غزل الصبا ومراتع الغزلان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غزل الصبا ومراتع الغزلان لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة غزل الصبا ومراتع الغزلان لـ شرف الدين الحلي

غَزَل الصبا ومراتع الغزلان

بانت بلبك أم حمام البان

فأسلت دمعك إذ سألت معاهداً

نزلت بها الأزمات منذ زمان

يا صاح يا صاحي الفؤاد من الهوى

دعني إذا داعي الغرام دعاني

لو كنت يوم تفرق الحيان

وأبيك لم تك بعدها تَلْحَانِي

حسب المشوق إذا الركاب تحملت

سحّ الدموع بأربع ومغاني

كم قد وقفت بها بدمع لم يقف

بين المعاهد وقفة الحيران

في مأتم للبين كنت متمماً

فيه ومالكه نوى خُلْصاني

تلك الدُّمى أدمت جفوني إذ جفت

صلة الوصال وضنُّها أضناني

أبدت شمات عواذلي بمدامع

أعربن عما قد أَجَنَّ جَنَانِي

وبأيمن العلمين سرب جآذر

لله ذاك السرب والعلمان

يعطو البرير من الأراك فإن رنا

أو عَنَّ عَنَّ إلى الغرام عناني

كلفي بأغصان القدود حَمَى الكرى

عني ونوح حمائم الأغصان

عد يا نسيم عن الغصون فلوعتي

كُثُبٌ إذا ماست على الكثبان

أرتاح حيث تنسمت نجدية

بمهبهن على ربا نَعْمان

ومن السفاهة أن أحاول سلوة

بين الهوى وتذكر الأوطان

أَرَقٌ أَرَقَّ الوُرقَ لي لو أنها

شجيت شجاي وكابدت أشجاني

طرباً شدت وشدوت من حزني وفي

عينيَّ من دمعيهما عينان

ناحت مواصلة ونحت مفارقاً

أين الطليق من الأسير العاني

أين الليالي والزمان مساعد

بنوى الرقيب وغفلة الغيران

مع كل معتدل بلا عَدْل له

بين التجني والرضا خُلُقان

حسن بلا حسنى وتلك عجيبة

والحسن مشتقّ من الإحسان

أبغي ذمام لحاظه وقوامُه

يملي عليَّ مقاتل الفرسان

صبراً على الأيام إن نعيمها

بالبؤس مقترن بكل أوان

وإذا نظرت إلى الزمان رأيته

تعب الوفيّ وراحة الخوّان

لطباع أهل الأرض لا عن رهبة

ألفيتني في وحدة الرهبان

وأرى المعاهد كالمعاهد أقفرت

إلا من الخوان من إخوان

والدهر أفردني وكنت مكاثراً

قَوْمِي وأخلاني من الخلان

فاقنع بما قسم الإله ولا ترق

ماء النقيبة للزهيد الفاني

ليس الحريص بمدرك ما فاته

والرزق ليس بفائت للواني

أو ما رأيت التبركا من صبره

في الترب رقاه إلى التيجان

والدُّرُّ في الأصداف يمكث برهة

حتى يرى في جيد كل حَصَان

وإذا اضطررت إلى السؤال فعدِّ عن

ذكر الهجين ولذ بكل هِجَان

وإذا امتسكت بصاحب لك فاستبن

بولا زهير في علا ابن سنان

أو ليس حسان بن ثابتٍ انتحى

ظل الأعزة من بني غسان

واسمح بما ملكت يداك من اللُّهى

فالجود للإنسان كالعنوان

من خاف من هرم وضنَّ بماله

أين الذي بُنِيَتْ له الهرمان

لو كان بالأموال يمكث ذو غنى

ورث الورى قارون ذو الخزان

يا دارنا بالحلَّة الفيحاء لا زالت

عِرَاصُكِ منتدى الضيفان

أصبو إليك على البعاد وبيننا

بيد تُبيد العيس بالوخدان

فحباك بل حيا رباك من الحيا

جود كجود الظاهر السلطان

من لو رآه ابن الحسين لما سرت

عنه الشوارد في بني حمدان

وأبو عبادة لو تفيأ ظلَّه

ألهاه عن ذكرى بني خاقان

ولو ابن حجاج رآه لانثنى

يثني المدائح عن أبي الريان

سمح يطيع الصحب برّ طباعه

ويعقّ جوداً صحبة العقيان

تَنْدَى أسرَّةُ وجهه فكأنها

للبشر برق دائم اللمعان

وإذا تزعزعت الحلوم رأيته

أرسى وأرسخ من ذرا ثهلان

صدم الخطوب المهلكات بعزمة

فكبت لأوجهها على الأذقان

وأغار في الأموال جيش سماحه

فتفرقت في رقة زعمان

وسرت مهابته فأغنت في العدا

عن حدِّ كل مهند وَسِنَان

هُوَ والنَّدَى أخوان في مهد النّهى

بيد المروءة أرضعا بِلِبَان

من كان بالبحر الخضمِّ وثوقه

عاف الفرات وصدَّ عن جيحان

من معشر سبقوا إلى نيل العلا

أربابها السباق كل أوان

واستخلصوا قصبات كل فضيلة

مشهورة في يوم كلِّ رهان

قوم إذا ضلَّ الندى ونشدته

فيهم فيا بشراك بالوجدان

وإذا جرت بهم الجياد إلى عدا

وصلوا كعوب الرمح بالأَيْمان

إن قُوبلوا بهروا وإن هم قُوتلوا

قَهروا وإن قَدَرُوا عَفَوْا عن جان

حمر المناصل خضر أندية الندى

سود القساطل يوم كلِّ رهان

فالنجم جدهم بنى لهم العلا

ودَحَا قواعدها على كِيوان

بيت على حُبُكِ السماء أساسه

يا رب لا تشلل يمين الباني

أَسْمَاهُ غازي بعد يوسف فاغتدى

فوق السماك مُشَيَّد الأركان

فلذاك عَزَّ لهم نظيرٌ في الورى

أين البحار طمت من الخلجان

شرفوا بمولى ملت نحو فنائه

فرأيت في مغناه ما أغناني

أنا من إذا علقت بملكك كفه

أغناه عزّاً عن تطلب ثان

لا أبتغي عزّاً بحرص ربما

أفضى الحريص به إلى الحرمان

وعرفت بالهم الشريف فلم يزر

شعري سوى الأملاك في البلدان

إذ كنت أغليه على مستامه

لا كالذي يوليه سوق هوان

يا ابن الذي أخلى بلاد الشرك من

عصب الضلال وعابدي الصلبان

والمنقذ البيت المقدس بالظُّبا

والمقربات الجرد والمرّان

عزماً غياثيّاً تغيث به الهدى

وتشيد فيه مباني الإيمان

قالوا ابن لاون بالجياد شوازباً

تنقضّ تحت الأسد كالعقبان

واسترجع الرمق الذي أبقيته

أيام جدت له بفضل أمان

وابعث إليه من المنايا روضة

يجني الردى فيها فبئس الجاني

حتى يرى زَهْر الأسنة ماله

غير الرماح السمر من أغصان

وتروعه راياتك الحمر التي

تجلو لديه شقائق النعمان

حيث السيوف جداول ما شانها

في الرعب غير تخرق الغدران

فسواك تخدعه أَليَّة فاجر

يثني سطاك بحانث الأيمان

فاعزم فلولا صدق عزم صائب

عزّ النجاء إليه من بطنان

بكتائب تهب الجلاد قواضباً

تفري الطُّلَى في طاعة الرحمن

فالسر من ميل عليه يميلها

ما في ذوابلها من الرجفان

والبيض من شوق إليه تكاد أن

تستلُّ أنفسها من الأجفان

فهناك تخطبك البلاد وتغتدي

أطلالها بالعدل وهي مغان

وتمدُّ دولتك العلية باعها

في خير مقتبل من الأزمان

شرح ومعاني كلمات قصيدة غزل الصبا ومراتع الغزلان

قصيدة غزل الصبا ومراتع الغزلان لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها اثنان و ثمانون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي