غنى عن الراح ما في ريقك الخصر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غنى عن الراح ما في ريقك الخصر لـ عبد الحسين الجواهري

اقتباس من قصيدة غنى عن الراح ما في ريقك الخصر لـ عبد الحسين الجواهري

غنىً عن الراح ما في ريقك الخصر

وفي محياك عن شمس وعن قمر

وفي خدودك ما ماج الجمال بها

للطرف أبهج روض يانع نضر

يا نبعة البان لم تجن نضارتها

للعاشقين سوى الأشجان من ثمر

لي منك لفتة ريم من هلال دجى

بغيهب من فروع الجعد مستتر

يهتز غصن نقا يعطو يجيد رشا

يرنو بذي حور يفتر عن درر

توقدت كفؤاد الصب وجنته

فماج ماء الصبا منها بمستعر

وأطلع السعد بدراً من محاسنه

بجنح ليلٍ جعود منه معتكر

ما أسفر الصبح من لألاء غرته

إلا وهم هزيع الليل بالسفر

ولا رنا وانثنى إلا وهبت له

مني الحشاشة تهب البيض والسمر

يا ريم حسبك مني في الهوى كبد

لم تبق أيدي الجوى منها ولم تذر

إلى م يا ناعس الأجفان ترقد عن

وجدي تمزج صفو العيش بالكدر

وفيم تمنح في فرط الصدور جوى

قلبي وتمنع عيني لذة النظر

سل نجل عينيك كم قد غادرت كبدي

نصباً لأسهم جفن منك منكسر

وسل جفوني هل عب الرقاد بها

وهل لها غير ساري النجم من سمر

هب للصبا منك نشراً عل تبديه

لي انتشاقته من بردك العطر

كم ليلةً عاد لي بالوصل مبتسماً

ثغر الأماني بظل الضال والسمر

طالت على كاشحينا فيك حين رمت

أيدي السرور طويل الليل بالقصر

كليلة بالأماني البيض مقمرةً

أعاد لي اللهو فيها سالف الوطر

بعرس بدر العلى السامي بمفخره

على البرية من بدوٍ ومن حضر

سبط الندى المرتضى في كل مكرمةٍ

أمن المروع أمان الخائف الحذر

أندى الورى كرماً أرعاهم ذمماً

أوفاهم نعماً في نائل غمر

تلقى لديه جنود المال من كرم

في خيبة وبنو الآمال في ظفر

شعت فطبقت الدنيا مكارمه

حتى استقلت عداد الأنجم الزهر

لو أن في بشر أدنى مكارمه

لما ارتضى دون أن يسمو على البشر

أبى له غير علياه إباء أبٍ

تورث العلم عن آبائه الغرر

خضم على طمى ساغت موارده

فيه البرية بين الورد والصدر

حمى حمى الدين حتى عاد مكتنفاً

بجيب حام لدين أنه منتصر

بالحلم مشتمل للعلم محتمل

بالجود ملتحف بالفضل متزر

الثاقب الفكر كم أبدى بفكرته

من مضمر بحجاب الغيب مستتر

والباسم الثغر من صغرى أنامله

إن قطب العام تنسى صيب المطر

أحيى عوافي رسوم للعلى درست

دهراً ولم يبق غير الأرسم الدثر

فعاد ربع المعالي فيه مبتهجاً

يزهو وروض الأماني يانع الزهر

وقلد العلم من آرائه درراً

تشع ما بين منظوم ومنتثر

أخال خد العلى توريد وجنته

بشراك يا روح جسم المجد والخطر

ويا أبا الكوكب الهادي الذي شرفاً

أربى على النيرين الشمس والقمر

أنت الحري بمدحي لو وفيت به

كما أنا بالهنا دون النام حري

كأنما البيت بيت أنت ساكنه

للناس كفك فيه موضع الحجر

تسعى الأنام كما يسعى الحجيج إلى

فناك من طايف فيه ومعتمر

لما توسم منك الدهر رب حجىً

ألقى إليك زمام النفع والضرر

قد أنجبت فيك أباء سموت علاً

فيهم فلم يبق من فخر لمفتخر

لقد روى الدهر عن معروفهم خبر

وفيك بالخبر ما يغني عن الخبر

هم معشر لا كقومٍ لا ذمام لهم

ولم يدينوا لغير البيض والصفر

من كل معجب نفس في ملابسه

يميل عطفيه فرط التيه والكبر

إني إليك بريء منهم وكفى

بي عفة أنني منهم إليك بري

كأن كل البرايا دونكم صور

وأنتم في العلى الأرواح للصور

بقيت ما تليت آيات مجدكم

كالحمد لم تغن عنها سائر السور

تلوذ فيك بنو الدنيا بطود حجىً

إن جل في الدهر وقع الحادث النكر

ودمتم في هناً في الدهر ما سجعت

بنت الأراك وهبت نسمة السحر

شرح ومعاني كلمات قصيدة غنى عن الراح ما في ريقك الخصر

قصيدة غنى عن الراح ما في ريقك الخصر لـ عبد الحسين الجواهري وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن عبد الحسين الجواهري

عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن صاحب كتاب جواهر الكلام. عالم كبير، وشاعر شهير، وأديب معروف، وهو جد الشاعر محمد مهدي الجواهري. ولد في النجف، ونشأ بها على أبيه حيث درس مبادئ العلوم عليه وعلى مجموعة من أفاضل أسرته وأدبائهم. ثم اختلف إلى مجموعة من العلماء أصحاب الحلقات، فأخذ عنهم الأصول والفقه. توفي في النجف مريضاً بالتيفوئيد، وكان له مراسلات كثيرة مع ولاة بغداد وسلاطينهم.[١]

تعريف عبد الحسين الجواهري في ويكيبيديا

عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن الجواهري (1862 - 1916) فقيه شيعي وشاعر عراقي من أهل القرن التاسع عشر الميلادي وهو من أحفاد محمد حسن النجفي الشهير بـالجواهري ووالد الشاعر محمد مهدي الجواهري ومن أبرز شعراء الأسرة الجواهرية النجفية. ولد في النجف، وقرأ على علمائها، وترشّح لدرجة الاجتهاد فكان من أعلام العلماء الاثنا عشرية في عصره. له ديوان شعر يربو عدد أبياته على ألف وخمسمئة بيت. توفي في مسقط رأسه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي