غشى الأرض في شباب الزمان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غشى الأرض في شباب الزمان لـ إبراهيم عبد القادر المازني

اقتباس من قصيدة غشى الأرض في شباب الزمان لـ إبراهيم عبد القادر المازني

غشى الأرض في شباب الزمان

رائع الحسن من بني الإنسان

وجهه كالربيع روضه القطر

وكفاه كالنسيم الواني

ما له بالطعان والحرث والزرع

ولا السعي والدؤوب يدان

يقطع العمر بالغناء فتعطوا

مصغياتٍ سوانح الغزلان

وتحط العقبان بين قمار

آمناتٍ من وثبة العقبان

وترى الأفعوان ينصت للصوت

وتصغي الذؤابان في الوديان

كل عين من حسنه تتلقاه

بوبلٍ من دمعها هتان

وله روعة تبيت لها النفس

تنزي كألسن النيران

زعموا أنه اصطفاه مليكٌ

أخذت منه روعة الألحان

فهو ندمانه إذا الكأس دارت

ومغنية والعشير الداني

وأمينٌ على خزائنه طرا

وراعيه سيد الرعيان

نعمة أرمضت قلوب أعاديه

وأورت حزازة الأخوان

فمضوا يسخرون منه وينحون

عليه بألسن الأضغان

لا رعاه الإله من باهلٍ كلٍّ

يزجي الزمان بالإرتان

يرسل الصوت ضاجعاً فيميد السا

معوه تمايد النشوان

كيف لا يحسن الغناء وقد فاز

بعيش النوامة المبطان

مسمع معجب ولكنه الآل

تراءى للأغب الظمآن

عبث كله وأن سحر القلب

بروعات حسنه الفتان

كلهم في حائرٌ ليس يدري

أمن الأنس أم من الجنان

يسمع الناس صوته فيخرون

سجوداً فاتنات الأغاني

فإذا ما رأوه عادوا فقالوا

أنها خدعة من الآذان

يكتسي منه كل لفظ جمالا

بارع الأخذ مونق الألوان

قصدوا قصده على الرغم منهم

وجروا خلفه بغير عنان

فلهم قول كافرٍ ذي كنود

ولهم فعل راسخ الإيمان

وهو عنهم في غفلة معرض الوجه

كأن ليس من بني الإنسان

يلحظ الأرض والسموات والناس

بعين جنية الإنسان

وكأن الوجود يوحي إليه

بمعاني الجمال والإحسان

ثم وافاه حينه فمضى غير

مروع من المنايا الدواني

تارك الأرض ذات حسن جديد

وشباب مخلد الريعان

وغدت بعده مواطئ نعليه

حراماً يزورها المشرقان

أكبرت شأنه الخلائق حتى

عبدوه في غابر الأزمان

ليتهم أنصفوه حيّاً فلما

أن قضى شيعوه بالنكران

شرح ومعاني كلمات قصيدة غشى الأرض في شباب الزمان

قصيدة غشى الأرض في شباب الزمان لـ إبراهيم عبد القادر المازني وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن إبراهيم عبد القادر المازني

إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني. أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته. وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. له (ديوان شعر - ط) ، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض الريح - ط) ، و (صندوق الدنيا - ط) ، و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) ، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و (الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط) .[١]

تعريف إبراهيم عبد القادر المازني في ويكيبيديا

إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على أن يعطي الأدب حقه، وأن يعطي مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبيّن لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز .[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي