فتوحك ردت بهجة الملك سرمدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فتوحك ردت بهجة الملك سرمدا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة فتوحك ردت بهجة الملك سرمدا لـ السري الرفاء

فتوحُك رَدَّتْ بَهجةَ المُلكِ سَرمَدَا

وأنتَ حُسامُ اللهِ فَلَّ بِكَ العِدا

يُحدِّثُ عنكَ المَشرَفيُّ مجرَّداً

ويُثني عليك السَّمهريُّ مُسَدَّدا

أعادَ وأبدى الفتحُ منك مُعوَّداً

قِراعَ العِدا جارٍ على ما تعوَّدا

ومُمطرُ أرضِ الرُّومِ من دَمِ أهلِها

سَحاباً إذا رَوَّى الثَّرى منه أحمدَا

تخالفَ فعلُ الغَيثِ منه فكلَّما

بَدا العُودُ مُخْضرّاً ثناه مُورَدَّا

سَرى مُخلِقاً في اللهِ دِيباجَ وجهِه

فذبَّ عن الإسلامِ حتى تجدَّدا

يُفلِّقُ بالضَّربِ التَّريكَ وما حَوى

ويَخرُقُ بالطَّعْنِِ الدَّلاصَ المُسرَّدا

فيا لكَ من يومٍ أحرَّ عليهِمُ

وأندَى على الدِّينِ الحنيفِ وأبرَدا

وربَّ مُحلًّى بالكواكبِ شاخصٍ

شخَصْتَ إليه فانمحى وتأبَّدا

فأعطاك ما تَهوى وقَلَّدَ أمرَه

نجومَ قَنَاً أضحى بهنَّ مُقلَّدا

مثَلْتَ له في مِثلِ أركانِ طَوْدِهِ

وأسطَرْتَ فيه الجَلْمَدَ الصَّلْدَ جَلمَدا

وَصَدْرٍ وراءَ السَّابريِّ خَرَقْتَه

فكان ثِقافَ الرُّمحِ لمَّا تأوَّدا

وأبيضَ رَقراقِ السَّوابغِ أرهجَتْ

سَنابِكُه حتى ثَنا الجوَّ أَربدا

تَتابعَ يَهفُو فوقَه كلُّ طائرٍ

إذا صافَحَتْه راحةُ الرَّاحِ غرَّدا

وأشرقَ في رَأْدِ الضُّحى فكأنما

تُلاعِبُ منه الشَّمسُ صَرْحاً ممرَّدا

يَزُفُّ نجوماً ليسَ يمنعُ ضوءَها

تكاثُفُ ليلِ النَّقْعِ أن يتوقَّدا

إذا ما رأتْهُنَّ البَطارقُ أنحُساً

رآهنَّ مُجْتاحُ البطارقِ أسعُدا

صَدَعْتَ ببرقِ البِيضِ صَدرَ عَجاجَةٍ

وقد أبرقَ المِقدارُ فيه وأرعَدا

وأُبتَ وقد أشرَبْتَ ساحتَه دماً

كأنك أشرقْتَ الأسِنَّةَ عَسْجَدا

لقد لَبِسَ الإسلامُ شَرقاً ومغرِباً

بسيفِ ابنِ عبدِ اللهِ ظِلاًّ مُمدَّدا

ثَنى الخَيلَ عن ماءِ الفُراتِ صَوادراً

فكان لها وِردُ الخَليجَيْنِ مَوْرِدا

يَطيرُ على أرباضِ خَرْشنةٍ بها

لوافحُ يَهتِكْنَ المُنيفَ المشيَّدا

حَريقاً يُغَشِّي الجُدْرَ حتَّى كأنما

لبِسْنَ حَبيرَ الوَشْيِ مَثْنىً ومَوحِدا

إذا الغَرَضُ المنصوبُ باتَ مُعَصفراً

بطائرِ سهمٍ منه أصبحَ أسوَدا

فباتَ على البُرجِ المُطِلِّ كأنَّما

يُلاحِظُ منه فَرْقداً ثمَّ فرقدا

وبثَّ السَّرايا حولها فتفرَّقَتْ

كما بثَّتِ الرِّيحُ الحَيا فتبدَّدا

فباتَ مُغِذَاً في السِّلاحِ ومُوجِفاً

مُغِيراً عليهم في البلادِ ومُنجِدا

يؤانِسُ منهم كلَّ ليثِ حَفيظَةٍ

على الطِّرفِ وحشيَّ الشَّمائلِ أغيَدا

كأنَّ رماحَ الخَطِّ حولَ بيوتِهِم

على صَهَواتِ الخيلِ دُرّاً مُبَدَّدا

عَرَضْتَ على الِبيضِ الرِّقاقِ أُسُودَهم

وسُقْتَ المَها حُوّاً إليها وسُهَّدا

وقوَّمْتَ منهم جانباً لظُهورِهم

وأشرَفْتَهم بالمشرفيَّةِ مُنشِدا

وأوردْتَ حَدَّ السَّيفِ قِمَّةَ لاوُنٍ

لتمزُجَ فيه سُورةَ البأسِ بالنَّدى

أتاكَ يَهُزُّ الرَّوعُ أعضاءَ جِسمهِ

كما هزَّ بالأمسِ الحُسامَ المُهنَّدا

يَغُضُّ لدَيكَ الرُّعْبُ أجفانَ عَيْنِه

فإنْ هَمَّ أن يستغرِقَ اللَّحْظَ أرعدَا

وربَّ حديدِ اللَّفظِ واللَّحظِ منهمُ

مثَلْتَ له فارتدَّ أخرسَ أرمَدا

ذَعَرْتَهُمُ غَزواً دِراكاً فأصبحوا

على البُعْدِ خَفَّاقَ الحشا ومُسهَّدا

يَظُنُّونَ غَربيَّ السحابِ كتيبةً

تُشَرِّقُ والبرقَ الشآميَّ مِطْرَدا

إذا الدولةُ الغَرَّاءُ سمَّتْكَ سيفَها

لتُبْهَجَ سمَّاكَ الهُدى ناصرَ الهُدى

ليَهْنِكَ أنَّ الرومَ ذَلَّ عزيزُها

فصارتْ مواليها بِعزِّكَ أعبُدا

إذا قيلَ سيفُ الدولةِ اهتزَّ عرشُها

وخَرَّتْ رُكوعاً عندَ ذاكَ وسُجَّدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة فتوحك ردت بهجة الملك سرمدا

قصيدة فتوحك ردت بهجة الملك سرمدا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي