال هي مجفرة الأضلاع، فكل هذا ينقض ما ذكره من الخمص.قال: وقول الحطيئة:

حرجُ يلاوذُ بالكناسِ كأنه. . . . . . . .متطرفُ حتى الصباح يدورُ

حتى إذا ما الصبحُ شق عمودَهُ. . . . . . . .وعلاه أسطع لا يردُّ منيرُ

وحصى الكثيبِ بصفحتيه كأنَّهُ. . . . . . . .صدأُ الحديدِ أطارهن الكيرُ

زعم أنه لم يزل يطوف حتى أصبح وأشرف على الكثيب فمن أين الحصى بصفحتيه.^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي