فتح أعز به الإسلام صاحبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فتح أعز به الإسلام صاحبه لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة فتح أعز به الإسلام صاحبه لـ السري الرفاء

فتحٌ أعزَّ به الإسلامُ صاحِبَه

وردَّ ثاقبَ نُورِ المُلْكِ ثاقبُه

سارت له البُردُ منشوراً صحائفُه

على المنابرِ محموداً عواقبُه

فكلُّ ثَغرٍ له ثَغرٌ يُضاحِكُه

وكلُّ أرضٍ بها رَكبٌ يصاحبُه

عادَ الأميرُ به خُضراً مكارِمُه

حمراً صوارمُه بيضاً مناقبُه

مؤيَّداً يتحامى الدَّهرُ صولَته

فليس يلقاه إلا وهو هائِبُه

يومٌ من النَّصرِ مذكورٌ فواضلُه

إلى التَّنادِ ومشكورٌ مواهِبُه

إن لم يكنْ يومَه بدرٌ فمن ظَفَرٍ

أُعطيتَ فيه ومن نصرٍ مَنَاسِبُه

سَلِ الدُّمُسْتُقَ هل عنَّ الرُّقادُ له

وهل يَعُنُّ له والرُّعبُ صاحبُه

لمّا رأى منك مغلوباً مغالبُه

يومَ اللِّقاءِ ومحروباً محاربُه

ونازِحاً صَهواتُ الخيلِ مجلِسُه

والبيضُ دون ذوي القُربى أقاربُه

حصونُه الشُّمُّ إن أفضى عواملُه

وسُورُه دونَ ما تحمي قواضبُه

رأى الصَّوارمَ أجدَى من مكاتبةٍ

لم يفتَتِحْها بإذعانٍ مُكاتبُه

فقارَبَ الحربَ حتى ما تُباعِدُه

وباعدَ السِّلمَ حتى ما يُقارِبُه

أموالُه لوفودِ الشُّكرِ إن كثُرَتْ

وبالسُّيوفِ إذا قَلَّت مكاسبُه

ولن يرى البُعدَ قرباً وهو طالبُه

ويحسِبَ الحَزْنَ سَهلاً وهو راكبُه

ولو أقام فُواقاً إذ دلفتَ له

تحتَ العَجاجِ لقد قامت نوادِبُه

لما تَراءى لكَ الجمعُ الذي نَزَحَتْ

أقطارُهُ ونَأتْ بُعداً جوانبُه

تركتَهم بينَ مصبوغٍ تَرائِبُه

من الدِّماءِ ومخضوبٍ ذوائِبُه

فحائِدٌ وشِهابُ الرُّمحِ لا حقُه

وهاربٌ وذُبابُ السَّيفِ طالبُه

يَهوي إليه بمثلِ النَّجمِ طاعنُه

وينتحيهِ بمثلِ البَرقِ ضارِبُه

يكسوه من دمه ثوباً ويسلبُه

ثيابَه فهو كاسيه وسالبُه

حَمَيْتَ يا صارمَ الإسلامِ حوزتَه

بصارمِ الحدِّ حتى عَزَّ جانبُه

رفْعتَ بالحَدَثِ الحصنَ الذي خفضَت

منه الحوادثُ حتى زالَ راتبُه

أعَدْتَه عَدَوياً في مناسِبه

من بعدِ ما كان روميّاً مناسبُه

فقد وقى عرضَه بالبيدِ واعترضتْ

طولا على منكِبِ الشِّعرى مناكبُه

مُصغٍ إلى الجوِّ أعلاه فإنْ خفَقَتْ

زُهْرُ الكواكبِ خِلناها تُخاطبُه

كأنَّ أبراجَه من كلِّ ناحيةٍ

أبراجُها والدُّجى وَحْفٌ غَياهبُه

يا ناصرَ الدين لما عزَّ ناصرُه

وخَاطِبَ المجدِ لمّا قلَّ خاطبُه

حتَّامَ سيفُكَ لا تُروى مضاربُه

من الدِّماءِ ولا تُقضَى مآربُه

أنت الغَمامُ الذي تُخشى صواعقُه

إذا تَنمَّرَ أو تُرجى مواهبُه

لم تحمَدِ الرومُ إذ رامتْك وَثبتَها

والليثُ لا يحمَدُ العُقبى مُواثِبُه

رأتك كالدهرِ لا تكبو حوادثُه

إذا جَرَينَ ولا تنبو نوائبُه

وجرَّبَت يا ابنَ عبد الله منك فتىً

قد أمَّنْته الذي تُخشى تجاربُه

أصاخَ مُستمعاً للثغرِ تُنجِدُه

رِماحُه حين يدعو أو رغائبُه

له من الِبيضِ خِلٌّ لا يُباعِدُه

ومن قنا الخّطِّ خِدْنٌ لا يجانبُه

قد قلتُ إذ فيك عزَّ النصرُ وانتشَرتْ

صحائفُ الفَتحِ واختالَت ركائبُه

اليومَ صانَ رداءَ المُلكِ لابسُه

وشلَّتِ الحربُ يُمنى من يُحاربُه

وأصبحَ الدِّينُ قد ذلَّت لصولتِه

كتائبُ الشِّرك إذ عزَّت كتائبُه

مالَت رِقابُ ثغورِ الشام مُصغيةً

إلى السرورِ الذي كانت تراقبُه

رأت حُسامَك مشهوراً فلو نطقَت

قالت هو العِزُّ لا فُلَّت مضاربُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة فتح أعز به الإسلام صاحبه

قصيدة فتح أعز به الإسلام صاحبه لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي