فجع القضاء بك القضاء المبرم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة فجع القضاء بك القضاء المبرم لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة فجع القضاء بك القضاء المبرم لـ أحمد تقي الدين

فجَعَ القضاءَ بك القضاءُ المبرمُ

فكأنما جمَعَ المحاكمَ مأتمُ

ونُعيتَ للأدبِ الصحيحِ فغمغمتْ

جَزعاً صحائفُه وصرَّ المِرقم

كادتْ تسيلُ عليكَ في يومِ النَّوى

مُهجٌ بهنَّ لكَ المرائي تُرقم

شرُّ النوائبِ أَنَّ مثلك ينطوي

تحتَ الثَّرى وخبيثَ نفسٍ يسلم

يلقاكَ مُنطلقَ الأَسرَّةِ مُبدياً

لكَ وُدَّه وفؤادُه متجهّم

في كلِّ عرقٍ من نواشرهِ جرى

سُمُّ الأَراقمِ ما يمازجُه دم

أَأَخا المُحيا الطلقِ هل عبسَ الردى

لما رآكَ حيالَه تتبسّمُ

لو لم يكن قدراً عليكَ لردَّه

مَرأى ثمانيةٍ ببرئك تحلم

أَأَخا الخصالِ النافحاتِ مع الصَّبا

هل شمَّ مثلَ أَريجِها المتنسّم

أَثنى عليها الزهرُ في نفحاته

إنَّ الأزاهرَ بالأَزاهرِ أَعلمُ

كنتَ النزيهَ إذ النزاهةُ لفظةٌ

عوراءُ يُنكرُها السوادُ الأعظم

كنتَ القنوعَ إذ الدنيءُ يؤودُه

مالٌ على غيرِ الفقيرِ محرّم

كنتَ الأَنيَّ إذ الإباءُ سجيةٌ

ذمتْ وإذ ثمنُ الكرامةِ دِرهم

كنتَ الوفيَّ إذ الوفاءُ معرّةٌ

أَلقى عليها السترَ جيلٌ مُجرم

كنتَ الأديبَ الألمعيَّ وحسبُنا

ما كنتَ تنثرُ في الطروسِ وتنظِم

زينتْ به صفحاتهنَّ كأنه

وشيٌ على الغيدِ الحِسانِ مُنمنم

لك منّةٌ عندي وفاؤك صاغَها

فصلاً به أَدبُ السليقةِ مُعلم

صافٍ ودادُك كالزلالِ على الصفا

عذبٌ حديثُك رائقٌ لا يُسأم

والعدلُ والصدقُ الصُراحُ كلاهُما

ما اْعتادَ غيرَهما يراعُك والفَم

نقصوكَ حقَّك في القضاءِ فأَثبتوا

للناسِ أَن أَخا الكمالِ مُهضّمُ

إن الفضائلَ في زمانِ رذيلةٍ

تُنعى على أهلِ الخَلاقِ فتنقم

الحرُّ فيه وإن أَبرَّ مؤخَّرٌ

والعبدُ مرفوعُ المقامِ مُقدَّم

والطائرُ الغرّيدُ ليس بصادحٍ

أَما الذبابُ فإنه يترنّم

أَخفتْ ذوي الإخلاصِ ظُلمتُه كما

يُخفي النُّجومَ الزُّهرَ ليلٌ أَهَيم

أَأَبا فريدٍ كان يومُك عبرةً

لذوي النُّهى ولكلِّ حيٍّ يفهمُ

جرتٍ الدموعُ عليكً يُسخنها الأَسى

والعيسويُّ يُريقُها والمُسلم

ذكروا خصالَك حين وسّدتَ الثرى

فكأنما طيبٌ هنالك يفغم

هذا الدليلُ على خلائقِك التي

من أَجلها كلٌّ عليكَ يرحِّم

فاذهبْ إلى دارٍ ترى فيها الذي

كرمت شمائلُهُ يُثابُ ويُكرَمُ

أَما بنوكَ وطالما أَدَّبْتُهم

فسيعلمُ الملأُ الأكارمُ من هُمُ

وسينهجونَ سويَّ نهجِكَ كلما

ذكروكَ أَو زاروا الضّريحَ وسلَّموا

شرح ومعاني كلمات قصيدة فجع القضاء بك القضاء المبرم

قصيدة فجع القضاء بك القضاء المبرم لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي