غاب الخطير فأمسى القطر في خطر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غاب الخطير فأمسى القطر في خطر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة غاب الخطير فأمسى القطر في خطر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

غاب الخطيرُ فأمسى القطر في خَطَر

والآن مذ آب بآء الأمن بالخطرِ

إذ ناءَ ناءَت ذكا الأنوارِ من فلكٍ

فبات لبنان أعشى في دجى الكدرِ

إبّانَ بانَ فبانَ النور من قمرٍ

أزهى بزاهي سناهُ دارة القمرِ

واعتزَّ رأس الرواسي شامخاً شرفاً

واهتزَّ تيهاً بعجبٍ غير منحصرِ

وصفَّق الدوح بالأغصان عن طربٍ

أوراقهُ قد شدت كالورق في السحرِ

وكم تبلَّجَ ثغرٌ بالصفاءِ كما

أضحى الصفا مسفراً عن مبسم الدُررِ

والدوح يزهو بنور النور في غسقٍ

يزري بِزُهرِ السما في زهوة الزَهرِ

راقت مناظرهُ ذرَّت أزاهرهُ

طابت مصادرهُ سؤلي بذا الصَدر

فاضت جداولهُ ضاءَت منازلهُ

صاحت بلابلهُ في كل مبتكرِ

يا طور أرمينيا لبنانُ فاز بما

ضيَّعت من آل بيت المجد والظفر

وأرزهُ قد سما حتى السماك علاً

وفاق في فخرهم عن كل مفتخرِ

إن قيل شاخ فقل عادت شوامخهُ

تنمو مرفَّلةً بالسندس النضر

إن جدد اللَه طوفاناً بأزمنةٍ

فكن أيا نوح يقظاناً على حذرِ

وأترك أرارات وألقي الفلك فوق شوى

لبنانَ أسمى الذرى ذا نصحُ ذي عبرِ

وأنظر إلى أرزهِ الموموق من أزلٍ

في عين حفظ الحفيظ الفاطرِ الفِطرِ

شيخ الرواسي الذي ما ضرَّ رونقهُ

جذبُ السنين ولن يفنى مدى الدهرِ

قد كان منتظراً داود مالكَهُ

والآن وافاهُ غوثاً خير منتظر

يا مالكاً طودنا أنت الحريُّ بهِ

فاسلم له آمناً يحميهِ من ضررِ

إن قيل أهلاً يكون القول عن ولهٍ

كما يقول الثرى الظمآنُ للمطرِ

تشين شأنك الفاظ الترحب إذ

أنت المليكُ وإن قد غبت في سفرِ

لئن تباعدت ذاتاً إنَّما عملاً

أبقيت كاس الصفا تزهو بلا عكرِ

نعم بلا العين لا يجدي الورى أثرٌ

لكنَّ عدلك أحياناً على الأثرِ

فالشمس أن بعدت عند الظهيرة قد

تزداد في مدد الأنوار للبصرِ

يا راحماً مد أنظار المراحم عن

طيِّ الفراسخ عطفاً ايذُما نظرِ

بعداً وقرباً تراعي عين يقظتهِ

شعباً وتأبى الكرى عشّاقة السهرِ

شهمٌ تفرَّد في حكم وفي حكَمٍ

أفديهِ من ماجدٍ سامي الذرى جهِرِ

زادت مفاخرُهُ والحق ناصرهُ

جلَّت عناصرهُ عن سائر البشر

مولى عطوفٌ رأوفٌ عادلٌ حكمٌ

وليُّ بطشٍ سما عن كل مقتدرِ

لهُ مع الحزم آراءُ محكَّمةٌ

وشيمةٌ مالها في الناس من خطر

إن هزَّ صارمهُ إبّان معركةٍ

تلقي الأسود لدى الإيماءِ في دَعَر

يقدُّ في حدِّ مصقول الفِرند شوى

شمّ الجبال ويوني شدَّة الحجرِ

ندبٌ حليمٌ سليمٌ القلب ذو دعةٍ

شهمٌ كريم إمام البدو والحضرِ

لما رأى شعبهُ قد أنّ مرتبكاً

يشكو خطوباً صريع البؤس والضجرِ

قد همَّ في همةٍ علياءَ يشفعها

سديد رأيٍ علا في جودة الفِكرِ

رقى سبوحاً عجيب الجري يُظهرُ من

جنحيهِ ناراً بقلب الماءِ في شَررِ

وسار يقصد دار السعد حيث بها

مناهل الفوز بالآمال والوطرِ

باب العزيز الذي ما أمه أحد

إلّا وأضحى عزيزاً غير مفتقرِ

ملك الملوك سليل المجد من قدمٍ

ظلُّ الإلهِ مغيثٌ كل ذي حسرِ

ناجاه داود يا مولاي مرحمةً

لبنانُ باكٍ ومنهُ الدمع في حدرِ

وافيت أقرعُ بابَ الجودِ في طلبٍ

حاشاك ترجعني في حالة الخفر

أجابه العاهل الكبّار كن فرحاً

وخذ حسام عزيز الملكِ وأيتزر

واغنم بما شئت من جداوي مكرمةً

عن حلم عثمان حدِّث كل ذي خير

وعُد بفوزٍ بأرخٍ واصفٍ فلقد

أوتيتَ سؤلك يا موسى على قَدرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غاب الخطير فأمسى القطر في خطر

قصيدة غاب الخطير فأمسى القطر في خطر لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي