غداة النوى قد جف بحر المواهب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غداة النوى قد جف بحر المواهب لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

اقتباس من قصيدة غداة النوى قد جف بحر المواهب لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب

غداةَ النوى قد جفَّ بحر المواهبِ

وأغشَت شموس الطهر بُردُ الغياهب

وغابت من العلياءِ شمس فضائلٍ

فأخلت من الأنوار زُهرَ الكواكبِ

أميرة مجدٍ بان بالبين بدرها

وأبقت لنا أبدارَ ذكر المناقب

سليلة فخرٍ من بني اللمع قد سرت

بجنح ظلامٍ فوق دهم المراكبِ

عفيفة نفسٍ فاقت الناس عفةً

شريفة قِنسٍ من أعالي المراتبِ

مليكة حسنٍ قد تجلّى جمالها

بأنوار خلقٍ لا برخي الذوائب

غزالة طُهرٍ قد تسامى عفافها

كما قد سمت حسناً على كل كاعبِ

حصينة خدرٍ لن ترى الدهر شائناً

فحاشا فما للشمس مرءٌ بعائبِ

تسامت كمالاً فوق سَمكِ السما عُلاً

وحازت سناءً في جميع المذاهب

رفيعة قدرٍ في فخر كل إمارةٍ

جليلة شأنٍ فاق عن مدح راغبِ

لكم قد أبت ألّا يمسَّ بنانها

نواعم خز من فخيم الجلاببِ

وكم أزعج التهجيد فوق أسرَّةٍ

لطيف سجاياها بقلبٍ وقالبِ

فيا عجبي أنّى توسَّد بدرها

برمسٍ وبات التربُ فوق الترائب

أفعلةُ موتٍ بالمليكَة أم أبت

جلوس قصور ثم قربَ الأقاربِ

تخلَّت عن الأوطان كالشمس أغربت

وهلّا شروقٌ بعد سكني المغاربِ

منونٌ تعدَّت في حسام خيانةٍ

أحلَّت بنا بؤساً بشؤم المصائبِ

وصالت بغدرٍ في العباد فزعزعت

مباني حصون المجد من كل جانبِ

فتعساً للها ألفاً بألفٍ مكرراً

وتبّاً لها ما دام ندب النوادبِ

لكم سحَّت الأجفان من غدرها دماً

وكم فتَّت الأكباد قبحُ النوائبِ

وكم قد دعت عمداً أخا البأس بائساً

صريع شجونٍ بين خدش المخالبِ

أضرك منا يامنون سرورنا

بمحفل أنسٍ فيهِ جمع الرغائبِ

فجُرتِ بِصَمصامٍ على بانةِ النقا

وصلتِ على الألبابِ في حدِّ قاضبِ

تلقَّفتِ ذات الفخر والمجد والتُقى

وصحتِ فلا ردٌّ عليكم بذاهبِ

فما تلك إلّا بنت عزٍّ أميرةٌ

كريمة أصلٍ تاج رأس المناصبِ

تناءَت عن الآل الكرام وغادرت

حريزَ النُهى ما بين سلبٍ وسالبِ

صروح المعالي أظلمت حومة الضحى

وأمست شؤونُ الدمع خال الهواضبِ

غدت ورقها خرساءَ من بعدها بها

وقد أزعج الأسماعَ صعقُ النواعبِ

وأمسى بها القمري لدى البينِ نائحاً

حنين اليتامى من خطوب الشطائبِ

ينادي على الركبان سيروا بنا الفضا

لِنَنسابَ مثل الصلِّ بين السباسبِ

نجوب مفازاتٍ نجدّ السرى عسى

يروق لنا وجدنا خير الحسائبِ

ألا صادحات الحي حيي على الصبا

عساها تناجينا ببعض الجوائبِ

فهلّا مآبٌ بعد ذا البعد والنوى

أيُحمَدُ عودٌ عند ربعٍ مراقبِ

أعلّل فكري بالأياب وإنما

أراني بأشجاني خليطَ السَراهبِ

أخادع نفسي علَّ ذلك كاذبٌ

وليس بأخبار المنون بكاذبِ

لكم ذوَّبت قلباً وأبكت محاجراً

وكم أظلمت أنوار زاهي الثواقبِ

وكم هدَّمت أركان صرحٍ مُمرَّدٍ

من السُرّ بالضراءِ فعل الخوالبِ

إلى م أيا ذا الموت ذا الجور في الورى

وحتى م لا ترتاد غمد القواضبِ

فما ضرَّ بالأكوان قِدماً وطالما

يضرُّ البرايا في شديد التجارب

كما قد أضرَّ الناس في خطف شمسهم

برأد الضحى إبان غض الشبائبِ

صبيَّة عين الدهر بل روح روحه

مليكة لطف الكون عزُّ المطانبِ

ليبكِ عليها الآلُ ما ذرَّ شارقٌ

وما بان عِرسٌ في أكفٍّ خواضبِ

ليبكِ نداها كل لاجٍ وسائلٍ

لقد فَرَّ بذلُ المال عن كل طالب

ليبكِ صروحُ المجد دهراً تاسفاً

على نوح ورقٍ حاسراتٍ عواذبِ

ليبكِ ربوعُ الأنس ما قد توحَّشت

وقد عُزَّ عنها حسن نيل المآربِ

ليبكِ عفافٌ قد تسىمى بشأنها

وتجري شؤونٌ منهُ غمر السحائب

لعمري بكاها الكون طرّاً كما لقد

أجاد الجمادُ الصمُّ صبغَ المعاذبِ

أهذي فعال الشؤُم أم لؤم حاسدٍ

أحلّا لنا بالخِلب لسعَ العقاربِ

فسحيي شؤوني والمحاجر عندما

ويا حرَّ قلبي دُم كضربة لازبِ

حذارِ أيا من كان بالعمر طامعاً

ولا تنخدع فالموت بين المناكبِ

حذارِ أيا من كان باللهو غافلاً

تنصَّح فإن اللهو أقبح خالبِ

حذارِ أيا من كان كالطفل لاعباً

فغاية زهو اللعب ضُرُّ الملاعبِ

ألا أين كسرى أين دارا وتَّبعٌ

وباقي ملوك الكون مع كل عاقبِ

ألا أين فرسان الرهان وسبقُهُم

ومن كان قهّاراً خميس الكتائبِ

ألا أين قوّاد الجيوش وفخرهم

تساووا بسكنى الرمس في كل قاشبِ

وأين ذوو الألباب مع حزم رائهم

وما ذلَّلواهُ من جسيم الحوازِبِ

ألا أين أرباب الصدور وعلمهم

فغابوا من في الكون ليس بغائبِ

ألا أين ربّات الخدور وحُجبُها

مضينَ ولم تبقى بحجب الحواجبِ

فمن كان ذا حزمٍ إلى اللَه يتَّقي

وليس بغير اللَه مرءٌ بغالبِ

كما قد تسامت بالصلاح وبالتُقى

أميرتنا هندٌ بحسن العواقبِ

وحازت مقاماً لن يُبارى من المَلا

وسادت علاءً في صنيع العجائبِ

ومن طهرها قد ضاءَ بالرخ درُّها

ونالت لدى الرحمان أسمى المراتبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غداة النوى قد جف بحر المواهب

قصيدة غداة النوى قد جف بحر المواهب لـ حنا بك الأسعد بن أبي صعب وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن حنا بك الأسعد بن أبي صعب

حنا بك الأسعد بن أبي صعب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي