غصص يغص بها اللبيب بعقله

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غصص يغص بها اللبيب بعقله لـ السلطان الخطاب

اقتباس من قصيدة غصص يغص بها اللبيب بعقله لـ السلطان الخطاب

غُصَصٌ يَغَصُّ بها اللَّبِيبُ بعَقْلِهِ

ومَغائِظٌ وَقْفٌ على من يَفْهَمُ

وعجائِبٌ من ذا الزمان وأَهله

عايَنْتُ منها ما يَهُولُ ويَعْظُمُ

كم أَبْصَرَتْ عيْني وكم سِمعَتْ به

أُذْني مقالَة مُخبِرٍ لا يُتْهَمُ

كَمِدٍ سريعِ الحَتْفِ إِلا أَنَّه

في ضِمْنِهِ عَجَبٌ تراه فتَسْلَمُ

يا رُبَّ مَضْحَكَةٍ تَبَجَّسَ ماؤُها

من حَرِّ جَمْرِ مَغائِظٍ تَتَضَرَّمُ

تالله لولا ضَحْكَةٌ أُسْلو بها

في ضِمْنِ مُبْكِيَةٍ لكادَتْ تَقْصِمُ

ما كُنْتُ أَحْسِبُ مِثْلَ ذلك كائِناً

أَبَداً ولا فِكْري له يَتَوسَّمُ

حتى جَرَبْتُ بني الزمان وأَهله

وجَريْتُ فيهم مِثْلَ ما يجري الدَّمُ

وقَتَلْتُهم خُبْراً بفَحْصٍ لم أَزل

أَبْلو سرائِرَهم به لا أَسْأَمُ

فَرأَيْتُ أَكثر ما رَأيْتُ أَقَلَّهُ

هذا وأَكثره لدىَّ مُكَتَّمُ

ما ساءَني ما نالنَي في جَنْبِ ما

أَدْرَكْتُ من تلك المعارف منْهُمُ

لولا الذي قد كان قُدِّرَ لم يكن

عندي لإِدراك العجائبِ سُلَّمُ

ولَما شَعَرْتُ بما شَعَرْتُ به ولا

تَرْجَمْتُ ما أَصْبَحتُ عنه أُتَرْجِمُ

إِنْ كان نالَنيَ الزمانُ بأَبْؤُس

فلهن عندي بالحقيقة أَنْعُمُ

كم أَيْقَظَتْ فِطَني الحوادِثُ بالذي

فعَلَتْ لأَمْرٍ هُنَّ عنه نُوَّمُ

بَصَّرْنَني وشَحَذْنَ حَدَّ قَريحَتي

وأَنَرْنَ قاري وهْوَ أَسْوَدُ مُظْلِمُ

وفَتَحْنَ لي أَبوابَ كلِّ عَجِيبَةٍ

لا نهتدي في عِلْم ما لا نَعْلَمُ

وإذا رَجَعْتُ إِلى قضايا العَدْلِ في

معنى قَضِيَّةِ عادِلٍ لا يَظْلِمُ

لم أَتَّهم في العَدْل قيِّمَ حاكِمٍ

يَقْضي على حَسْبِ القصاص وَيَحْكُمُ

وعَلِمْتُ أَنّ جميع ما قد نالَني

وجَرَى علىَّ به القضاءُ المُبْرمُ

تطهيرُ أَدْناسٍ وَرحْضٌ للذي

في الطَّبْع من أَوساخه مُتقَدِّمُ

كالتِّبْرِ لا يُقْنَي وفيه رذيلةٌ

تُزْري به في السَّومِ حين يُقَوَّمُ

حتَّى يُحَرَّقَ بالنِّيار وعندها

يعلو ويشرف قَدْرُهُ ويُعَظَّمُ

وكذاك نَحْنُ إِذا صَفَتْ أَكْدارُنا

ننجو من العَطَبِ المُحِيلِ ونَسْلَمُ

ونَحَلُّ دارَ القُدْسِ حيث نَعِيمُنا

مُتَجَددٌ وشبابُنا لا يَهْرَمُ

ونُجاوِرُ المولى العلَّى تَقَدَّسَتْ

أَسْماؤُهُ فنَلَذُّ ثَمَّ وَنَنْعَمُ

أَشْباحُ نُورٍ في سما مَلَكْوتِهِ

في القُدْس لا لَحْمٌ لهنَّ ولا دَمُ

ونَحُلُّ دائِرَةَ البَقاءِ السَّرْمَدِ ال

أَبَديِّ موجوداتُه لا تُعْدَمُ

يا حبّذا لو أَنَّ دُرَّ مَجازِنا

قد زُلْنَ أَصْدافٌ عليه خُتَّمُ

يوم السعادة ذاك لو يَقْضِي به

فَلَكٌ على هذي الجسوم مُحكَّمُ

من مُبْلِغٌ عنِّي الذُّؤَيْبَ تَحِيَّةً

كالمِسْكِ لمّا فُضَّ عنه المَخْتُمُ

وأَلُوكَةً ضَمَّنْتُ رائِقَ لَفْظِها

عَجَباً نَفَثْتُ به لمن يَتَفَهَّمُ

سِرٌّ من الأَسرار إِلا أَنَّه

هو بالذي أَضْمَرْتُ منْي أَعْلَمُ

إِنْ لم أَبُحْ كَشْفاً به فقد انْطَوَي

منه القريض على غوامِض تُفْهَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غصص يغص بها اللبيب بعقله

قصيدة غصص يغص بها اللبيب بعقله لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن السلطان الخطاب

السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي