غدا في سماء العبقرية نلتقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غدا في سماء العبقرية نلتقي لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة غدا في سماء العبقرية نلتقي لـ علي الجارم

غداً في سَماءِ الْعبْقَرِيَّةِ نلتقي

وتجتمع الأَنْدَادُ بَعْدَ التَّفَرُّقِ

وَنذكر عيْشاً كالأزاَهِر لم يَطُلْ

وَوُدّاً كَمشْمُولِ الرَّحيقِ الْمُصَفقِ

وَنَضْحك من آمالِنا كيف أنَّها

أَصَاخَتْ إلى وَعْدِ الزَّمان المُلَفِّقِ

ونَسْبَحُ في أنْهَارِ عَدْنٍ كأنَّما

سَرَائِرُنَا مِن مائِها المُتَدَفِّق

ونَخْتَرِق الأجْواءَ بَيْنَ مُدَوِّمٍ

يَمَدُّ جَنَاحَيْهِ وبين مُصَفِّقِ

ذَكَرْتُ أَحِبَّائي وقَدْ سَارَ رَكْبُهُمْ

إلى غير آفاقٍ على غير أَيْنُقِ

أُودِّعهم ما بَيْنَ لَوْعَةِ وَاجدٍ

تَطِيرُ به الذِّكْرَى وَزفْرَةِ مُشْفِق

وَأَبْعَثُ في الصَّحْراء أَنَّاتِ شَيِّقِ

وهَلْ تَسْمعَ الصَّحراء أَنَّاتِ شَيِّقِ

تعلقتُ بالحَدْبائِ حَيْرانَ وَالِهاً

وكيْف ومَاذَا نافِعي من تعلُّقِي

لَمَسْتُ فلم أَلْمِسْ سوى أَرْيَحِيَّةٍ

من النورِ لُفَّتْ في رِدَاءٍ مُخَلَّقِ

أَتُدْفَنُ في الأرض الكنوزُ وفوقها

خَلاَءٌ إلى لأْلائِهَا جِدُّ مُمْلِقِ

ويَمْضِي الْحِجَا مَا بَيْنَ يومٍ وليلةٍ

كَلَمْحَةِ طَرْفٍ أَو كَوَمْضَةِ مُبْرِق

يضيق فضاءُ الأرض عن هِمَّةِ الفَتى

ويُجمَعُ في لَحْدٍ من الأرض ضيِّقِ

تَبَابٌ لهذا الدَّهْرِ مَاذَا يُرِيدُه

وأَيّ جديدٍ عنده لم يُمَزّقِ

يُصَدِّعُ من أَعْلاَمِنَا كلَّ راسخٍ

ويُطفِىءُ من أَنْوَارِنَا كلَّ مُشْرِقِ

هُوَ الموُتُ مَا أَغْنَى اسمه عَنْ صِفَاتِه

وعن كل ألْوَانِ الكلام المُنَمَّقِ

رَمَتْنِي عَوادِيه فإِن قلتُ إِنَّهَا

مَضَتْ بِأَمانِيِّ الحياة فَصَدِّقِ

أَأَحمدُ أين الأمْسُ والأمسُ لم يَعُدْ

سِوىَ ذِكرياتٍ للخيال المُؤَرِّقِ

كَأَني أراكَ اليومَ تخطُبُ صَائِلاً

وتَهْدِرُ تَهْدَارَ الْفَنيقِ المُشَقْشِقِ

تُنَافِحُ عن بِنْتِ الصَّحارِي مُشَمِّراً

وتَفْتَحُ مِن أسْرَارِهَا كُلَّ مُعْلَقِ

مَضَى حَارِسُ الفُصْحى فَخَلَّده اسْمُه

كما خلَّد الأَعْشى حَديثَ الْمُحَلَّقِ

فَقدْنَا به زَيْنَ الْفَوَارِسِ إِن رَمَى

أَصَابَ وإِنْ يُرْخِ الْعِنَانَيْنِ يَسْبِقِ

فَقُلْ للَّذِي يَسْمُو لذَيْلِ غُبارِهِ

ظَلمْتَ العِتَاقَ الشَّيْظَمِيَّاتِ فَارفُقِ

إِذا ما رَمَى عِنْدَ الجِدَالِ عَبَاءَهُ

رَمَاكَ بِسَيْلٍ يَقْذِفُ الصَّخْرَ مُغْرِقِ

فجانِبْ إذا كُنتَ الحِكيمَ سُؤَالَهُ

وَأَطْرِقْ إلى آرائِهِ ثُمَّ أَطْرِقِ

أَأَحْمَدُ إِنْ تَمْرُرْ بِوَالي فَحَيِّه

وَبَلِّغْه أَشْوَاقَ الفُؤادِ المُحَرَّقِ

طَويناه صيَّادَ الأَوابدِ لَمْ يَدَعْ

عَزِيزاً عَلَى الأفْهامِ غَيْر مُوَثقِ

لَهُ نَظْرَةٌ لم يحتَمِلْ وَقعَ سِحْرِهَا

غريبُ ابن حُجْرٍ أَو عَوِيصُ الفَرَزْدَقِ

أَحَاطَ بآثار الْخلِيلِ بْنَ أَحْمَدٍ

إِحاطَةَ فيَّاضِ البَيَانِ مُدَقِّقِ

إذا مَسَّ بالكَفِّ الجبينَ تدافَعَتْ

جُيُوشُ المعانِي فَيْلقاً إِثْرَ فَيْلَقِ

ويوماً مع الإِسكندريّ رأيته

يُجاذِبهُ فَضْلَ الْحَدِيثِ المشَقَّقِ

فَهَذَا يَرَى فِي لَفْظَةٍ غَيرَ مَا يَرى

أَخوه ويختارُ الدليلَ وَيَنْتَقي

فقلت أرى ليثاً وليثاً تَجَمَّعَا

وأَشْدَقَ مِلءَ العَيْنِ يَمْشِي لأَشْدَقِ

وأَعْجَبَنِي رأيٌ سَلِيمٌ وَمَنْطِقٌ

يَصُولُ على رأيٍ سليمٍ ومَنْطِقِ

وقد لوَّحتْ أيْدِيهِمَا فكأنّها

إِشاراتُ راياتِ تروحُ وتَلتَقي

ولم أَرَ في لفْظَيْهِمَا نَبْرَ عَائِبٍ

ولم أَرَ في عَيْنَيْهِمَا لَمْحَ مُحْنَقِ

فقلتُ هِيَ الفُصْحَى بِخَيرٍ وَإِنَّهَا

بأَمثالِ هَذَيْن الْحَفيَّيْنِ تَرْتَقي

وَلَمْ أَنْسَ نَلِّينُو وقَدْ جَاء فَيْصَلاً

بِحُجَّةِ بَحَّاثٍ وَرَأْيِ مُحَقِّقِ

وَفِكْرٍ لهُ مِنْ فطْرَةِ الرُّومِ دِقَّةٌ

ومِنْ نَفَحاتِ العُرْبِ حُسْنُ تَأَلُقِ

يُنَسِّقُ علم الأوّلين مُجاهِداً

ولاَ خَيْرَ في عِلْمٍ إذَا لَمْ يُنَسَّقِ

تَقَاسَمَهُ غَرْبٌ وشَرْقٌ فَأَلَّفَتْ

مَنَاقِبُهُ ما بَيْنَ غَرْبٍ ومَشْرِقِ

فَدَعْ ما يُغَطِّي الرّأس واسْمَعْه لا تجِدْ

سِوَى عَرَبِيٍ في العُرُوبَة مُعْرِقِ

إِذا صَالَ ألْقَآ الرُّمحَ كُلُّ مُنَازِلٍ

وإِن هو دَوّى سَفّ كلُّ مُحَلِّقِ

عَشقْناه وَضَّاحَ الْخَلاَئِقِ مُخْلِصاً

وَمَنْ يَكُ وضّاحَ الخلائق يُعْشَقِ

فَيَا مَجْمَعَ الفُصْحى عَزَاءً فَكُلُّنَا

إلَى الشاطِىءِ المَوْعُودِ ركّابُ زَوْرَقِ

وما عَقِمَتْ أُمُّ اللُّغَاتِ ولا خَلَتْ

خَمائِلُها منْ سَجْعِ كلِّ مُطَوَّقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غدا في سماء العبقرية نلتقي

قصيدة غدا في سماء العبقرية نلتقي لـ علي الجارم وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي