عيون المها بين الرصافة والجسر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر لـ محمد الباجي المسعودي

اقتباس من قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر لـ محمد الباجي المسعودي

عُيونُ المَها بَينَ الرصافَةِ وَالجِسر

لِفَقدِ خَميسِ الزينِ أَدمُعُها تَجري

وَأَسعَدَها بيضٌ نَواعٍ نَواعِمٌ

جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لي الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن

نَبَذتُ الصبا أَو حُلتُ عَن قَهوَةٍ بِكرِ

فَلا تَحسَبا أَنّي جَليدٌ وَأَنَّني

سَلَوتُ وَلَكِن زِدنَ جَمراً عَلىَ جَمرٍ

سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما

تَخَطَّفَها صَقرٌ وَطارَ إِلىَ وَكرِ

وَرُعنَ بِمَنعاهُ القُلوبَ فَكُلَمّا

يُشَك بِأَطرافِ الردَينيَّةِ السمرِ

وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّة ما لَنا

هَوى بَدرُنا بِالرَغمِ مِنّا إِلى القَبرِ

وَكُنّا بِأُفقِ الأُنسِ وَاللَهوِ زينَةً

نُضيء لِمَن يَسري إِلَينا وَلا نَقري

وَلا نَيلَ إِلّا مِن تَزَوَّدِ ناظِر

وَسَمعٍ مِنَ الزينِ المُساجِلِ لِلقُمري

وَلا أَمَلٌ يُلهي المَشوقَ بِمَوعِدٍ

وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري

أَحينَ أَزَلنَّ القَلبَ عَن مُستَقَرّهِ

أَعَلِّلُ نَفسي بِالسلُوّ وَبالصَبرِ

رَقُمنَ لِنَعيِ الرينِ حَسرى بِمأتَمِ

وَأدمَينَ ما بَينَ الجَوانِح وَالصَدرِ

أَلا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بِلمَّتي

وَكُنتُ كَقَيسٍ وَامرىءِ القَيسِ ذي حجر

وَلَكِنَّما أودى الشَبابُ وَإِنَّما

فَقَدتُ خَميساً بَعدَ خَمسينَ مِن عُمري

وَحُرِّمتُ صَيدَ الغيدِ قَسراً لأنَّها

تُصادُ المَها بَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ

أَما وَبَياضٌ راعَهُنَّ لَرُبَمّا

بَكيَن كَما تَبكي الخُناسُ عَلىَ صَخرِ

وَحُلنَ عَنِ العَهدِ الوَثيقِ وَطالَما

عَبَرنَ بِنا ما بَينَ سَحرٍ إِلى نَحِرِ

وَبِتنا عَلى رَغمِ الحَسودِ كَأَنَّنا

حَلَلنا مَكانَ السِرِّ مِن كاتِمِ السِرِّ

تَمازَجَتِ الأَرواحُ مِنّا فَخِلتُها

خَليطَين مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ

وَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُ

وَدَهراً مَضى وَهوَ النَفيسُ مِنَ العُمرِ

وَحاوَلنَ غَدراً بَعدَ بُعدِكَ في الثَرى

فَغَيرُ بَعيدٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ

كَفى بِالهَوى شُغلاً وَبِالشَيبِ رادِعاً

وَبالمَوتِ تَهديداً وَباللَّحدِ في القَبرِ

أَلَم يَكُ في مَعناهُ يا صاحِ زاجِراً

لَو أَنَّ الهَوى مِمّا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

خَليليّ ما أَحلى الهَوى وَأَمَرهُ

وَما هُوَ إِلّا الشُهدُ قَد شيبَ بِالصَبرِ

تَرَوحَنَ حَتّى بَثَّ لي سِرَّ كُنهِهِ

وَأَعلَمَني بِالحُلوِ مِنهُ وَبالمُرِّ

بِما بَينَنا مِن رَحمَةٍ هَل رَأَيتُما

حَكيماً دَرى قَبلي بِما فيهِ مِن سِرِّ

وَهَل شِمتُما في خالَتَيهِ شَمائِلاً

أَرَقَّ مِنَ الشَكوى وَأَقسى مِنَ الهَجرِ

وَأَفضَحَ مِن عَينِ المُحَبِّ لِسِرِّهِ

غَداةَ نَعوا مَن يَملأُ السَمعَ بِالدُرِّ

تَبوحُ بِما يُخفي الشَجيُّ مِنَ الهَوى

وَلا سِيَّما إِن أَطلَقَت عَبرَةً تَجري

تَنُمّ عَلى أَيّامِ أُنسٍ بِهِ مَضَت

سَقى عَهدَها المُنهَلُّ مِن وابِلِ القَطرِ

سَلامٌ عَلى اللَذاتِ بَعدَكَ كالصبا

وَباللَهِ يا رَيحَ الصبا عِندَما تَسري

تُبَلِّغ خَميسَ الزينَ عَنّي تَحيَّةً

تَسيرُ عَلى الأَيّامِ طَيِّبَةَ النَشرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر

قصيدة عيون المها بين الرصافة والجسر لـ محمد الباجي المسعودي وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن محمد الباجي المسعودي

محمد الباجي المسعودي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي