غذائي الحب يا من فيه حرمان
أبيات قصيدة غذائي الحب يا من فيه حرمان لـ إبراهيم عبد القادر المازني
غذائي الحب يا من فيه حرمان
منى له أبدا ماعشت نشدان
وهل غذائي إلا أن أراك وأن
يمر بالسمع لفظٌ منك فتان
وما أقل الذي أبغى وأيسره
لو كنت تنصف إن الحق عريان
ذنبي إليك هوى ينفك يعلنه
شعري وإحسانكم صدّق وحرمان
يا ليت أن ذنوب الناس قاطبةً
شعرٌ عفيف وأشواق وتحنان
عجبت ممن براه الحب كيف غدا
يقلي الهوى والهوى والحسن أخدان
لأي أمرٍ طويت الكشح عن رجل
عف الأديم لفضل فيه برهان
أخفت أن تأخذ العينان منقصةً
في حسنك الغض والإنسان إنسان
فقلت أعشى مآقيه بأدمعها
حتى أبيت وكل النقض رجحان
كذلك الشمس يعشى طرفها أبداً
والكون جهمٌ ووجه الجو غيمان
كلا لعمري لقد جلت محاسنه
من أن يكون بها عيبٌ ونقصان
أرق من دمعة التوديع طلعته
وقد تحمل للتوديع خلصان
وما ابتسامة ولهانين لفهما
بعد النوى وانصداع الشمل لقيان
يوماً بأعذب من حسن نسربله
عليه منه على الأيام ريعان
عبدت فيه آلها كنت أكفره
دهراً فأعقب نكرانيه عرفان
هذا نبيي ولم يبعث وليس له
إلّا الجمال وآي الحسن قرآن
آمن بالعين عن طوعٍ وفي سعةٍ
وآمنت من نفوس الناس آذان
لو أنه كان في وسعي ومقدرتي
أن ترسم اللحظ ألفاظٌ لها شان
وأن أصور في القرطاس فتنته
لقالت الناس هذا منك بهتان
سحرٌ لعمرك لم يمنحه من أحد
إلّا الملائك لا أنسٌ ولا جان
وشاعرق لبق التصوير يحكمه
أحكامه وخيال الفحل معوان
يكسوه من شعره ثوباً يخلده
وليس يبلى جديد الشعر أزمان
فما يعطل شيءٌ من محاسنه
إلّا غدا وهو بالأشعار حليان
ورب مسود سطرٍ أنت تحقره
تألق الحسن فيه فهو ضيحان
وعاش فيه جمالٌ طاح لابسه
وماس فيه ورب الحسن ذبلان
والشعر حصنٌ عزيز ليس تقهره
هذي الليالي وغير الشعر وهنان
كم قلت لما رأيت الدهر أيديه
مطاعناتس وللأيام تطعان
مقوضاتٍ خصوناً وهي من ضرعٍ
لها على ذلة التقويض إذعان
يوي تعاقبها الغصن الرطيب ولا
يبقى على الغصن أن الغصن قينان
وجائع اليم لا ينفك من سغبٍ
له من الأرض عدوان وطغيان
كلاهما أبداً ربحٌ لصاحبه
لاغنم فيه وبعض الربح خسران
يا ليت شعري إلّا شيءٌ نصون به
هذا الجمال فلا يعروه نقصان
أما يثقل هذا الدهر أرجله
أليس في الدهر أروادٌ وإمعان
وكيف نصرف عنه لحظ طالبه
أني ونائم هذا الدهر يقظان
وهل تغالب هوج الريح نرجةٌ
ما إن لها غير فرط الحسن إمكان
إلّا تكن هذه الأشعار خالدةً
فلن يدوم لهذا الحسن ريعان
يبلى من الحسن عشق العاشقيه ولا
يبلى جمال فتىً بالشعر يزدان
لا بد من هرمٍ للمرء غير فتى
يصونه الشعر إن الشعر صوان
وإنما الناس كالأمواج بعضهم
في بعضهم غائبٌ والعيش ميدان
إذا الفتى أئتلفت ألوان رونقه
وراح وهو بماء الحسن ريان
عدت على حسنه الأيام فاختلفت
بعد التناسب أصباغٌ وألوان
ما يسمن الدهر إنساناً ليشبعه
لكن ليعفه والدهر سغبان
وكل ما تزرع الأيام تحصده
وللجمال كما للزرع إبان
أظافر الذئب أحرى أن يقلمها
لو كان في الدهر أنصافٌ وعرفان
لكن شعري برغم الدهر يكلؤه
وهل لذي الحسن غير الشعر أكنان
ما ضر ذا الحسن أن الحسن عاريةٌ
تبقى له الروخ أما رث جثمان
كالورد أما ذوت يوماً غلائله
ذكى فصار به عنهن غنيان
أراه في الزهر مخضلّاً وأسمعه
في هادل الطير هاجتهن أشجان
وأجتلي نفسه في الماء حف به
على الجوانب ريحانٌ وحوذان
لكنني كسجينٍ مرهقٍ تعبٍ
نسك مسمعه في السجن ألحان
تضيئه الشمس من قضبان محبسه
ودون أن يجتليها الدهر قضبان
يا ليت شعري وهل في ليت من فرجٍ
من أزم ما أنا عانٍ منه أسوان
ماذا أراد بنا حتى نأى ودنى
طيف يخادع في طرفي وهو وسنان
أخال أني إذا استوحشت آنسني
على النوى منه أشباهٌ وأقران
يبدي ودادي ويحمي العين رؤيته
لو كان ينصف ساوى ذاك ميزان
عجبت من مائلٍ عنا وأن لنا
شعراً كما سجعت في الروض مرنان
لكل روضٍ نضيرٍ طائرٌ غرد
كذاك نحن حماماتٌ وبستان
أما يرى غايتي في الشعر واحدةً
وإن تباين أوزانٌ وأوزان
فما أحوك على الأيام قافيةً
إلّا وفيها على جبيه عنوان
أكسو قديمي أفوافاً تجدده
وبعض ما تكتسي الأشعار أكفان
كالشمس غاربةً طوراً وطالعة
عوداً لبدء وما للشمس أيهان
مسبحاً باسمه في كل آونةٍ
كما يسبح باسم اللَه رهبان
كأن ذكريه آياتٌ أرتلها
كما يرتل إنجيلٌ وفرقان
لي من ملاحته وحيٌ يساعفني
إذا أعان على الأشعار شيطان
قليل ذكريه في شعري يزينه
كأنما ذكره در ومرجان
أراك تجرحني باللفظ تبعثه
يا ليتني جرحتني منك أجفان
قتلت بعضي فأتمم ما بدأت به
فالقتل أما استحال البرء إحسان
وكن كما أنت قاسٍ كيساً فطناً
فللجفاء كما للرفق أحيان
أذقتني النار في الدنيا فأحر بأن
يذيقني منك طعم الخلد رضوان
آمنت بالحب فاجز المؤمنين كما
يجزي على طاعة المخلوق ديان
ضننت باسمك حتى لا تدنسه
أفواه ذي الناس أن الناس ديدان
من ذا كرهت فلم أنبذ مودته
حتى كأن لم يكن ود وتحنان
أما تراني إذا هاجرت من غضب
يقتص مني لكم وجدٌ وأشجان
إني أعيذك من ظلمي وأنت فتىً
يحميه أن يفعل الأسواء وجدان
لا تحسب البعد يسليني فتهجرني
فليس في البعد للمشغوف سلوان
هل ينفع الصبر ملتاحاً تدافعه
عن الورود فيروي وهو غلان
ما لذة القلب خلواً من دخيل هوىً
ما الليل إن لم يكن بالصبح إيقان
هل تمرع الأرض لم تنسج مناسجها
فيها سوارٍ لها سح وتهتان
ما لي بغير الهوى في العيش من أرب
ولا بقلبي أحقاد وأضغان
محا الهوى من فؤادي كل مقليةٍ
فاعجب لقلبٍ خلى وهو ملآن
كأنما ليس في الدنيا سواه فتى
أحبه وكأن الناس ما كانوا
أنساني الحب ما قد كنت أحمله
على الليالي فلي بالذكر نسيان
فعدت أطلب أن أحيا له أبدا
وكان للموت مني الدهر نشدان
أحيا وأزهق آمالاً شقيت بها
فالحال واحدةٌ والطعم ألوان
يا ليت لي والأماني إن تكن خدعاً
لكنهن على الأشجان أعوان
غاراً على جبلٍ تجري الرياح به
حيرى يزافرها حيران لهفان
والبحر مصطفق المواج تحسبه
يهيجه طربٌ مثلى وأشجان
إذا تلفت في خضرائه اعتلجت
آذيه فلسرى منه إعلان
خل القصور لخالي الذرع يسكنها
وخير ما سكن المعمود عيران
حسبي إذا استوحشت نفسي لبعدكم
بالبحر أنسٌ وبالأرواح جيران
لا كالرياح سميرٌ حين ثورتها
إذ ما لأسرارها في الصدر أجنان
تفضي إليك بنجواها زمازمها
نم الصباح بما يطويه أجان
إذا الفتى كان ذا شجوٍ يميد به
معذباً بالمنى من معشر خانوا
فنعم مسكنه غراٌ له أبداً
من السحاب قلاداتٌ وتيجان
ونعم أقرانه بحرٌ له زجلٌ
وسافياتٌ لها سجعٌ وأرنان
وما أبالي وقد أصبحت مطرحاً
إذا خلت لي من الإنسان أوطان
ما بي إلى النسا أطرابٌ فأفقدهم
إذا اتعزلت وهل للداء فقدان
بيني وبين الورى بونٌ فأحج بأن
يكون بيني وبين الناس وديان
أني شغلت بمعراضٍ أخي مللٍ
فلست أدري أفوق الأرض سكان
سيان عندي إذا ما ازور عن نظري
وأظلم الجو إنسانق وعيران
وما علي وليس الناس من أربي
إن قطعت بيننا بيندٌ وغدران
هيهات آنس بالإنسان ثانيةً
من يألف الكأس يألم وهو صديان
خل الرياح تناجيني وتعزف لي
فللرياح كما للناس ألحان
إن يستخف بما ألقى أخو عنفٍ
لا رفق فيه فإن البحر حنان
تسليك منه وإن أشجتك روعته
وقد تسري من الأشجان أشجان
والبحر للنفس مرآةٌ ترى صرراً
منها بها ولعجم الموج تبيان
يا حبذا الغار والأرواح نائحةٌ
والبحر مصطخب والليل طخيان
ومرحباً بهمومٍ لا ارتحال لها
وجون ليلٍ له كالهم أيطان
وأنت بين أبابيلٍ مغردةٍ
كأنهن على الأغصان قنوان
حمائمٌ في نواحي الروض هادلةً
وأقحوانق على الحافات نعسان
ونرجس كاسف والعين ضاحكةٌ
يا حبذا نرجس لهفان جذلان
والماء كالفضة البيضاء سائلةً
طوراً وطوراً تراه وهو عقيان
بمعزلس عن هموم أنت موقدها
أرعى وأنت على الأيام غفلان
لك الرياض عليها الدهر أوشيةٌ
خضر يضاحك فيها الورد ريحان
إن شئت حياك فيها النور مبتسماً
أو شئت ألهاك مسجاع ومرتان
أو شئت في ظل أغصان موسوسة
تنأى وتدنو كما يختال نشوان
جريت في حلبة السراء منتصفاً
من الزمان كمن ضرته أزمان
ولي الجبال عرايا غير كاسيةٍ
والبحر والريح سمار وندمان
إن فاتني من ذكي الورد نفحته
فلى بذكرك ريحان وسوسان
وإنما حبب الأجبال أنكم
كنتم تحبونها والوصل فينان
يطير كل صدىً عن كل شاهقةٍ
كما تطير عن العقبان عقبان
تبدو لأعيننا البلدان كالحةً
كالوجه غضنه سنٌّ وحدثان
حاشا لمثلي أن ينسى وإن بعدت
مسافة الذكر إن الذكر ديدان
هيهات ما تطفئ الأيام حر جوى
وقد يسعر نار الذكر هجران
كالنهر عمق مجراه تحدره
والنار ألعجها ريح وعيدان
لنا بما قد مضى عن غيره شغلٌ
كأنما عطل الأفلاك خطبان
وصرت لا أنا من ضراء مبتئسٌ
يوماً ولا أنا بالسراء فرحان
أعطيتك العهد أن أحيا لكم أبدا
فهل ترى أني للعهد خوان
هل أنس ليلتنا والغيث منسكبٌ
وللبروق بقلب السحب أثخان
وقوله لي من لي أن تظللني
من السحاب على الأطواد غيران
ربح تهب لنا من كل ناحيةٍ
وديمة كحلها نور ونيران
يلفنا الليل في طيات حندسه
كما يغيب سر المرء كتمان
نكاد نلمس بالأيدي السماء ونج
تلي بها الرعد يطغى وهو غضبان
وللصدى حولنا حال مروعةٍ
كأنما تسكن الغيران جنان
لكل صوتٍ صدى من كل منعطف
كما تجاوب عساسٌ وأعيان
ما لي سوى طيف أيامي التي غبرت
خدنٌ إذا شئت وافى وهو مذعان
كأن حين أدعوه وأنشره
عيسى بن مريم يحيى معشراً حانوا
هذا نديمي أناجيه ويترع لي
كؤوس ذكرٍ لمن لي منه نسيان
كم ليلةٍ بات يحييها معي سهراً
يا حبذا هو سميرٌ وملسان
يطوف بي بين أطلالي ويطرفني
فيها بأيامنا والعيش زهران
عاد الربيع فهل في ظل بردته
ألفى مقيلاً لقلبي وهو حران
واخضرت الأرض واستحيا الموات فهل
يخضر لي بربيع الوصل موتان
حتى الطيور لضم اللَه ألفتها
فهل لنا بعد طول النأي لقيان
وهل أقول له والسن ضاحكةٌ
والعين باكيةٌ والقلب هيمان
يا مرحباً بربيعي جنةٍ وهوى
وحبذا من شهور الحول نيسان
قد كانت السحب تبكي عند فرقتنا
فالآن تبسم للقيان قيعان
وكان يؤنسي ربحٌ مزفزفةٌ
فالآن لي بالنسيم الغض قنعان
أرمي بظني وأخلق أن يطيش وفي
عيني ضبابٌ وفي الآفاق أدجان
طامن رجاءك لا الآمال نافعةٌ
يوماً ولا لربيع الحب غشيان
وقل لمسود يأسٍ كنت تألفه
عمر الزمان لنحن العمر أخوان
أنا عشيراً مصافاةٍ مصفقة
قد وشجت بيننا قربي وألبان
لو أن ما بيننا رثت مرائره
لكان خير أو بعض الغوث خذلان
لكنني سأرد النفس كرهةً
على الذي تتقي واللَه معوان
يا بأس فاجعل بساط الروض مرقدنا
والسرو كلتنا فالسرو محزان
واجعل ذراعي أما نمت أو سدة
واعذر إذا لام فقر الحر ضيفان
إلّا يكن وجد حرٍّ ملء همته
فقد يمد وعاءٌ وهو نصفان
يا من به اصفر لون العيش وانفمصت
عرى الرجاء ودكت منه أحصان
ومن توسط محلي الأفق فاحتجبت
به البدور وضلت ثم شهبان
ومن أسالمه والنفس عالمةٌ
بأنه حربان إن طاش حسبان
ومن بكرهي جعلت القلب مسكنه
كما توارى نصال البيض غمدان
إني لأهوى على ذا أن تلابسني
عسى تبرد قلبي وهو هيمان
عسى إذا ما تلابسنا تغيبني
بعض الظلال لها في البعض أجنان
عسى ترنق في قلبي فتقصده
فطالما نام جفني وهو سهران
أتى اجتوييت مذاق العيش وانتفخت
مساحري منه إن العيش ذيفان
وحن قلبي إلى نومٍ تخادعني
أضغاث أحلامه والليل نعسان
حتى أخال بأني في بلهنيةٍ
وأن عيني لم يدمع لها شان
وأني لست من ليعت جوانحه
وبات فيها من الأشجان جولان
حتى إذا دب بعد النوم صاحبه
فالجفن من سكرات الموت سكران
وشارف الحين واستروحت نشقته
والعين شاخصةٌ والوجه بدران
وكل ذهني حتى ما يحركه
شيءٌ وأعيا لساني وهو سحبان
والتف حولي خلّاني وآصرتي
وكلهم شرقٌ بالدمع غصان
مصغين حتى كأن الموت يخطبهم
فالكل حولي آذان وأعيان
طوراً وطوراً يهى بالخطب صبرهم
فيعولون كأن القوم غيلان
وأضمرتني أرضٌ لست أعذرها
إن عاودتني تحت الترب أديان
وغيبوني بملحودٍ ينادمني
به من السحب هطال وهتان
نضوت عني هموماً كنت ألبسها
مع الحياة فلي بالموت سلوان
واستروح القلب من شوق يلده
ومن دموعٍ لها في العين عينان
في ظلمة القبر للثاوي به فرجٌ
وفي التراب تواف الهم أحيان
من لم يسع نفسه الدنيا بما رحبت
فلن تضيق بها في القبر أعطان
دينٌ على سأقضيه إلى زمن
في دينه لي تسويفٌ وليان
يا ليت شعري إذا بوئت في جدثي
هل يرهق القلب ضرّاً منه عدوان
لسوف أسخر منه وهو يطلبني
ودون ذاك صفاحٌ وكثبان
ما كان ذلك ظني بالحياة ولا
قدرت أن تجلب الآفات أذهان
ولا تخيلت أن النانس كلهم
في السر والجهر غيلان وذؤبان
ولا توهمت أن الكون وأحر بي
حلمٌ يراه من الأرباب سكران
وأنني موجةٌ في زاخرٍ لجبٍ
من الورى ماله كالبحر شطآن
بحرٌ كما شائت الأقدار مصطخب
أصم ليس له باللين إيذان
ما كنت آمل أن أحيا بمنتزح
عن الهموم وهل عنهن حيدان
أعددت للدهر درعاً كنت أحسبها
متينةً فإذا بالدرع كتان
وكنت أنظر في قلبي وأحسب في
بطنانه لقلوب الناس ظهران
فشد ما موهت نفسي وجوههم
حتى تشابه عقيان وصيدان
وإنما النفس مرآة إذا كرمت
فكل ما تبصر العينان حسان
بين الرجاء وبين اليأس يا أسفي
عليك يا قلب أنت الدهر حيران
لا بل علي وصدري موكنٌ خرع
كبرت يا طير عنه فهو ثعبان
إني وإن أطلقت نفسي معتقةٌ
حيناً وسرى من الأشجان إخوان
ففي فؤادي ظلامٌ لا يزحزحه
فجر يزوره كأسٌ وخلان
هيهات يؤنسني قومٌ نكرتهم
لا هم عداةٌ ولا صحبٌ وخلصان
تضمناً صدفٌ قد كنت أحمدها
لو فرقتنا وبعض المنع إحسان
مخاوف القلب شتى غير واحدةٍ
كأنما مالها إلّاه إيوان
حتى السحاب وحتى الريح تفزعني
والنبت إن مرحت منه أغيصان
قسا علي رفيق القلب لينه
فكل شيءٍ تراه العين صوان
رفقاً بنا أننا طيف سيخلجنا
عنكم وإن طالت الأيام موتان
ما طال عمري ولكن طال ما حملت
نفسي فسنى وإن لم تعل أسنان
كأنني عشت أدهاراً وأزمنةً
ولم أعش غير أيام لها شان
وأكبر الظن أن الحين يعجلني
فإن مر الرياح الهوج عجلان
طول البقاء لكم أنا على سفر
يريغنا آكلٌ للناس مبطان
أصاب حبك منا شبعه أبدا
وسوف تأكل ما أبقاه ديدان
أعزز علينا بان يشجيك مصرعنا
وأن تروح بجفن وهو عبران
قد كنت أشفق حيّاً إن يصيبكم
سوء واحذر أن يهمى لكم شان
شرح ومعاني كلمات قصيدة غذائي الحب يا من فيه حرمان
قصيدة غذائي الحب يا من فيه حرمان لـ إبراهيم عبد القادر المازني وعدد أبياتها مئتان و تسعة.
عن إبراهيم عبد القادر المازني
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني. أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته. وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. له (ديوان شعر - ط) ، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض الريح - ط) ، و (صندوق الدنيا - ط) ، و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) ، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و (الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط) .[١]
تعريف إبراهيم عبد القادر المازني في ويكيبيديا
إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على أن يعطي الأدب حقه، وأن يعطي مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبيّن لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز .[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ إبراهيم عبد القادر المازني - ويكيبيديا