فؤادك ما بين المنية والمنى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فؤادك ما بين المنية والمنى لـ شبلي شميل

اقتباس من قصيدة فؤادك ما بين المنية والمنى لـ شبلي شميل

فُؤادك ما بينَ المنيّةِ والمُنى

يسائل أَم ما في حِجاك مِنَ الظّما

إِذا ما تَرامى العَقل يَجلو حقائقاً

شَكا القلب إنّ الغبن في ذلك الجلا

وَما الغبنُ إلّا أَن يرى القلب هائماً

وَتَخفى عَلى العقلِ الحقائقُ في الدنى

لَقد قلت إنّ الدينَ ضربةُ لازبٍ

وَجزءٌ منَ الوجدانِ في أعمقِ الحَشا

وإنّا إِذا لم نَعبد اللَه ربّنا

عَبدنا ولو إِلّاً أَقَمناه مِن صوى

فَلولا منَ النفسِ السجينةِ بارقٌ

يمزّق سجفَ الجسمِ ما كانَ ذا الصبا

وَلو أنتَ أَعملت الرويّةَ لا الهوى

لأَدركتَ أَنّ الدّين لا صوتَ بَل صَدى

صدى حبّنا البقيا لهولِ حقيقةٍ

وَزلفى ذَلفنا للّذي يَحفظ البقا

وَماذا عزاءُ المرءِ مِن بعدِ موتهِ

إِذا حبّهُ للذّاتِ لَم يدفعِ الأذى

وأنّي لع دفعِ القضاء محتماً

فَلم يبق إلّا باِسم الوهمِ مرتجى

هو الحبّ إِكسير الوجود بلا مرا

ولولاه ما كان الوجود كما ترى

فكلّ الّذي تَلقاه في الكون سرّه

وَهاديهِ في أفعالهِ كَيفما نحا

هو الحيّ مولوداً هو الميت فانياً

هو النّجم قَد أَسرى هو الصبح والدجى

هو الكلّ في كلّ معيداً ومبدياً

وَما نَحن إِلّا فيه مِن صورِ الفنا

وَليسَ فناءً ما نَراه وإِنّما

هو العود للأولى هو البعث للألى

قَضوا فَحيينا واِنقَضينا بِعَودنا

إِلَيهم وَغير الكلّ لَيس له البقا

وما الحبّ من أدنى فأعلى إِلى الرجا

فَما فوق إلّا الشوق في كبدِ السهى

تَرقى بِنا حتّى النّهى وَهو دونها

كَما في نيوبِ اللّيثِ أَو في حشى الصّفا

حببنا الّذي فينا حببنا رَجاءنا

حَببنا الّذي نرجو كحبٍّ لمقتنى

وَهِمنا به في الأرض طوراً وتارةً

صَبونا إلى ملك وطوراً إلى السما

عَبدنا بهِ ربّاً مثيباً معاقباً

ويقضي ولا ردّ ويقضي كما يشا

رَجَوناه رحماناً أردناه عادلاً

خشيناه جبّاراً كملكٍ إذا عتا

دَعونا إليه الناس بالحلمِ وَالتقى

دَعوناهم بالنار والسيفِ في القلى

فإِن كانَ هَذا الميل هدي نُفوسنا

رُوَيدك إِنّ الكائنات به سوا

فَأَين مَكان النفس فيها منَ القوى

وَأَينَ نَبيّ العالمين إلى الهدى

وَإِن كان كالوجدان غير مفارق

فَلِم لا نَراه في جميع بني الورى

وَوجداننا هَل أَنت أَلفَيت أَنّه

يَقومُ بِغيرِ الجسمِ إِن حلّ ما اِستوى

أَلم تر أنّا فيه تحت طوارئ

تعدّد فيها أو نعدّ له الرقى

إِذا ما منينا بِالحقائقِ مرّة

فَهَل في التمنّي خَير ما يُبلغُ المنى

نُقيمُ بهِ مِن حائِلِ الوهمِ مَعقلاً

وَكَم ذا نُلاقي إِن نَشَأ دكّه عنّا

نرى المرءَ في رشدٍ إِلى أفقِ دينه

هُناكَ يَغيب الرشد والصوب والنهى

ولوعُ الفتى فيهِ ولوعٌ بعادةٍ

تَرسّخت الأجيال فيعا على المدى

ولكنّها العادات مَهما تَضاءلت

فَناموسها الرجعى وناموسنا الرجا

لَئِن كانَ في الأديان ردعٌ لجاهل

فَكَم قَد جنى جانٍ علينا بها بغى

وَإِن كانَ فيها من عزاءٍ لبائسٍ

ولكنّها لا تقنع العقل والحجى

وَإن يَك للإِنسانِ قسطٌ مؤجّلٌ

فهلّا هدى هادٍ بِغيرِ الّذي هدى

إذا كان مخلوقاً كما شاء ربّه

فماذا جنى غير الّذي هدى

وَإن قلت مَخلوق وحرٌّ مهدّدٌ

فَهذا مَقالٌ لست أفهمه أنا

شرح ومعاني كلمات قصيدة فؤادك ما بين المنية والمنى

قصيدة فؤادك ما بين المنية والمنى لـ شبلي شميل وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن شبلي شميل

شبلي بن إبراهيم شميل. طبيب، بحاث، كان ينحو منحى الفلاسفة في عيشته وآرائه، ولد في كفر شيما (بلبنان) وتعلم في الجامعة الأميركية ببيروت، وقضى سنة في أوربة، وسكن مصر، فأقام في الإسكندرية، ثم في طنطا، ثم في القاهرة، وتوفي فيها فجأة. أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886-1891م، وألف (فلسفة النشوء والارتقاء-ط) ، و (مجموعة مقالات -ط) مما نشره في الجرائد والمجلات، وله رسالة (المعاطس-ط) صغيرة، على نسق رسالة الغفران للمعري، وكتب شروحاً وتعليقات على كتب طبية قديمة تولى نشرها، كفصول أبقراط، وأرجوزة ابن سينا. وكان من أكبر مزاياه التنديد بالظالمين، والمجاهرة بما يعتقده حقاً، ولو خالف فيه جميع الناس؛ قلمه ولسانه في ذلك سيان، وله نظم، وكان يجيد الفرنسية، ويعد من الكتّاب بها.[١]

تعريف شبلي شميل في ويكيبيديا

شبلي شميّل، (1276 هـ - 1335 هـ / 1850 - 1917م)، مسيحي لبناني من طلائع النهضة العربية. تخرج من الكلية البروتستنتية / الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم توجّه إلى باريس لدراسة الطب، ثم استقر في مصر، أقام في الإسكندرية، طنطا، ثم القاهرة. أصدر مجلة (الشفاء) سنة 1886م، وكان أول من أدخل نظريات داروين إلى العالم العربي من خلال كتاباته في المقتطف، ثم مؤلفه (فلسفة النشوء والارتقاء). كما أصدر هو وسلامة موسى صحيفة أسبوعية اسمها المستقبل سنة 1914 لكنها أغلقت بعد ستة عشر عددا. كان من العلامات الأخلاقية المعروفة. دافع عن العلمانية كنظام سياسي، إذ كان يرى بأن الوحدة الاجتماعية، ضرورة أساسية لتحقيق إرادة شعبية عامة، تستلزم الفصل بين الدين والحياة السياسية على اعتبار أن الدين كان عامل فرقة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. شبلي شميل - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي