غناء حمام في معاطف بان

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غناء حمام في معاطف بان لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة غناء حمام في معاطف بان لـ ابن قلاقس

غِناءُ حَمَامٍ في معاطِفِ بانِ

إِلى مَذْهَبِ الحُبِّ القديمِ ثَنَانِي

تَغنَّى فأَعطافُ الغصونِ رَوَاقِصٌ

وأَحداقُ أَزهارِ الرِّياضِ رواني

فَذَكَّرَنِي شَرْخَ الشَّبابِ فمَدْمعِي

سَفوحٌ وقَلْبِي دائِمُ الخَفَقَانِ

ولمَّا دعَا داعِي النَّوى حَمِّلُوا غَدًا

رفعتُ بصَوْتِي لاتَ حينَ أَوانِ

وقلتُ لحادِيهِمْ ودَمْعِي كَاَنَّهُ

على صَفْحَتَيْ خَدِّي نَثيرُ جُمَانِ

أَمِلْ أَيُّها الحادِي عِنانَ مَطِيِّهمْ

فقد مَيَّلوا نحوَ الغرامِ عِناني

وقُلْ قد سقاهُ البَيْنُ كَأْساً مَريرةً

فَقَدْ والذي يُدْنِي المَزَارَ سَقَانِي

وسَلْ ظَبْيةَ الخِدْرِ المُمَنَّعِ عَلَّها

تَطَلَّعُ من أَحْدَاجِها فَتَرانِي

فوا حزَنا حتَّى متى أَنا ذاكِرٌ

لِفَرْطِ غَرَامِي مَنْ نَأَى وَجَفَاني

أَلا ليت شِعري هل شجا من أُحِبُّهُ

من البينِ ما قد شَفَّنِي وشجاني

وهل ذاكِرِي من لا تزالُ لذكرِهِ

عَلوقٌ بقلبي دائماً ولِساني

ومن عجَب أَنْ عِشْتُ بَعْدَ فِراقِهِ

وما كنتُ جَلْدَ القَلْبِ لِلْحَدَثانِ

يُمَثِّلُهُ فَرْطُ الغرامِ لناظِرِي

وإِنْ نَزَحَتْ دارٌ بكُلِّ مكانِ

قِفِي يا أُمَيْمَ اليومَ أَشْكُو لكِ الذي

بُلِيتُ به من دونِ أَهْلِ زماني

تَحَمَّلَتِ الأَيامُ فَيَّ فآهُ مِنْ

تَسَهُّدِ طَرْفي واخْتِفَاقِ جَنَاني

فما وَجْدُُ ذِي أَسْرٍ بأَرْضٍ قَصِيَّةٍ

يُبَدَّلُها من أَرْبُعِ ومَغَانِ

تُصَعِّدُ أَنْفاساً حِراراً وتنثَنِي

فتُرْسِلُ دَمْعاً دائِمَ الهَمَلانِ

ولا حائماتٍ طالَ بالماءِ عَهْدُها

إِلى خَصِرٍ عَذْبِ البَرُودِ رَوَاني

أَقامَتْ عليه ليلةً بَعْدَ ليلةٍ

مُحَلاَّةً والطَّيْرُ منه دَوَاني

بأَعْظَمَ مني فَرْطَ وَجْدٍ وعِلَّةٍ

لَمَا شَفَّنِي من طارِقِ الحَدَثانِ

لَبَدَّلَ خَوْفِي الحافِظُ بْنُ مُحَمَّدٍ

بِرَغْمِ الأَعادِي مُسْرِعاً بِأَمانِ

تغطيْتُ عن دَهْرِي بِظِلِّ جَنَاحِهِ

فَعَيْنِي تَرَى دَهْرِي ولَيْسَ يرَاني

إِمامٌ براهُ اللُّه من طِينَةِ العُلاَ

فَنَافَسَنِي في مَدْحِهِ الثَّقَلانِ

له قَلَمٌ أَمْضَى من السَّيْفِ مَضْرِبًا

به لَمْ يَعِشْ في العِزِّ غَيْرَ مُهانِ

هوَ الرُّمْحُ إِلا أَنَّه مُتَقَسَّمٌ

ليومِ نَدًى يُرْجى ويَوْمِ طِعانِ

فسَلْ عَنْهُ أَنَّى شِئْتَ شرْقًا ومَغْرِبًا

فلا رَجُلانِ الآنَ يَخْتلِفانِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غناء حمام في معاطف بان

قصيدة غناء حمام في معاطف بان لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي