غرتك أبدان وأردان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غرتك أبدان وأردان لـ القاضي الفاضل

اقتباس من قصيدة غرتك أبدان وأردان لـ القاضي الفاضل

غَرَّتكَ أَبدانٌ وَأَردانُ

ذا الشَأنِ ما مِن تَحتِهِ شانُ

في العَينِ إِنسانٌ فَإِن خِلتَها

وُدّاً فَما في العَينِ إِنسانُ

وَإِنَّما الإِنسانُ مَحصولُهُ

إِن قَبِلَ التَحديدَ إِحسانِ

قالوا كِرامٌ وَأَتى بَعدَهُم

لِلُّؤمِ أَزمانٌ وَأَزمانُ

وَلَم يَكونوا اليَومَ فَاِستَثبِتوا

لَعَلَّهُم بِالأَمسِ ما كانوا

قَد أَفلَحَ الجودُ فَلا قَطرَةٌ

مِنهُ وَهَذا البُخلُ طوفانُ

ماتَت كَما ماتوا أَحاديثُهُم

فَالكُتبُ وَالأَوارقُ أَكفانُ

كَيفَ إِذا ما سُحُبٌ أَقلَعَت

يَبقى عَلى النَضرَةِ بُستانُ

أَصبَحَ في دارِ ضُلوعي الأَسى

قَلبي كَما أَصبَحَ عُثمانُ

مَحصورَةٌ أَموالُهُ ما لَهُ

مَعَ اِشتِدادِ الحصرِ إِمكانُ

قَد أَحدَقَ الهَمُّ بِأَرجائِهِ

جَيشاً فَضَرّابٌ وَطَعّانُ

فَيا زَماني إِن جَرَت قَطرَةٌ

مِن دَمِ قَلبي فَلَها شانُ

في ذَمِّ عُثمانَ الَّذي قَد حَوى

جَرَت مِنَ الأَحداثِ أَلوانُ

لا كُنتِ يا ذَهلُ هُمومي وَلا

أَبوكِ دَهري فَهوَ شَيبانُ

ذَووا الحَفيظاتِ لَهُم لوثَةٌ

لانوا فَلا غَرَو إِذا هانوا

نُدِبتُ لِلخَطبِ حَثوثاً فَما

قاموا وَلا إِذ قامَ بُرهانُ

غَمودُهُم كُسوَةُ أَسيافِهِم

لا حُمِلَت وَالشَرُّ عُريانُ

كَم زِقّ خَمرٍ فيهِمُ ناطِقٍ

سَكرانَ بَل راجيهِ سَكرانُ

فَلا تُراجِعهُ وَلا لَفظَةً

وَلا تَزِد فَالزِقُّ مَلآنُ

فَاليَأسَ يا ناسُ وَيَكفيكُمُ

فَقُوَّةُ الأَلسُنِ سُلطانُ

مَنزِلُنا مِن بَطِنِها واحِدٌ

وَاِختَلَفَت في الظَهرِ بُنيان

وَفي بِناءِ القَبرِ يا قُربَ ما

يَغدِرُ ديوانٌ وَإِيوان

وَيَعمُرُ الدارَ عَلى أَنَّهُ

ما لِخَرابِ العُمرِ عُمرانُ

كَما رَجاءُ اللَهِ إيمانُ

كَذا رَجاءُ الناسِ كُفرانُ

هَذا مَضى وَالشِعرُ بُستانُنا

وَفيهِ قَد تَرتَعُ أَذهانُ

وَفيهِ لِلروحِ إِذا ما جَرى

ذِكرُ الهَوى رَوحٌ وَرَيحانُ

فَإِن خَلا مِن ذاكَ بُستانُهُ

فَلا تَقُل شِعري بُستانُ

وَنَحنُ قَومٌ سَلمُنا وَالوَغى

يُذكيهِما سَيفٌ وَأَجفانُ

يَهتَزُّ لِلطَعنَةِ ما بَينَنا

في المَوقِفَينِ النَبعُ وَالبانُ

إِنّا إِلى اللَهِ فَكَم قَد جَرَت

بِحَتفِنا خَيلٌ وَأَظعانُ

كُنّا إِلى الأَحبابِ نَشكو الهَوى

ناراً وَقالوا هِيَ أَشجانُ

حَتّى إِذا أَجرى اللِقاءَ الدِما

فاضَت لِتَصديقِكَ نيرانُ

فَليَعلَم الأَحبابُ أَنّا لَهُم

وافونُ في الحُبِّ وَإِن خانوا

تِلكَ دُموعٌ في سِوى طَرفِها

لَها جِراحاتُكَ أَجفانُ

وَاِعتَقَلَ الكِتمانُ مَأسورَها

ما بَعدَ ذا الكِتمانِ كِتمانُ

مِن أَعيُنٍ بانَت قُلوبٌ لَنا

وَالكُلُّ في الأَجسامِ حَيرانُ

كانَ البُكا بِالجَفنِ أَولى وَما

يَبقى عَلى الباكينَ أَجفانُ

وَعاذِلٍ صَدَّعَني عَذلُهُ

وَقالَ وَالأَقوالُ أَلوانُ

ما وَجهُ مَن دِنتَ لَهُ قِبلَةٌ

قُلتُ وَلا قَولُكَ قَرآنُ

عَذلُكَ كَالريحِ وَتُعدَى بِما

يَحمِلُهُ سافيهِ أَجفانُ

عَلَيَّ لا أَفزَعُ مِن ريحِهِ

وَإِنَّما الأَحبابُ أَغصانُ

أَمسِك لِساناً عَنهُ أَو أَسمِعَن

أَذني فَمَن أَهواهُ غَيرانُ

تُريدُ أَن تَشرَبَ خَمرَ اِسمِهِ

أَنا مِنَ الغَيرَةِ سَكرانُ

وَقَلَّ في تَسمِيَةِ قَتلَةٌ

في مِثلِها تُخلَعُ أَديانُ

فَاِسكُت فَما أَسكُت عَن ذِكرِهِ

وَفي سُكوتي لَكَ إِذاعانُ

مَولايَ حورِيُّ جِنانٍ وَما

يَطمِثُهُ إِنسٌ وَلا جانُ

وَما اِسمُهُ عِندَكَ في مَوضِعٍ

فَهوَ عَلى لَفظِكَ حَيرانُ

فَوِّض إِلى أَكبادِنا ذِكرَ مَن

يَفيضُ مِن ذِكرِكَ غُدرانُ

وَباعِثِ الطَرفِ بِشاطِي الهَوى

وَأَنتَ يا صاحِبُ كَسلانُ

لَم يَختَلِف لِلَيلِ حالٌ إِذا

لَم يَتلُهُ وَصلٌ وَهِجرانُ

الوَصلُ وَالهِجرانُ ميزانُهُ

وَأَنتَ ما عِندَكَ ميزانُ

هَل بِتَّ في لَيلِ هَوىً راكِدٍ

يَقظانَ وَالكَوكَبُ وَسنانُ

يُعَذِّبُ المُسلِمَ أَو لا فَلِم

أَلبَسَهُ الأَثوابَ رُهبانُ

هَل جُلتَ في مُعتَرَكٍ لِلأَسى

فَاِضطَرَمَت لِلدَمعِ أَقرانُ

وَهَل قَذَفتَ الدَمعَ شُهباً إِذا

ما اِستَرَقَ السَلوَةَ شَيطانُ

هَل اِستَغَثتَ الصُبحَ مُستَصرِخاً

فَقال ما في الحُبِّ أَعوانُ

أَيا فَتى أَسفِر فَقالَت أَلا

نَجمٌ وَإِنّا بَعدُ فِتيانُ

فَنَم لِذا مِنّا عَلى جانِبٍ

ما لَكَ روحٌ أَنتَ جُثمانُ

أَسرَفتَ في نَهبي فَأَعرَيتَني

وَزائِدُ الزائِدِ نُقصانُ

وَالعَدلُ إِن أَفرَطَ عُدوانُ

وَالماءُ إِن أَفرَطَ طوفانُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غرتك أبدان وأردان

قصيدة غرتك أبدان وأردان لـ القاضي الفاضل وعدد أبياتها ستون.

عن القاضي الفاضل

عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي. أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 هـ‍ أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596هـ‍. له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.[١]

تعريف القاضي الفاضل في ويكيبيديا

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث قال فيه صلاح الدين (لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل) وفي رواية لا تظنّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل.ولد القاضي الفاضل بمدينة «عسقلان» شمال غزة في فلسطين سنة (526هـ). وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة. كان يعمل كاتبا في دواوين الدولة ووزيرًا ومستشارًا للسلطان صلاح الدين لبلاغته وفصاحته، وقد برز القاضى الفاضل في صناعة الإنشاء، وفاق المتقدمين، وله فيه الغرائب مع الإكثار. قال عنه العماد الأصفهانى: «رَبُ القلم والبيان واللسن اللسان، والقريحة الوقادة، والبصيرة النقادة، والبديهة المعجزة».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. القاضي الفاضل - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي