غضبان ينساني وأذكره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غضبان ينساني وأذكره لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة غضبان ينساني وأذكره لـ السري الرفاء

غَضبانُ ينساني وأذكرُه

ويَنامُ عن ليلي وأسهرُه

وبِجَوْرِه ما صارَ مُورِقُه

حظِّي وحظُّ سوايَ مُثمِرُه

وكفَى الهَوى لو كان مُكتَفياً

ما رحتُ أُضْمِرُهُ وأُظْهِرُه

لم يقتسِم في العاشقين أسىً

إلاّ وقِسمي منه أوفرُه

فأَطيحُ في نَفسٍ أُصعِّدُه

وأعومُ في دَمْعٍ أُحدِّرُه

وسميرِ نجمٍ لا بَراحَ له

وكأنَّما مَلِكٌ يُسَمِّرُه

ومهفهَفٍ هفَتِ العقولُ به

شَغَفاً تخيَّرَهُنَّ أحورُه

إن لم يكن وهبَ الغزالُ له

لَحَظاتِ مُقلتِه فجُؤذُرُه

وافَى بخَمرَتِه وناظرِه

بالفَتْرِ يُسكِرُها وتُسكِرُه

حمراءَ كالياقوتِ صافيةً

ومعظِّمُ الياقوتِ أحمرُه

فهي التي عَصَرَتْ لقَاطِفِها

عُنقودَها من قبلُ يَعْصِرُه

في كأسِه كسرى يقابِلُه

من خَلْفِ سِترِ الرَّاحِ قَيصَرُه

فكأنَّها نارٌ هُما حِصَبٌ

لحريقِها العالي يُسَعِّرُه

أصلَى لها هذا تَمَجُّسُه

وأَحَلَّها هذا تَنصُّرُه

في زاهرٍ عَبقٍ تَضوُّعُه

فكأنّ عطّاراً يُعَطِّرُه

ضاهَى ممسَّكَه مُعَنبَرُه

وحكى مُدَرهَمه مُدَنَّرُه

وحكى غديراً غادرَتْه لنا

خُضْرُ النباتِ يرُفُّ أخضرُه

صافٍ تمُدُّ الرِّيحُ خُطوتَها

ويَفيضُ فيه فلا تكدِّرُه

مثلُ الرِّداءِ يُكَفُّ صانِعُه

يَطويهِ أحياناً ويَنشُرُه

شادَ الأميرُ بناءَ مَكرُمةٍ

لا يستطيعُ النَّجمُ يَعْشِرُه

وَسَمَا به الكرَمُ الذي شَرُفَتْ

فيه أسِرَّتُه ومِنبَرُه

وكأنَّ قُدْساً أو مَتالِعَه

وهبَ الوَقارَ له تَوَقُّرُه

ومَغيمُ يومِ السُّخطِ مُظلِمُه

ومُضئُ ليلِ البِشْرِ مُقْمِرُه

وكأنَّه في الغَيْبِ مُطَّلِعٌ

للأمْرِ يُورِدُهُ ويُصْدِرُه

وإذا الأنامِلُ أُرْعِشَتْ حذَراً

فشِفاءُ من عَلِقَتْهُ خِنصَرُه

وإذا تَلَجلَجَ قائلٌ حَصَراً

وأماتَ حجَّتَه تَحَيُّرُه

فَتَقَ المَسامِعَ بالصَّوابِ ولم

تُنْجِدْ بَديهتَه تَفَكُّرُه

من حيث لا معنىً يُعَقِّدُه

عَيّاً ولا لفظٌ يُكدِّرُه

فمَتى أرادَ الجَحْدَ حاسِدُه

شَهِدَتْ غَمائمُهُ وأبحرُه

وإذا طَمَى في البَرِّ بحرُ وغىً

لا شَئَ إلا السَّيفَ مَعبَرُه

أبصرْتَ عسكرَ نجدةٍ بِحَياً

منه إذا ما شامَ عَسكَرُه

حيثُ الظُّبا بالهامِ عاثرَةٌ

والصُّبحُ مثلُ اللَّيلِ عِثْيَرُه

يُرْدي العِدا بالضَّرْبِ أبيضُه

ويُبيدُهُم بالطَّعْنِ أسمرُه

سِربُ الحَديثةِ مُنْذُ صِينَ به

في مأمنٍ ممَّن يُنفِّرُه

إن زادَ عنها ما يُرَوِّعُها

فالغابُ يدفعُ عنه قَسْوَرُه

فَلْيَحْيَ في ظَفَرٍ وعاشَ له

في نَعمَةٍ أبداً مُظفَّرُه

ولَدٌ عَلَتْ بَركاتُ مَولِدِه

سَعْداً وطهَّرَه مُطَهِّرُه

ضاهي أباه سماحةً وحِجىً

وحكاه مَرآه ومَخبَرُه

أَ أَبا شجاعٍ يا عَقيدَ ندىً

كَرْمَتْ أَرومَتُه وعُنصرُه

اللهُ يعلمُ كيفَ أحمَدُ ما

أولَيْتَنيه وكيفَ أشكرُه

ونَداكَ لا تُنسى مَواعِدُه

كَرَماً فما أحتاجُ أذكُرُه

لكنَّ إحساناً تُقدِّمُه

أَولى به ممّا تؤخِّرُه

ومَدَاكَ إن جادَ المَداءُ بهِ

غَمْرَ الثناءِ نداكَ يغمُرُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة غضبان ينساني وأذكره

قصيدة غضبان ينساني وأذكره لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي