غب لثمي مواطئ الأقدام

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غب لثمي مواطئ الأقدام لـ عمر الرافعي

اقتباس من قصيدة غب لثمي مواطئ الأقدام لـ عمر الرافعي

غبّ لثمي مواطئَ الأَقدامِ

وَاِلتماسي منكِ الرِضى بِدَوامِ

أَبتَدي يا أُميمُ في وَصفِ حالي

منذ فارَقتُ مَوطِني وَمقامي

وَحَديثُ النوى لعمري عجيبٌ

فيهِ تُروى عَجائِبُ الأَيّامِ

فَأَعيريهِ سمعَكِ وَاِمنَعيه

دمعَكِ إِن هَمى كدَمعي الهامي

لا تَقولي واحَسرَتي كَمَقالي

بِنَواك وَلا تَهيمي هيامي

إِنّ قَلبي الشَجِيّ زاد شُجوناً

لَيلَة البينِ من ليالي الصِيامِ

لَيلَةٌ لَيتَها اِنطَوَت وَلم أَدرِ فيها

كيف طيّ الحَشا وَنَشر العِظامِ

لَيلَةٌ حرت في دجاها فَلَم أه

تَدِ فيها إِلى طَريق السَلامِ

وَالأَسى يَبعَث الأَسى مُستَفيضاً

كَدُموعي تَفيضُ فيضَ الغمامِ

لَم أَنُح كَالحَمام خوفَ حمامٍ

بَل لِفَقد الحمى فَتاه المحامي

إيه داراً طرقتُها في ظَلام ال

ليل أَبغي قرى أهيل الخِيامِ

كيف آويت طارِقاً وَوَسعتِ

راجِياً ما أَقام طيبَ الإقامِ

إيه كَيف اِستَقبلت ضيفك بالتر

حيبِ وَالإِحتِرامِ وَالإِكرامِ

كيفَ آمنتِ خائِفاً مُستَعيذاً

من عُيونٍ كَعاشِقٍ مُستَهامِ

إيه دارَ العَلِيّ وارِث جدٍّ

كانَ عزّاً لملَّة الإِسلامِ

أَينَ زالَ الولِيُّ طابَ ثَراهُ

أَينَ أبناؤُه بنو الأَعمامِ

ثارَ الدَهر حيثُ ثارَ عَلَيهِم

وَتَغاضوا عنهُ تَغاضي الكرامِ

وَتَمادى في الأَمرِ حيثُ فَرق شمل ال

جَمع من بعد جمعه باِلتِئامِ

ما أَرى منهمُ برحبِك يا دا

ر مقيماً سوى حفيظ الذِمامِ

عُمريّ الأَخلاقِ ذاكَ سميُّ ال

جدّ ذاكَ الهمام وَاِبنُ الهمامِ

عمر اللَهُ فيه بيتاً كَريماً

عُمَريّاً سما عَلى كُلّ هامِ

طبت نَفساً بِهذِهِ الدار لكِن

وُجهَتي طيبَة وَدارُ السَلامِ

وَصَديقي لا زالَ يحيى صَديقي

لَم يَدعني في يَقَظةٍ أَو مَنامِ

غير أَنّ الأَوهام إِذ دهمته

أَبدَلتهُ الإِقدام بِالإحجامِ

فَتَوَلّى عَنّي لداعٍ دعاه

لا يُبالي إِن لمتهُ بِمَلامِ

وَعَجيبٌ يَموت بِالوَهمِ قَومٌ

وَأُناسٌ تَعيشُ بِالأَوهامِ

رُبَّ داءٍ يصِحُّ منهُ دَواءٌ

باِعتِلال العُقول وَالأَجسامِ

من عذيري إِن همتُ ثمَّ عَلى وج

هي وَعذيري بادٍ لكلّ الأَنامِ

آه كم ذا أهيم في كلّ وادٍ

وَالأَسى بي مبرّحٌ بِدوامِ

كم وَكم شاهِقٍ بلغتُ ذُراه

إِذ تسَنَّمتهُ عَلى أَقدامي

وَلَكَم مغارَةٍ بتُّ فيها

رابضاً كَالأسود في الآجامِ

غَير أَنَّ الطوفان عمَّ جَميع ال

أَرضِ أَينَ المَفَرُّ فيمَ اِعتِصامي

غير بِدعٍ إِن لَم تكن عصمتني

مِنهُ علما وَلا ذَرى الأَعلامِ

فتوسّلتُ يا أُميمُ بِأُمّي

لأَبيها عَلَيهِ أزكى السَلامِ

وَتَشفّعت من ذنوبي وَقيعاً

بِشَفيع الوَرى بِيَوم الزحامِ

فَحَباني القبول برٌّ رَحيمٌ

رحمَةً منهُ في ذَوي الأَرحامِ

وَأَتتني بُشرى القبول مناماً

حينُ وافيت مضجَعي وَمنامي

مَثَّلَت لي رُؤيايَ أَنّي مريضٌ

لازَمَتني الآلامُ كلّ لزامِ

فَأَتَتني بِالروح أَرواح أَهلي

كَالهيولى خَلت عن الأجسامِ

فَتَهَيّبتُها فَأَغضَيتُ عنها

فَغَدا الطرف قاصِراً لاِحتِشامِ

غير أَنّي أَدرَكتُ أَن رَسول ال

لهِ فيهِم إِدراك ذي إِلهامِ

وَالبتولُ الزَهراء بَل والدتها

وَنِساءٌ طهرٌ وَقَفنَ أَمامي

قَلَّبتني الأكُفّ منهُنّ ميتاً

وَبِها عشتُ بَعدَ موتٍ زُؤامِ

يا لَها من عيادَةٍ لسقيمٍ

نالَ فيها الشِفا من الأَسقامِ

عادَني الجَمعُ ثمّ عادَ فَوَلّى

فَتَمَثَّلتُ مفرداً بِقِيامي

فَإِذا البتول روحي فَداها اِل

تزمتَني في الأَمر كلَّ اِلتِزامِ

فَتَقدّمتُ شاكِراً حينَ لثمي

يدها ثُمَّ أَخمصَ الأَقدامِ

وَشَكَرتُ الَّذينَ كانوا فَأهدي

تُ سَلامي إليهِمُ وَاِحتِرامي

عَرَّفتني أُمّي شُؤونيَ رمزاً

إِذ أَشارَت بِأَمرِها لِلشّامِ

جعَلتني بيت القَصيد بِأَمرٍ

ضَلَّ قصدي فيهِ وَضلَّ مَرامي

لَو تَكلّمتُ فيهِ طول حَياتي

بِاِنتِظامٍ لم يَنتَظِم في الكَلامِ

بَينَ لَفظٍ وَبَين لَحظٍ مُشيرٍ

قَد يؤدّى المَعنى إلى الأفهامِ

وَلِهذا أشير من غير لفظٍ

لِشُؤوني ضَرباً من الإيهامِ

حسبيَ اللَهُ كم عثرتُ فَكانَت

عثراتي تربو عَلى أيامّي

كَم تَأَلَّمتُ في الحَياةِ وَحَسبي

ما أُلاقي من كَثرَة الآلامِ

أشفَقت أُمِّيَ البتول على تق

صير عُمري وَقد أَحمّ حمامي

فَسَعت سَعيَها الحَثيث لتخلي

صي فرُدَّت خصومة الأَخصامِ

وَهدتني إلى السَلامَةِ في الدي

نِ وَقد قامَ قائِم الإسلامِ

وَاِعتَنَت بي في الأَمرِ كلّ اِعتِناءٍ

حَيثُ تَهتَمّ لي أَجلّ اِهتِمامِ

فَاِلتَزَمتُ الهدى بنورِ هداها

بعد أَن خضتُ حائراً في الكَلامِ

تِلكَ رُؤيا رَأَيتُها وَهي حقٌّ

فَسَّرتها وَقائِع الأَيّامِ

ذُقتُ فيها الحَياةَ طَعماً جَديداً

طَيِّباً فَوقَ طيب كلّ طَعامِ

حقِّق اللَهُ لي بشارة أُمّي

يقظَةً إِذ أَتت بِها في المَنامِ

لَم أَخل قَبلها السَلامَة حقّاً

لا وَلا الأَمر يَنقَضي بِسَلامِ

قَد تَوَكَّلت في الشُؤون عَلى اللَ

ه وَحَسبي لما قَضى اِستِسلامي

لا أبالي بِما أعدَّ عداتي

لاِنتِقامٍ مِنّي وَأَيّ اِنتِقامِ

إن يكُ السِجن فهوَ لِلسَيفِ غمدٌ

أَو يَكُ النَفي فهوَ نَفي الخِصامِ

هل يُعاب الصمصام إِن أَغمدوهُ

بَعد أَن جرّدوه في كُلّ هامِ

أَو يُشان البُعد الَّذي قَصدوه

وَهو لا شَكَّ مَقصدي وَمَرامي

يا إِلهي وَمن يَصير إلَيهِ ال

أَمرُ يا ذا الجَلالِ وَالإِكرامِ

جُد بِعَفوٍ فَأَنتَ لِلعَفوِ أَهلٌ

وَخَلاصٍ بِجاه خير الأَنامِ

لا أُطيق الحكم الَّذي أَبرَموه

وَهو حُكم بِالشَنقِ وَالإِعدامِ

كُلّ خطبٍ دونَ المَنِيَّة سهلٌ

عندَ مُستَهلّ الخطوبِ الجسامِ

قيلَ لي قَد حكمت بِضع سِنينٍ

كلّ يَوم بِالسِجن في أَلف عامِ

فَتَماسَك بِالصَبر وَالصَبر خيرٌ

من قَضاءٍ فيه القَضاء الهامي

إِنَّما السِجن لِلنُّفوسِ كَحَمّا

مٍ وَما ذا عَلَيكَ بِالحَمّامِ

خلوة السِجن رَوضَة لتقيٍّ

صائِمٍ قائِمٍ أَجلَّ قِيامِ

خلوةٌ في السلوك تُحسَبُ عندَ ال

حقِّ وَالخَلق خطوةً لِلأَمامِ

فَسَلامٌ يُهدى لِوارِث خير الر

رسل مهديّه وَألف سَلامِ

ذا مَقال وَعيتهُ وَهو حقٌّ

صحّ مَعناه في صَحيح الكَلامِ

غير أنّي لا شَكّ أَضعَف خلق ال

لهِ وَهو القَوي نعم المُحامي

لَست أَقوى عَلى اِحتِمالي ضيق الس

سجن وَالسجن مدفن الأَجسامِ

لَست أَنسى الأَسى وَقد هَدّ ركني

لَست أَنسى وَداع ذاتِ اللِثامِ

ذهلت عَن لِثامِها وَلَم تطرحه

ذات يَوم في العُمر مُنذ الفطامِ

ذهلت عنهُ إِذ رَأَتني مُحاطاً

بِالعِدى من خلفي وَمِن قدّامي

هالَها الأَمرُ وَهو خطبٌ مَهولٌ

أَيُّ خَطبٍ من بعد موتٍ زُؤامِ

فَتَماسَكتُ إِذ دُهِشتُ بِمِرآ

ها فَأَمسَكتُ عَن حَديث الملامِ

وَوَداعي لَها غَدا نَظَراتٍ

وَهي تُبدي نَظيرَها بِاِحتِشامِ

رَبّ فَاِرحَم مُصابَنا وَأَجرنا

من صُروف الزَمان وَالأَيّامِ

وَاِنتَصر لي عَلى العدى من قَريب

مِنكَ نَصراً مُؤزَّراً بِدَوامِ

وَأَنِلنا جوار خَير البَرايا

وأَقِمني في جُملَة الخُدّامِ

رَبّ حَقِّق فيهِ الرَجاء وَبلّغ

هُ صَلاةً مقرونَةً بِسَلامِ

وَكَذا الآل وَالصَحابَة جَمعاً

وَخِتام المَديح حُسن الخِتامِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غب لثمي مواطئ الأقدام

قصيدة غب لثمي مواطئ الأقدام لـ عمر الرافعي وعدد أبياتها ثلاثة و تسعون.

عن عمر الرافعي

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام. قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربية وصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله: مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب. انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور. له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.[١]

تعريف عمر الرافعي في ويكيبيديا

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (17 أغسطس 1882 - 1964) (3 شوال 1299 - 1384) فقيه مسلم وقاضي ومتصوف نقشبندي وصحفي وشاعر عربي لبناني. ولد في مدينة صنعاء باليمن حيث كان والده رئيسًا لمحكمة استئناف الحقوق. تلقى دروسه الأولى بطرابلس ثم بيروت. ثم أكمل دراساته الحقوقية في أسطنبول والقاهرة. من مشايخه المصريين محمد عبده، حسين المرصفي ومحمد بخيت المطيعي. مارس المحاماة بمدينة طرابلس. تنقل في محاكم عدة مدن في بلاد الشام. كما مارس التدريس في عدة مدارس وكليات. سجن مدة سنتين أثناء الحرب العالمية الأولى. ثم أطلق سراحه بعد الحرب ليتولي قضاء في عدة مدن لبنانية. سلك النقشبندية في المدرسة الشمسية بطرابلس. توفي بها. له مؤلفات في الأدب وديوان مديح نبوي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عمر الرافعي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي