غيب جيرانه بذي حمد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة غيب جيرانه بذي حمد لـ بشار بن برد

اقتباس من قصيدة غيب جيرانه بذي حمد لـ بشار بن برد

غَيَّبَ جيرانُهُ بِذي حَمَدِ

عَن لَيلِ مَن لَم يَنَم وَلَم يَكَدِ

خَلّوا عَلَيَّ الهُيامَ إِذ رَكِبوا

أَكبِر بِما أَفرَدوا لِمُنفَرِدِ

يَبكي عَلى وَسنَةٍ تَزَوَّدَها

جيرانُهُ بَل بَكى مِنَ السَهَدِ

كونا كَمَن قالَ لا نُعاتِبُهُ

كُلُّ اِمرِئٍ مُنتَهٍ إِلى أَمَدِ

خَليفَةُ الحُزنِ في مَدامِعِهِ

يُمسي بِها نائِياً عَنِ الوُسُدِ

يا لَيتَ شِعري وَالقَصدُ مِن خُلُقي

وَالناسُ مِن جائِرٍ وَمُقتَصِدِ

ما زادَني ذا الجَوى بِذِكرِهِمُ

إِلّا هُجوعاً وَالهَمُّ كَالوَتِدِ

ما زالَ ضَيفاً لَهُ يُواكِلُهُ

يَمُدُّ غَمّاً بِرَعيَةِ الأَسَدِ

إِنَّ الَّذي غادَرَت حُمولُهُمُ

صَبٌّ وَإِن كانَ مُظهِرَ الجَلَدِ

لا يَشتَهي اللَيلَ مِن تَقَلُّبِهِ

ظَهراً لِبَطنٍ تَقَلُّبَ الصُرَدِ

كَأَنَّما يَتَّقي بِلَيلَتِهِ

جَهمَ المُحَيّا يَبيتُ بِالرَصَدِ

لَم يَدرِ حَتّى رَمَوا مَطِيَّهُمُ

ثُمَّ اِستَمَرّوا بِجَنَّةِ الخُلُدِ

يَقولُ لي صاحِبي وَقَد بَقِيَت

نَفسي عَلى سَغبَةٍمِنَ العُقَدِ

يا أَيُّها المُكتَوي عَلى ظُعُنٍ

باتوا وَما سَلَّموا عَلى أَحَدِ

هاتيكَ دارُ الَّتي تَهِمُّ بِها

كَالبُردِ بَينَ الكَثيبِ فَالسَنَدِ

كانَت مَحَلَّ الخَليطِ فَاِنقَلَبَت

وَحشاً مِنَ المُنشِدينَ وَالخُرُدِ

فَاِنظُر إِذا اِشتَقتَ في مَنازِلِها

أَو زُر حَبيباً دَعاكَ مِن بُعُدِ

وَاللَهُ يَلقى كَمَن كَلِفتُ بِهِ

مِن آلِ بَكرٍ أَظَنَّ بِالنَكَدِ

أَبقى لَكَ البَينَ في مَلاعِبِهِ

فَاِنصاعَ لِلبَينِ آخِرَ الأَبَدِ

يَعتادُ عَينَيكَ مِن تَذَكُّرِها

رِمصانُ مِثلُ العَوائِدِ الخُرُدِ

ماذا بِإِرسالِها تُعاتِبُني

في زائِرٍ زارَني وَلَم يَعُدِ

قالَت لِحَوراءَ مِن مَناصِفِها

كَالريمِ لَم تَكتَحِل مِنَ الرَمَدِ

روحي إِلى مُشرِكٍ بِخُلَّتِنا

خُلَّةَ أُخرى وَقَد يَرى كَمَدي

قولي تَقولُ الَّتي أَسَأَت لَها

إِن لَم أَنَلهُ ما شيمَتي بِرَدِ

قَصَرتُ طَرفي إِلَيكَ قانِعَةً

وَأَنتَ ذو طُرَّتَينِ في وَرَدِ

فَاِذهَب سَيَكفيكَ ما بَرِمتَ بِهِ

مِنّا وَتُخلى حِباكَ لِلوُرُدِ

فَقُلتُ لا تُسرِعي بِمَعتَبَةٍ

في غَيرِ ذَنبٍ جَنَيتُهُ بِيَدي

لا كُنتُ إِن لَم أَكُن أُحِبُّكُمُ

جُهدي فَما بَعدَ حُبِّ مُجتَهِدِ

أَيُّ حَديثٍ دَبَّ الوُشاةُ بِهِ

أَبصَرتِ غَيّي فَأَبصِري رَشَدي

ما كانَ إِلّا حَديثَ جارِيَةٍ

لَم تَلقَ روحي وَوافَقَت جَسَدي

يا وَيحَها طِفلَةً خَلَوتُ بِها

لَيسَ دُنُوّي فيها مِنَ العُدَدِ

فَأَعهِدينا مِنَ الظُنونِ عَلى

تَبليغِ واشٍ وَقَولِ ذي حَسَدِ

قَد تُبتُ مِمّا كَرِهتُ فَاِحتَسِبي

غُفرانَ ما قَد جَنَيتُ مُعتَمَدي

كانَت عَلى ذاكَ مِن مَوَدَّتِنا

إِذ نَحنُ مِن غائِبٍ وَمُصطَرِدِ

نَطوي لِذاكَ الزَمانِ نَصرِفُهُ

طيباً وَنَشفي بِهِ صَدى الكَمَدِ

حَتّى اِنطَوى العَيشُ عَن مَريرَتِهِ

في صَوتِ جارٍ حَدا بِنا غَرِدِ

فَاِعذُر مُحِبّاً بِفَقدِ جيرَتِهِ

مَتى يَبِن مَن هَويتُ يَفتَقِدِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة غيب جيرانه بذي حمد

قصيدة غيب جيرانه بذي حمد لـ بشار بن برد وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن بشار بن برد

هـ / 713 - 783 م العُقيلي، أبو معاذ. أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان غربي نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية قيل أنها أعتقته من الرق. كان ضريراً. نشأ في البصرة وقدم بغداد، وأدرك الدولتين الأموية والعباسية، وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في ديوان. اتهم بالزندقة فمات ضرباً بالسياط، ودفن بالبصرة[١]

تعريف بشار بن برد في ويكيبيديا

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ)، أبو معاذ، شاعر مطبوع إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الافتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا. قال أئمة الأدب: «إنه لم يكن في زمن بشار بالبصرة غزل ولا مغنية ولا نائحة إلا يروي من شعر بشار فيما هو بصدده.» وقال الجاحظ: «وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه.» اتهم في آخر حياته بالزندقة. فضرب بالسياط حتى مات.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. بشار بن برد - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي