فؤادي نجيب والجلال نجيب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فؤادي نجيب والجلال نجيب لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة فؤادي نجيب والجلال نجيب لـ ابن حمديس

فؤادي نجيبٌ والجلالُ نجيبُ

فأبْعدُ مطْلوبٍ عليّ قريبُ

وإنْ أجدبَتْ عند الفتاةِ إقامتي

فمُرْتَحَلِي عند الفلاة خصيبُ

إذا كانَ عَزْمي مثلَ ما في حمائلي

فإنّي امرُؤٌ بالصّارِمَيْنِ ضَروبُ

خُذِ العَزْم من بَرْدِ السّلُوّ فإنّما

هوَى الغيد عندي للهوان نسيبُ

وبادرْ ولا تهمل سُرَى العيس إنّها

لنا خببٌ في النُّجْح ليسَ يخيبُ

فشهبُ الدّراري وهي علويّةٌ لها

طلوعٌ على آفاقها وغروبُ

ولو لم يكن في العزم إلّا تَقَلّبٌ

ترَى النفسُ فيه سعيها فتطيبُ

وإن ضاقَ بالحرِّ المجالُ ببلدةٍ

فكمْ بلدَةٍ فيها المجالُ رحيبُ

إذا أنْتَ لبّبتَ العزيمة واضعاً

لها الرجلَ في غرزٍ فأنْتَ لبيبُ

ومنكرةٍ مني زماعاً عرفتهُ

عدوّكِ يا هذي إليّ حبيبُ

جرَى دمْعُها والكحلُ فيه كأنّه

جمانٌ بماءِ اللّازورد مشوبُ

وقالت غرابيبٌ دَرَجْن بِبَينه

سيستدرجُ الأعوامَ وهو غريبُ

فما كان إلا ما قضى بالُها به

فهل كان عنها الغيبُ ليس يغيبُ

لقد خمّسَ التأويبَ والعزمَ والسرى

وعَودَ الفلا عُودٌ عليه صليبُ

رمى فأصابَ الهمَّ بالهمِّ إذ رمى

هي الكفّ ترْمي أُختها فتصيبُ

وأجرى سفينَ البرّ في لُجّ زئبقٍ

من الآل هَزّتْ جانِبَيْه جَنُوبُ

ومستعطفاتٍ بالحداء على السرى

إذا رجّعَ الألحانَ فيه طروبُ

إذا جُلِدَتْ ظلماً ببعض جُلودها

تَبَوّع منها في النّجاء ضروبُ

فللَّهِ أشطانُ الغروب التي حَكَتْ

مقاودَ عيس مِلْؤهنّ لغوبُ

ومشحونةٍ بالخوف لا أمنَ عندها

كأنّك فيها حيثُ سِرْتَ مُريبُ

كأنّك في ذنبٍ عظيم بقطعها

فأنْتَ إلى الرحمن منه تتوبُ

إذا الشمسُ أحمتْ فيحَها خلت رملها

رماداً وقودُ النّار فيه قريبُ

ترى رامحَ الرّمضاءِ فيه كأنّه

مُواقِعُ نارٍ واقعته ذنوب

كأنّ ارتفاع الصوت منه تَضَرّعٌ

إذا لذع الأحشاءَ منه لهيبُ

وتحسب أنّ القفرَ حُمَّ فماؤه

من العرق الجاري عليه صبيبُ

وما كان إلّا خير ذخر تعدّه

قطاةٌ لأرْمَاقِ النفوس وذيبُ

وراعٍ سوامُ الشمسِ لم يَشوِ وجهها

ولا لاح للتلويح منه شحوبُ

له لَوْلَبٌ في العين ليس يديره

لذي ظمإٍ حَيث المياهُ تلوبُ

رقيبٌ على شمسِ النّهار بفعله

أحَيٌّ على شمْسِ النّهار رقيبُ

إذا نزل الركبانُ طابَ لنفسه

على الجمر من حرِّ الهجير ركوبُ

تَكَوّنُ وسط النّار منه سبيكةٌ

من التبر ليسَت بالوِقاد تَذوبُ

خَرُوجٌ مِنَ الأديانِ تحسبُ أنّه

على كلّ عُودٍ بالفلاة صليبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة فؤادي نجيب والجلال نجيب

قصيدة فؤادي نجيب والجلال نجيب لـ ابن حمديس وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي