عيشة المرء كما ظل عبر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عيشة المرء كما ظل عبر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة عيشة المرء كما ظل عبر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

عيشةُ المرءِ كما ظلٍّ عَبَر

يا أولي الألباب كونوا في حَذَر

ما لقلبي خافقاً في ذا السعير

ما لطرفي مذرفاً دمعاً غزير

ما لسمعي في ضجيجٍ وهدير

ما لعقلي في شتاتٍ وحيَر

ما لجسمي قد تولّاهُ السقام

ما لجفني هاجراً طعم المنام

ما لنطقي قد أبى لفظ الكلام

ما لصافي العيش أغشاه الكَدَر

ما لشمسي مُنطقت بُرد الكسوف

ما لبدري بات في أيدي الخسوف

ما لناغي الحيّ قد أضحى أتوف

ما لروضي صار معدوم الثمَر

ما لصحبي عاد ليلاً وظلام

ما لنوري قد تغشّاهُ القتام

ما لحالي بانحلالٍ وانعدام

ما لأمني في هلاكٍ وخَطر

ما لبيتي لابساً ثوب السواد

ما لقومي أعلنوا صبغ الحداد

هل نأى كُبّارُ قومٍ من بلاد

أم شقيق الروح وأراهُ السَفَر

يا أُخيّاً كنتَ في السَرا سمير

يا أُخيّاً كنتَ في الضرّا مجير

يا أخيّاً كنتَ لي نعم النصير

في شجوني دافعاً عني الضَر

يا أُخيّاً كنتَ غيثاً في الظما

يا أخَيّاً كنتَ غوثاً مُكرما

يا أُخيّاً كنتَ عوني كلَّما

حلَّ خطبٌ في قضاءٍ وقَدَر

يا أُخيّاً كنتَ للأبصار نور

يا أُخيّاً كنتَ للأحشا سُرور

يا أُخيّاً كنتَ لي مولىً غيور

كيف قد اسقيتني كاس المَقَر

يا أُخيّاً كنتَ خِلباً للقلوب

حافظاً لي عند إلمام الخطوب

غبتَ بات القلبُ مثوىً للكروب

في شُجونٍ وأجيج وشرَر

يا شقيق الروح يا حامي الحمى

كيف قد صيَّرتني أبكي دما

وشؤونُ الحيّ تجري عندَما

من ذهابٍ غير مأمول الصَدَر

يا أُخيّاً كم أبى مثوى القصور

بين أرباب النُهى آل الصدور

كيف ترضى الآن في مأوى القبور

هل كَرِهتَ العِزَّ مع ذاك الخطر

كيف قد غادرتني يا ذا الحُمام

نائحاً عمري كما ناح الحمام

هل سقاك الغدر كاسات الحِمام

ليتهُ يُبلى بما فيهِ غَدَر

كيف يا من كنتَ منطيقاً فصيح

لم يسع عزمك ذا البَرُّ الفسيح

ضمَّك اللحدانِ من فوقِ الضريح

صامتاً لم تبدِ أمراً أو خبَر

كيف هذا الأمر يا ليث الشَرى

ترتضي مثواك في جوف الثرى

هل أبيتَ الدار في أسمى الذُرى

يا حبيباً كيف ذا الأمر صدَر

يا لقومي مَن بهذا قد قضى

ضاقت الدنيا بوجهي والفضا

غاب بدري مثل برقٍ أومضا

عيل صبري فر إنسان البَصَر

يا لقومي أين ذيّاك الصَدوق

في نجاز الوعد والطبع الشَفوق

ما لعيني من نواهُ إن تَروق

ما لقلبي الدهر يرتاح الفِكَر

يا لقومي كيف نرضى ما جرى

في أبي أسعد حيزوم الورى

قد رماهُ الموت منحلَّ العُرى

غير خاشٍ من جماهير البَشَر

يا لقومي نعتقل سمر الرماح

وعليكم مرهفيّات السلاح

كي نلاقي الموت بالبيض الصفاح

حيَّهَل للثأر فالوقتُ حضَر

أين ثأري من عدوٍّ لن ينام

ظالمٍ هصّارِ أعمارِ الأنام

لم يجز في شرعهِ رميُ السلام

قاهرٍ للناس في قطع النظر

يا لحزني غاب ذو العزم الشديد

صاحب الآراءِ والحزم الوطيد

كم أقاسي مذ أرى حالي وحيد

طول عمري في ظلامٍ وسَهَر

يا شؤوني اذرفي قاني الدموع

يا شجوني لازمي قلبي الوَلوع

طالما لا ينثني رأس الربوع

في أيابٍ مثل أقمار القمَر

ما لطرفي إن يَرى الدهر انخداع

ما لفكري إن يُلاعي بالسماع

ما لنطقي في ثنا الذكر انقطاع

بات جسمي في سعير وَعِبَر

آل بيتي الدهر نبكي الفرقدا

في نحيبٍ طالما طال المدى

ما لشأني من سلوٍّ أبدا

كيف أسلو دون وفد المنتَظَر

عُلِّقَت آمالُ قلبي بِالسُرى

في مفازات الصعيد الأقفرا

صاح بي النعّابُ دع ذا لن ترى

طارت العنقاءُ في هذا الوَطَر

يا حبيبي كيف هذا الأمر صار

هاج وجدي لم يدَع لي اصطبار

ضاق صدري قلَّ صبري لا قرار

لم يَعُد لي حالةُ كي تُذدكَر

سحَّ دمعي وَدقَ خالٍ أو سحاب

جائشاً في الكون كالبحر العُباب

بات قلبي غَرَضاً يلقى حِراب

عارياتٍ من قِسيٍّ ووتَر

إنني مذ غابَ ذو الوجه الصَبوح

باتَ جسمي قالباً من غير روح

يا شجوني أطلقي فيَّ الجموح

عَلَّني أُلحقُ في من قد غبر

صاح ما بال الخيول الصأفنات

قد تركنَ الصَفنَ عدنَ حاسرات

كم نراها بفديدٍ نادبات

بأس راعيها الهُمام المُعتبَر

يا هُماماً غادر الخيل الجياد

بهديد أحزنت آلَ البلاد

كم نراها تبتغي حمد المعاد

ولحمد العود لن يبقى أثَر

والسيوفُ الحُدبُ باتت في جفون

دمعها يجري عيوناً من عُيون

لا قِراحاً بل دمٌ أغشى الحُزون

في هتونٍ قد حكى سحَّ المطر

مثل قلبي قد غدا خفق الرماح

في حنينٍ وأنينٍ وصِياح

قد تلاشت مذ نأى شاكي السلاح

بظماءٍ لنجيعٍ مبتكَر

ضاقت الفيحاءُ في صدر الرجال

عادت الأنوار فيها كالليال

غاب مصباح الوغا يوم القتال

بارح الهيجاءَ مقدام الظَفَر

يا صدوح الوُرق مع ناغي الهزار

كيف هاجرتم حمانا والديار

هُدِم الصرح وقد شطَّ المزار

ما لغصنٍ يزدهيهِ أو سَحَر

قلبُ رَ القمريَّ قد أمسى حزين

في عويلٍ وحنينٍ وأنين

يا فُؤادي غاب مولاك الأمين

كن من الدنيا على أقوى خَشَر

يا بليغاً فاق سحبان العِراب

سامي الإفصاح في فصل الخطاب

كم نرى المنبر أضحى في خراب

نائحاً دهراً لنسّاج الدُرَر

يا فصيحاً يلفظ الدر النفيس

ولآداب الحجى نعم الأنيس

غادر المجلس مع ذاك الجليس

وتوارى في حجابٍ واستتر

بارح المعقول مع باهي النُهى

في ظلامٍ بعد حالات الزُهى

ولهُ ذكرٌ جميلٌ في اللُهى

وبحسن الخلق ألطاف غُرَر

يا لهُ من ضيغمٍ شهمٍ جسور

قسورُ الآساد فصّامُ النحور

باهرُ الآراء نقّابُ الأمور

حاذقُ الأزكان ندبٌ مشتهَر

لَسِنٌ لكن معانيهِ سُلاف

صادقُ الأقوال لن يهوى الخلاف

منجز الأوعاد من غير انحراف

كاملُ الأوصاف من حينَ انفطر

أروعٌ مَن لي يُباري من مثيل

لوذعٌ قد فاق في الفضل الجزيل

المعٌ من دأبهِ فعل الجميل

كل معنىً رائقٍ فيهِ انحصَر

يا لهُ من ماجد الجدِّ كريم

باهر الألطاف ذي القدر الفخيم

عبقريٌّ كان للعليا نديم

ساد في فضلٍ وشأنٍ مفتخر

شخصهُ مذ ضاع من بين الأنام

ضاع طيباً ذكرُه أحيي المشام

عرفُهُ كم فاق عن عرفِ الخزام

بات نفح النَدِّ منهُ في خفَر

يا طليقاً وجهُهُ الزاهي البسيم

يا ذليقاً قدرهُ سامٍ وسيم

كيف من بعد البهى أضحى رميم

في الثرى ما بين تُربٍ وحجر

يا مَهوباً زانهُ الصدر الرحيب

يا عسوباً فاق في نوعٍ غريب

يا صيوباً للنُهى يبدي العجيب

من فنونٍ وسخاءٍ وخِبر

يا أديباً ساد في دُرّ اللفاظ

يا أريباً فاق قِسّاً في عكاظ

قد غدا التقريظ دهراً بانقراظ

عاد لغواً بين بدوٍ وحضر

يا نقيّاً خاشياً ذا الجبروت

يا تقيّاً خاشعاً طهراً قنوت

هل يُرى سولي جوازا أن تموت

في زهى غضِّ الصبا دون الكِبَر

هَتنُ دمعي طول ليلي مار سى

لم يكن لي بانفرادي مؤنسا

إن داءي معجزٌ أعيي الأسا

يا مصابي ذاب قلبي والسحر

إن حالي بعده تحكي الشموع

داخلي نارٌ وتسليني الدموعي

لا سلوّاً منهُ قد يُرجي الهجوع

إنما ذوبٌ مقيمٌ وضجر

كيف أسلو ناضر الوجه المشيم

بل صبيحاًومليحاً ووسيم

أزهر طلقٌ بهيٌّ وقسيم

بدرُ تمٍّ إنما سامي الزهَر

كيف أسلو من بهِ روض الصِبا

كان بالإيناع غضّاً مُخصبا

لشذاهُ كم صبت ريح الصبا

وسرت صبحاً بتيهِ وبطَر

كيف أسلو من بهِ طيبُ النفوس

راحة الأرواح مع عزِّ الرؤوس

قد وجاه الظالم الملكُ العبوس

سهم غدرٍ حبّةَ القلب دَسر

كيف أسلو ربَّ بيتي سرمدا

مالكي خلّي شقيقي الأوحدا

يا نصيحي لا تُطِل قولاً سُدى

ان هذا عند سمعي في نكَر

كيف أسلو صاحب القدر الرفيع

طيبَ الأنفاس ذا الفكر الوسيع

كان لي عند الوغا حصناً منيع

ولِدَرءِ المرهفي نعم السَتر

كيف أسلو من بهِ دفع العموم

ونجاتي من وَبا ريح السموم

غاصَ قلبي في دمومٍ من كُلوم

حابطاً في بحر حزنٍ وحَسَر

كيف أسلو الماجد البرَّ الجَواد

مُبلغ الآمال نوّال المراد

مذ قلاني قد قلاني بالسهاد

زاد سقمي ذاب عظمي بالوَغَر

كيف أسلو من إلى روحي شقيق

حسنَ الأخلاق ذا الطبع الشفيق

مذ تناءى قد دعى قلبي غريق

لجَّة الأرزاءِ في يمِّ الغرَر

كيف أسلو بُؤبُؤَ العين اليمين

ذا الوفا المصداق اصلاً لن يمين

إنَّني آليتُ في صدق اليمين

لن أكفَّ النوح دهري والعمَر

كيف أسلو ذا الذي مذ كان حَي

كان فخري شامخاً في كل حَي

طير قلبي سِر إلى الرمس وحَي

قل سلام اللَه يا مبدي الفَخَر

كيف أسلو وأرى قلبي خفوق

في نبالٍ مَزَّعَت درع العُروق

غاب عنب خذن أكبادي الشفوق

لم يعُد لي في مصابي من عصَر

كيف أسلو إن ذا عندي حرام

من رأى بالنار برداً وسلام

قُل أديبٌ ولبيبٌ وأريب

عاقلٌ سمحٌ جوادٌ ومُجيب

طلقُ أيدٍ خِضرمٌ خِرقٌ حَسيب

بل خِضَمٌّ وبذولٌ في أَشَر

مخلفٌ متلِفُ دثرٍ ومفيد

ومشيجٌ ووشيحٌ وسَعيد

خلِقٌ بل لَبِقٌ ندبٌ فريد

لَقِفٌ بل ثَقِفٌ يأبى السخَر

أحوَزِيٌّ أحوذِيٌّ لوذعي

بل شريفٌ وعفيفٌ يلمَعي

حوَّلٌ ميمونُ خَلقٍ ألمعي

قُلَّبٌ كشّافُ حيلاتِ الغَدَر

نَطِسٌ بل نَدِسٌ ثمَّ تَبِن

أريجِيُّ ثمَّ شيحانٌ فَطِن

ثُم خرّاجٌ وولّاجٌ طَبِن

فكِهٌ بل مِذيلٌ يأبى السكر

هل يخون العهد أولاد الكرام

لن أخونَ العهد لو عمري تَبَر

كيف أسلو لأخٍ كان الولي

ليس لي سلوى وجسمي ينسِلي

إنما للنوح داعٍ لي ولي

من رأى صابي وأوصابي عَذَر

كيف أسلو راح روحي والصفا

ودموعي تخرق الصَلدَ الصَفا

لوملكتُ الأرض عيشي ما صفا

لن يعيض الكون طرّاً والمدَر

كيف أسلو مفرداً باهي الشِيَم

في علاءٍ وذكاءٍ وكرَم

سائلي عن وصف ذيّاك العلَم

مق صفاتٍ تبتليهِ بالأمَر

وهو طلّاعُ الثنايا عبقري

ناعمُ الأَخلاقِ هشُّ المكسَرِ

وخطيرٌ خيِّرٌ عن خيِّرِ

كابرٌ عن كابرٍ فيهِ الخير

مِقولٌ ثمَّ فصيحٌ وحليم

لَسِنٌ لكن بليغٌ وحكيم

نَطِقٌ منطيقُ دهرٍ وفهيم

وحُذاقيٌّ ذليقٌ يُعتَبر

فَيهٌ ثمَّ سليقيٌّ نقاب

مُفلِقٌ بل فاضلٌ بحرٌ عُباب

عاملٌ بل كاملٌ شَهمٌ يُهاب

كَمِلَت فيهِ السجايا عن صِغَر

إن تَرُم مَعرفهُ زاهٍ بهيج

ووضيءٌ زاهرٌ ضوءاً يهيج

نورهُ لمّا انطفى زاد الأجيج

في فُؤادي بلَظىً يحكي سَقَر

أسجحٌ ثمَّ أغرٌّ وطليق

يُخجلُ الأقمارُ زهواً وبَريق

وبهيٌّ نورهُ نورُ الشَقيق

شَفَقٌ مزجٌ بياضٌ في مَكَر

يا عذولي لا تلمني في حَزن

ليس ينسينيهِ موتي والكَفَن

ذا مقيمٌ للتلاقي في عَدَن

إذ يُنادى البارىءُ الموتى نَشَر

يا عذولي لا تلمني في ولا

ملكِ روحي ووحيدي في الملا

ما لقلبي فاصلٌ كلّا ولا

ينثني عنهُ بابرام النَذَر

يا عذولي دَع ملامي واعذُرِ

قلب عانٍ بالنوى لم يَصبِر

لو رأت عيناكِ فِنَّ المنبرِ

جمِدَت والصدر أضحى في حصَر

أين إخواني ونُظّامُ القريض

ينظروني في خِضَمٍّ من جريض

ودموعي خَضَّبت ثوب الحضيض

زادت الإسعار لم تترك نضَر

يا أولى الأشعار ما لي من خليط

باغترابي في مصابي ذا البسيط

كم أراني في حشا بحرٍ محيط

من غمومٍ موجهُ لا يُزدَجَر

يا أولي الأشعار زادت لهفتي

أدركوني العجتني زفرتي

من سخين الدمع ذابت مقلتي

مزَّعت عقلي نُبَيلاتُ السَدر

يا أولى الأشعار ما منكم نصيف

علِّلوني سوِّفوا قلباً شَغيف

أمِّلوني إن محبوبي يضيف

منعماً في وصلةٍ بعد الشَتر

بات شعري بانحطاطٍ وانكسار

بانَ ذهني لم يَعُد لي من مدار

زائقٌ بلوايَ نال الإختبار

ذا دليلٌ واضحٌ بالمختصَر

لم يَعُد عنديَ فكرٌ للنظام

ذاب جسمي أُنحلت مني العِظام

جاءَني الكَيسان في جيش اللئام

وغزاني دون عِلمٍ ووَجَر

لم يكن بالبال بلبالٌ حصَل

لا ولا أُزكنَ إلّا مذ وصَل

بات قلبي إذ رأى الخلَّ انفصل

كعجاج الخفقِ في يوم النَفَر

يا أولى الألباب عذراً عن يقين

إن دهري جاءَ في سؤلي ضنين

ورماني في أيادي الأطوَرين

بين أرزاء ودهياء الغبر

لم يكن لي يا أولي الألباب باب

أن أرى شمسي من بعد الغياب

كم وكم خِدنٌ توارى في ذهاب

ثم وافى الآل في باهي الغَرَر

يا أولى الألباب هل لي من فرار

من يد المعتزِّ في خلع العِذار

صاح ناعي البين في بوق البَوار

إن من يلغو بهذا قد كفَر

لا أرى الخنساءَ تحكيني شُجون

لا ولا من جاءَ في ماضي القُرون

ما إلى طوفان نوحٍ من هُتون

مدمعي لما كما الغَمرِ انفجَر

بات قلبي في يدِ البلوى صريع

يستقي عند الظما قاني النجيع

وفوادي من فم الرقطا لسيع

زال عمري واعترى بدري الخمَر

يا مصابي هل أريي في أن تهون

أم زوال العمر أحرى أن يكون

قيلَ لي يا صاح ذا أمرُ المنون

دع مقالاً واتخذ منهُ العبر

ما لامرءٍ أن يرى منهُ خلاص

لا ولا من كيدهِ يلقى مناص

أمرُ حتمٍ جابرٌ عاماً وخاص

خُطَّ بالأفراق ما بين السَرَر

دَع نحيباً يا أخا البلوى على

فقد تهوىو إن طال القِلا

حاور السلوى وسل ربَّ العُلا

لن يَسُرَّ اللَهَ إلّا من صَبر

كيف أسلو من بقلبي كل حين

ناصري مع فتح توفيقي المُبين

بعدهُ لا التقي دهراً معين

غيرَ مولايَ الذي في ذا أمر

يا مليك المُلك يا ربٌّ كريم

يا إلهٌ واحدٌ مولىً عظيم

يا فريدٌ صمدٌ بارٍ رحيم

جد لعبدٍ بعد ضيقٍ في نَهَر

يا سليمٌ سالمٌ ثُمَّ سلام

يا عليمٌ عالمٌ سِرَّ الأنام

عم بمثوى مهجتي دار السلام

بين أملاكٍ بإخدار السأر

يا إلهٌ قادرٌ مبدٍ مُعيد

ورقيبٌ وحسيبٌ وشهيد

عادلٌ ليس بِظَلّام العبيد

عم عليهِ في نعيمٍ وحبَر

يا كبيرٌ ومجيرٌ ووهوب

أنت جبّارٌ وجبّارُ القلوب

لا تريهِ راحمٌ وجها غَضوب

بل محيّاً في سما الرُحم ازدهَر

يا إلهي أنت غفّارُ الذنوب

جُد لهوأنعم عليهِ في ذَنوب

أنتَ يا ربّاهُ سَتّارُ العُيوب

أنت ربٌّ خيرُ من ذنباً غفَر

يا إلهي أنت نَوِّلهُ نداك

يا إلهي أنت سكنهُ عُلاك

يا إلهي ما لهُ غوثٌ سواك

ما للاج صاحَ ربّي وانقهَر

يا إلهي أنت نوِّر قبرَهُ

يا إلهي أنت فتح صدرَهُ

يا إلهي عم عليهِ بامتنان

في نعيمٍ ليس فيهِ من خَسَر

يا إلهي أنت مبدي العالمين

يا إلهي أنت مفنني الظالمين

يا إلهي أنت رُحم الراحمين

ما أتى عُلياكَ عبدٌ وانثَبر

كلُّ عبدٍ لحمى البكر التجى

فاز بالفردوس دهراً ونجا

قل لِمَن يبغى بأرخٍ فرجا

كل شيءٍ بقضاءٍ وقدَر

شرح ومعاني كلمات قصيدة عيشة المرء كما ظل عبر

قصيدة عيشة المرء كما ظل عبر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها مئتان و واحد.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي