المعنى البارع في المعرض الحسن

المعنى البارع في المعرض الحسن فأما المعنى الصحيح البارع الحسن، الذي قد أبرز في أحسن معرض وأبهى كسوة، وأرق لفظ، فقول مسلم بن الوليد الأنصاري:
وإني وإسماعيلُ بعد فراقِه. . . . . . . .لكالغمدِ يوم الروعِ زايله النصْلُ
فإن أغش قوماً بعده أو أزرهُمُ. . . . . . . .فالكالوحش يدنيها منَ الأنس المحْلُ
^ومن التشبيهات البعيدة التي لم يطلف أصحابها فيها، ولم يخرج كلامهم في العبارة عنها سلساً سهلا قول النابغة:
تخْدى بهم أُدُمٌ كأنَّ رِحالها. . . . . . . .عَلَقٌ أريق على مُتونِ صوارِ
وكقول زهير بن أبي سلمى:
فزلَّ عنها وأوفى رأسَ رقبتِهِ. . . . . . . .كمنصل العترِ دمَّى رأسهُ النُّسكُ
وكقول خفاف بن ندبه:
أبقى لها التعداءُ من عتداتها. . . . . . . .ومتونها كخيوطه الكتَّانُ
والعتدات القوائم.أراد أن قوائمها دقت حتى عادت كأنها الخيوط، وأراد ضلوعها فقال متونهاوقول بشر بن أبي خازم:
وجرَّ الرامسات بها ذيولا. . . . . . . .كأنَّ شمالها بعد الدبورِ
رمادٌ بين أظّارٍ ثلاثٍ. . . . . . . .كما وشِمَ النواشِرُ بالنؤورِ
فشبه الشمال والدبور بالرماد.وكقول أوس بن حجر:
كأن هِرّاً جنينا عند غُرضَتِها. . . . . . . .والتفَّ ديكٌ برجلها وخنزيرْ
وكقول لبيد بن ربيعة:
فخمةٌ زفراءُ ترتِي بالعُرى. . . . . . . .قردمانيّاً وتركا كالبصَلْ
وكقول النابغة الجعدي:
كأنَّ حجاجَ مقلتها قليبٌ. . . . . . . .من السمقين أخلقَ مستقاها
والحجاج لا يغور لأنه العظم الذي ينبت عليه شعر الحاجب ؟وقول ساعدة بن جؤية:
كساها رطيبُ الريش فاعتدلت لها. . . . . . . .قداحٌ كأعناقِ الظباء الفوارِقِ
شبه الهام بأعناق الظباء، ولو وصفها بالدقة كان أولى.^