عيد الوفاء وغرة الأعياد
أبيات قصيدة عيد الوفاء وغرة الأعياد لـ حماد علي الباصوني

عيدَ الوَفاءِ وَغُرَّةَ الأَعيادِ
أَينَ الصَفاءُ وَبَهجَةُ الميلادِ
إِنّي أَراكَ وَإِن تَبَدَّلَ صَفوُنا
رَمزَ السَلامِ وَمُنتَهى الإسعادِ
فَاِحمِل إِلى القُرّاءِ صَفوَ تَهانِئي
مَشفوعَةً بِمَحَبَّتي وَوِدادي
عيدَ الهَناءَةِ كُن عَلَينا نِعمَةً
وَمِنَ الكَريمِ تَجيءُ بِالإِرفادِ
حَتّى تَرى جُندَ الشَبابِ مُعَزَّزاً
وَنَراهُ حُرّاً في رِياضِ الوادي
مُتَضامِناً يَحمي الخَميلَةَ وَالحِمى
وَيَذودُ عَن حُريَّةَ الأَحفادِ
يَسقي التَليدَ بِطارِفٍ مِن مَجدِهِ
وَحَصافَةٍ وَلَباقَةٍ وَجِهادِ
عيدَ الرَجاءِ أَدِر رِكابَكَ بُرهَةً
وَاِقصُص عَلَينا سيرَةَ الأَجدادِ
وَاِرقَ السَمَواتِ العُلا وَاِنظُر إِلى
نورٍ أَضاءَ بِبَيتٍ لَحمٍ هادي
عَمَّ البَرِيَّةَ سَهلَها وَرِعانَها
وَنَقابَها وَمَدائِنَ الأَنجادِ
فيهِ الجَماعَةُ قَد تَبايَنَ فَهمُهُم
إِلّا عَلى التَثليثِ في الآحادِ
قالوا الأُبوَّةُ البُنُوَّةُ بَينَما
روحُ المُعَزّي باعِثُ الإِرشادِ
وَتَوارَثوا عَن كاهِنٍ وَبَشائِرٍ
نُظُماً مُلَقَّنَةً إِلى الأَولادِ
ثُمَّ التَأَنُّسَ في الإِلَهِ وَعَلَّلوا
وَجهَ التَشَبُّهِ مُسنَداً لِعَتادِ
عَمِيَ الخَلائِقُ عَن حَقيقَةِ ذاتِهِم
فَبُحوثُهُم في اللَهِ غَيرُ سَدادِ
روحُ الإِلَهِ تَجَسَّدَت في كِلمَةٍ
وَهُما بِأُقنومِ الأُبُوَّةِ فادي
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ تَبَلَّجَت
وَسَرَت إِلَيهِ كَواكِبٌ بِدآدي
مُتَواضِعاً مِن مِذوَدٍ خَطَرَت بِهِ
عَذارءُ تَحمِلُ هَيكَلَ العُبّادِ
قَد جاءَ لا سَيفٌ وَلا رُمحٌ وَلا
دِرعٌ يَصُدُّ بِهِ أَذى الحُسّادِ
وَهوَ اِبنُ يوسُفَ لا اِبنُ قَيصَرَ عِندَهُم
فَتَحَفَّزوا لِلفَتكِ وَالإِرصادِ
وَالقَومُ قَد زادوا عَلى السَبعينَ حِز
باً ضِدَّهُ في شِدَّةٍ وَعِنادِ
وَبَدَوا بِثَوبِ مُصَدِّقٍ وَمُكَذِّبٍ
وَمُؤامِنٍ وَمُكابِرٍ وَمُعادي
أَو عاذِلٍ أَو عاذِرٍ أَو غادِرٍ
أَو شاهِدٍ أَو صادِفٍ أَو شادي
هُوَ كُلَّما أَحيا لِمَيتٍ أَو أَعا
دَ لِأَكمَهٍ بَصَراً كَما المُعتادِ
أَو أَبرَأَ الضَرَباتِ أَو هَزَّ النُهى
بِالنُصحِ جَدّوا في عَمىً وَفَسادِ
حَتّى أَتَمَّ فَقادَهُم لِحَظيرَةٍ
قُدسِيَّةٍ جَلَّت عَنِ الأَحقادِ
لا فَرقَ بَينَ عَدُوِّهِ وَظَهيرِهِ
إِن هُم لَدَيهِ قَد اِرعَوَوا لِمَقادِ
آمالُ إِسرائِيلَ أَن يَرعى لَهُ
مَلِكاً عَلى الغَبراءِ وَالأَطوادِ
وَيُكَوِّنوا الوُزَراءَ مِن أَسباطِهِم
إِذ جاءَهُم مَلِكاً عَلى الأَكبادِ
فَلِذا هُمو لَم يُؤمِنوا بِيَسوعِهِم
وَلِذا هُمو شَتّى عَلى الآبادِ
مُلكُ المَسيحِ مِنَ السماءِ عِمادُهُ
وَعَلى الجَوانِحِ عَرشُهُ المُتَهادي
مَلَكَ القُلوبَ فَأَينَ حَلَّ تَجِد بِهِ
ثَمَرَ التُقى في جَدَّةِ الزُهّادِ
ضَمِنَ السَعادَةَ لِلَّذينَ أَتَوا لَهُ
مُتَواضِعينَ بِزُمرَةِ الوُرّادِ
قَهَرَ الطَبيعَةَ وَالطَبيعَةُ دَأبُها
تُغري النُفوسَ بِشَهوَةِ الأَجسادِ
قَد رامَ كونفُشيوسُ فِردَوساً فَما
بَلَغَ الَّذي قَد رامَ بِالإِجهادِ
وَاِستَنَّ بُوذا شِرعَةً مِن قَبلِهِ
لَكِنَّهُ لَم يَحظَ بِالإِمدادِ
وَبَنى عَلى تَشريعِهِ ديناً بِهِ
قَد ظَنَّ فيهِ الراحَ لِلأَجسادِ
وَكَذا الفَلاسِفَةُ الأُلى لَم يَهتَدوا
لِسَعادَةٍ خَفِيَت عَلى النُقّادِ
وَالكُلُّ أَحوَجَهُم إِلَيهِ فَضيلَةً
هِيَ بَذلُهُ نَفساً إِلى الجَلّادِ
وَبِها عَلى الأَكبادِ صارَ مُهَيمِناً
لا يَبتَغونَ وَراءَها مِن زادِ
وَرُبوعُ مِصرَ تَبارَكَت بِقُدومِهِ
طِفلاً فَظَلَّت مَربَع القُصّادِ
وَاِمتَدَّ فيها النورُ فَاِزدادَت هُدىً
وَرَوَت بِثَوبِ البِشرِ وَالإِسعادِ
وَعَلا الهِلالُ مَعَ الصَليبِ دِيارَنا
فَتَلازَما ضَمّاً لِشَملِ بَدادِ
وَتَآزَرا وَتَسانَدا كُلٌّ يَرى
هَدياً بَني فِرعَونَ ذي الأَوتادِ
إِنّي أَزُفُّ وَقَد عَلاني واجِبٌ
ما عِشتُ تَهنِئَتي لِأَهلِ الوادي
شرح ومعاني كلمات قصيدة عيد الوفاء وغرة الأعياد
قصيدة عيد الوفاء وغرة الأعياد لـ حماد علي الباصوني وعدد أبياتها خمسة و أربعون.