عيار الشعر/الشعر المحكم النسج

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الشعر المحكم النسج

الشعر المحكم النسج - عيار الشعر

الشعر المحكم النسج ومن القوافي الواقعة في مواضعها، المتمكنة من مواقعها، قول أمرئ القيس في قصديته التي يقول فيها:

وقد أغتدى قبل العُطاسِ بهيكل. . . . . . . .شديدٍ مَشكِّ الغضا الجَنْبِ فَعْمِ المُنطَّقِ

قوله:

بعثنا ربيثاً قبل ذلك محملاً. . . . . . . .كذئبِ الغضا يمشي الضَّراء ويتقي

فوقعت يتقي موقعاً حسناً.وكذلك قول النابغة:

تجلو بقادمتي حمامة أيكة. . . . . . . .برداً أُسِفَّ لَثَاتُهُ بالإِثْمدِ

كالأقحوانِ غداةَ غبّ سمائِه. . . . . . . .جفتْ أعاليهُ وأسفلُهُ ندي

زعم الهمامُ بأن فاها باردٌ. . . . . . . .عذبٌ إذا ما ذقته قلت ازْدَدِ

زعم الهمامُ ولم أذقه أنه. . . . . . . .يروى بريِّقها من العَطش الصدي

فقوله وأسفله ندي: ومن العطش الصدي وقعا موقعين عجيبين.وقول زهير:

وأعلم ما في اليوم والأمس قبله. . . . . . . .ولكنني عن علمِ ما في غدٍ عَمِ

فقوله: عم واقعة موقعاً حسناً.وكقوله:

صحا القلبُ عن سلمى فقد كان لا يصحو. . . . . . . .واقفرَ من سلمى التعانيقُ فالثقلُ

وقد كنت من سلمى سنينا ثمانياً. . . . . . . .على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ وما يحلوُ

فقوله: يحلو حسنة الموقع.وكقوله في قصيدته التي يقول فيها:

لذي الحلمِ من ذبيانَ عندي مودةٌ. . . . . . . .وحفظٌ ومَن يُلْحم إلى الشرِّ أنشج

قوله:

مخوف كأنَّ الطَّير في مَنزلاتِه. . . . . . . .على جيَف الحْسرَى مجَالسُ تنتْجي

فقوله: تنتجي حسنة الموقع جداً.وكقوله:

ولنعم حَشْوُ الدِّرعِ أنت إذا. . . . . . . .دُعيت نزَالِ وَلُجِّ في الذُّعْرِ

وإنَّك تفري ما خلقت وبع

ض القوم يخْلْقُ ثم لا يَغري

ولأنت أشجع حين يتَّجهُ الأب

طالُ من ليثِ أبي أجْري

فقوله: ثم لا يفري وأبي أجري حسنان في موقعهما.وكقول بشر:

فما صدعٌ بحيَّةَ أو بشرجِ. . . . . . . .على زَلَقِ زوالقُ ذي كهافِ

تَزلُّ اللقوةُ الشغْواءُ عنها. . . . . . . .مخالبُها كأطرافِ الأسافي

بأحرزَ موئلا من جارِ أوسِ. . . . . . . .إذا ما ضيم جيرانُ الضِّعافِ

فقوله: كأطراف الأسافي حسنة الموقع.وكقول الأعشى:

وإذا تكونُ كتيبةٌ ملمومةٌ. . . . . . . .خرساءُ يخشى الذائدون نصالَها

كنت المقدَّم غير لابس جُنَّةٍ. . . . . . . .بالسيف تضرب معلما أبْطالَها

وعلمتَ أن النفس تلقى حتفَها. . . . . . . .ما كان خالقُها المليكُ قضى لها

فقوله: قضى لها عجيبة الموقع.وكقوله:

ومثلُ الذي تُولونني في بيُوتِكم. . . . . . . .يُروِّي سناناً كالقُدامَى وثَعْلبَا

وما عنده زرفى علمتُ دلالَه. . . . . . . .علي من الريح الجنوب ولا الصبا

وكذلك قوله:

وكأسٍ شربتُ على لذةٍ. . . . . . . .وأخرى تداويت منها بِها

لكي يعلَم الناسُ أنِّي أمرؤٌ. . . . . . . .أتيت الفُتوةَ من بابِها

فقوله: منها بها لطيفة حسنة الموقع جداً.وكقول أبي كبير الهذلي:

ولقد ربأتُ إلى الصحابِ تواكلوا. . . . . . . .جَمْر الظهيرةِ في اليفاع الأطولِ

في رأسِ مشرفةِ القذالِ كأنها. . . . . . . .جمرٌ بمسبكةٍ تُشَبُّ لمصطلي

وكقول أبي خراش:

ولم أدْرِ من ألقى عليه رداءَه. . . . . . . .سوى أنه قد سُلَّ عن ماجدٍ محضِ

بلى إنها تعفو الكلُوم وإنما. . . . . . . .تُوكَّلُ بالأدنى وإن جل ما يمضي

فقوله يمضي حسنة جيداً.وكقول عروة بن أذينة:

وكلُّ هوىً دان عني زمانا. . . . . . . .له من بعد ميعته تجَلي

كأني لم أكن من بعد ألفٍ. . . . . . . .عذلتُ النفسَ قبلُ على هوىً لي

فإن أقصرْ فقد أجريت عصراً. . . . . . . .وبلاني الهوى فيمن يُبَلي

فقوله هوى لي لطيفة الموقع.وكقول ذي الرمة في قصيدته:

أراح فريقُ جيرتِك الجمالا. . . . . . . .كأنهم يريدون احتمالا

فكدت أموت من حزنٍ عليهم. . . . . . . .ولم أرَ نادي الآظعان بالي

فقوله: بالي عجيبة الموقع.وكقول الفرزدق:

فإن تهجُ آل الزبرقان فإنما. . . . . . . .هجوتَ الطوالَ الشمَّ من هضب يذبلِ

وقد ينبح الكلبُ النجومَ ودونه. . . . . . . .فراسخُ تنضي الطرف للمتأمِّلِ

أرى الليلَ يجلوه النهارُ ولا أرى. . . . . . . .عِظامَ المخازي عن عَطيَّة تنجَلي

فقوله: تنجلي متمكنة في موضعها.وكقول الحطيئة:

من يفعل الخيرَ لا يعدم جوازيه. . . . . . . .لا يذهبُ العرفُ بين الله والناسِ

دعِ المكارم لا ترحل لبغيتها. . . . . . . .واقعد فإنَّك أنت الطَّاعم الكاسي

فقوله: الكاسي عجيبة الموقع.وكقوله:

إذا نزلَ الشتاءُ بأرض قوْمٍ. . . . . . . .تجَّنبَ جارَ بيتهِمُ الشتاءُ

هم القوُم الذين إذا ألمَّت. . . . . . . .من الأيامِ مظلمةٌ أضاءوا

فقوله: أضاءوا حسنة الموقع.فهذه أمثله قد احتذى عليها المحدثون من الشعراء وسلكوا منهاج من تقدمهم فيها، وأبدعوا في أشياء منها ستعثر بها في أشعارهم كقول أبي عيينة المهلبي:

دنيا دعوتكِ مسمعاً فأجيبي. . . . . . . .وبما اصطفيتك للهوى فأثيبي

دومى أدُمْ لك بالوفاء على الصَّفا. . . . . . . .إنِّي بعهدك واثقٌ فثقي بي

فقوله: فثقي بي لطيفة جداً يستدل بها على حذق قائلها بنسج الشعر.^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي